اقترح عضو في "الكنيست"
الإسرائيلي، عن حزب "البيت اليهودي" المتطرف، النائب بتسلئيل سموتريتش، خطة إسرائيلية للقضاء على التطلعات الوطنية
الفلسطينية "إلى الأبد".
واقترح النائب وفق ما نشر موقع "i24" تشجيع هجرة الفلسطينيين من خلال منحهم محفزات مالية لمن يرغب وتفكيك السلطة والسيطرة على الضفة، ودمج الباقي في المجتمع الإسرائيلي.
وتنص الخطة، على أن "تفرض إسرائيل سيطرتها على كامل
الضفة الغربية بكل مدنها وقراها وأراضيها، وتعمل على تفكيك السلطة الفلسطينية وكل مؤسساتها، والبدء بمشروع نشط وواسع جدا للاستيطان في كل مكان".
ودفاعا عن خطته، أوضح سموتريتش أن "مشروعا كهذا سيكلف إسرائيل أقل بكثير من الحملات العسكرية التي تشنها بين الحين والآخر، كما أن الأمر لا يتعلق بتهجير قصري وإنما بهجرة إرادية"، وفق زعمه.
وزعم النائب، أن "هناك نحو 20 ألف فلسطيني من الضفة الغربية يهاجرون سنويا لبلاد أخرى، كما أن عدد الفلسطينيين الراغبين في الهجرة أضعاف هذا العدد في حال توفرت لديهم الإمكانيات المادية للقيام بذلك"، ولهذا يقترح العضو في حزب "البيت اليهودي" على "تل أبيب" القيام بتقديم الدعم المالي لمن يرغب بالهجرة.
زيت وماء
وطالب سموتريتش، الحكومة الإسرائيلية، بأن تخصص لهذ الخطة الميزانية الضرورية بشكل سنوي والتي تشمل المحفزات للعرب الراغبين بالهجرة، وفي نفس الوقت ينادي بمضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة في المرحلة الأولى من الخطة بعد ضم الضفة الغربية بكاملها للسيادة الإسرائيلية وفرض القانون الإسرائيلي عليها.
ورأى أن مثل هذه الخطة، "لن تستغرق وقتا طويلا وستعطي ثمارها في وقت أسرع مما يتوقع الجميع"، منتقدا "القيادة السياسية الإسرائيلية التي تكلف الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، بأمرين متناقضين، بأن يسكب الزيت والماء على النار في ذات الوقت".
وأكد أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع القضاء على المقاومة الفلسطينية التي نعتها بـ"الإرهاب"، والإبقاء على الآمال القومية الفلسطينية التي ستولد المقاومة من جديد.
وتعهد النائب سموتريتش، لكل عربي "يفضل البقاء هنا والتنازل عن التطلعات القومية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بمنحه حقوقا مدنية واسعة باستثناء حق التصويت للكنيست".
واقترح منح العرب المتبقين في البلاد، سواء في الضفة الغربية المحتلة أم في "إسرائيل"، مهلة 30 عاما ليتم بعد ذلك منحهم تدريجيا الحقوق المدنية المذكورة إلى أن يحصلوا على حق التصويت والانتخاب للكنيست ولكن شرط أن يؤدوا الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي مثل الدروز"، على حد قوله.
تهجير وضم
وفي تعليقه على الخطة الإسرائيلية، أوضح الكاتب والمحلل الفلسطيني فايز أبو شمالة، أن ما طرحه النائب الإسرائيلي المتطرف، "ليس جديدا، فقد سبق وأن قدمت إسرائيل مساعدات مالية لكل فلسطيني يغادر غزة إلى الأردن بعد هزيمة 67، حتى إن آلاف الشباب الفلسطيني سافر إلى الأردن عن طريق التسهيلات الإسرائيلية عبر الجسر".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، "أن التفكير الإسرائيلي لا يتجاوز هذا المربع، من حيث النوايا السياسية الإسرائيلية لآلية حل القضية الفلسطينية، والتي تتضمن تهجير الشباب بعد التضييق عليهم، والسيطرة على الأرض، وتشغيل البقية عمالا في المستوطنات الإسرائيلية؛ فالخطة تشمل تهجيرا وسيطرة وضما".
ورأى أبو شمالة، أن طرح هذه الخطة في هذا الوقت، "يأتي في ظروف مناسبة؛ فالانقسام الفلسطيني مستمر، والسلطة تتفرد بالقرار الفلسطيني"، مؤكدا أن حالة "الهدوء تغري الإسرائيليين للبحث عن حلول على طريقتهم ووفق منطقهم وقناعتهم السياسة، لا سيما مع انعدام ردة الفعل الفلسطينية".
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن "المشروع الصهيوني يقوم على ضم الضفة الغربية وليس حل الدولتين كما تحاول أن تروج الدبلوماسية الصهيونية".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أنه "حتى يكتمل الحل الصهيوني بضم الضفة فإنه لا بد من ترانسفير جماعي لضمان التفوق الديمغرافي لصالح اليهود".
وأكد الدجني، أن الخطة الإسرائيلية "لا يمكن لها أن تتم بدون مخطط كامل متكامل، يبدأ بالتضييق على الفلسطينيين بالضفة وغزة والقدس وداخل الخط الأخضر، وهذا ما تمارسه إسرائيل منذ سنوات.. ثم تفتح المجال لهم بالهجرة وتسهيل ذلك ضمن مؤامرة دولية لتصفية الصراع الصهيوني الفلسطيني. وفي هذا السياق يأتي حديث النائب الصهيوني".