مع حلول عيد الأضحى المبارك يلجأ المواطنون في قطاع
غزة على غير العادة إلى شراء "الأضاحي بالتقسيط"، في محاولة منهم للتخفيف من الأعباء المعيشية التي أثقلت كاهلهم، لاسيما في ظل اشتداد الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها القطاع، والتي لا تسمح لهم بشراء الأضحية نقداً.
وباتت هذه الطريقة هي السمة الأبرز لأضاحي هذا العام في غزة، حيث أدت هذه التسهيلات المالية من أصحاب المزارع إلى تشجيع المئات من المواطنين على شراء الأضحية بالرغم من تردد وقلق الكثير من هؤلاء المواطنين على شراء الأضحية خوفا من عدم قدرتهم على سداد ثمنها نقدا كما كان يجري في السابق.
كيف يتم تقسيط الأضحية؟
تقوم فكرة تقسيط الأضحية على اتفاق مجموعة من الشركاء والذين يتراوح عددهم عادة من (4_ 7) شركاء يتفقون شراء الأضحية (عجل، بقرة)، وبعد اختيار الأضحية التي وقع عليها الاختيار يتم تقسيم المبلغ الكلي للأضحية على الشركاء بالتساوي، وبعد ذلك يتعهد الشركاء وبالاتفاق مع صاحب المزرعة على تسديد أقساط الأضحية ضمن فترة زمنية تتراوح مدتها من ( 6_ 12) شهرا، أما عن قيمة القسط الشهري الذي يلتزم به المضحي لصاحب المزرعة فتتراوح بين (30_ 90 دولار) شهريا، حسب وزن الأضحية.
بدوره أشار، جهاد أبو حطب، وهو صاحب أحد مزارع الأضحية في مدينة غزة، إلى أن "ضعف الإقبال من قبل المواطنين على شراء الأضحية لهذا العام، كان الدافع الأساسي لتفعيل خيار تقسيط الأضحية في محاولة لبيع أكبر قدر ممكن من الأضاحي المتوفرة، سيما وأننا في السنوات الأخيرة قد تعرضنا لخسائر كبيرة بسبب ضعف إقبال المواطنين على شراء الأضاحي نقدا".
وأضاف أبو حطب في حديث لـ"
عربي21"، أن "ظاهرة بيع الأضحية بالتقسيط لم تكن منتشرة بهذا الشكل خلال السنوات الماضية، كما هو عليه الآن، حيث لم يكن يتجاوز ما يتم بيعه بالتقسيط نحو 15 في المئة من العدد الإجمالي للعجول والأبقار التي يتم بيعها في هذا العيد من كل موسم، أما في هذا العام فما تم بيعه نقدا لم يتجاوز 25 في المئة من العدد الإجمالي للمزرعة".
وقال أبو حطب: "حصلنا على موافقة خطية من دار الإفتاء في وزارة الأوقاف تجيز لنا تقسيط الأضحية والتيسير على الناس نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها في القطاع".
ولكن وبالرغم من هذه التسهيلات إلا أن أسواق الماشية تعاني من "ركود كبير"، وهذا ما أشار إليه مدير قسم المواشي في وزارة الزراعة، تحسين الأسطل، بقوله إن "معدل بيع المواشي لهذا العام انخفض بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، ويمكن القول إنه من أقل المواسم إقبالا على الأضاحي منذ نحو عشر سنوات".
وأوضح الأسطل أن "قطاع غزة يستهلك ما يقرب من 15 ألف رأس من المواشي سنويا في موسم عيد الأضحى، ولكن هذا العام انخفض العدد إلى 11 ألفا، وما تم بيعه حتى اللحظة لا يتجاوز 9 آلاف رأس من الحلال".
وتابع الأسطل في حديث لـ"
عربي21" أنه "وعلى الرغم من توفير الأضاحي بالتقسيط إلا أن الإقبال على شراء الأضاحي ضعيف جدا، بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية التي تعاني منها غزة خصوصا بعد إجراءات الرئيس عباس بإحالة كل موظفي السلطة في غزة إلى التقاعد إضافة إلى أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتسمر الذي لا يشجع على الدخول في هذا المشروع".