مصدر أمني: عين الحلوة مهدد وجوديا.. والاقتتال يتمدّد
بيروت- عربي21- عامر معروف21-Aug-1710:31 PM
شارك
لا تهدأ الاشتباكات حتى تتفجر مرة أخرى - أ ف ب (أرشيفية)
أفاد مصدر أمني فلسطيني في لبنان، لـ"عربي21"، أن "مخيم عين الحلوة مهدد وجوديا في ظل المخططات التي تستهدفه"، مشيرا إلى أن "الخطر يكمن في احتمالية تمدد رقعة الاقتتال، ما ينذر بكارثة حقيقية في المخيم".
ويفرض مشهد العنف نفسه على مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، حيث يدور القتال منذ نحو أسبوع بين عناصر حركة فتح ومقاتلين من تيارات سلفية، من بينها مجموعة بلال بدر.
وترتكز الاشتباكات في أحياء الطيرة ورأس الأحمر وجبل الحليب، فيما يتواصل نزوح الأهالي من المخيم بشكل كبير.
وتستخدم في المعارك الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ومدافع الهاون من عيار 60، فيما يدور الحديث في أوساط حركة فتح عن وصول عدد من المقاتلين التابعين للحركة من مخيمات أخرى.
ويشير المصدر إلى أن "المعارك المتقطعة قد تتسع رقعتها لتشمل مناطق أخرى، ومن بينها منطقة تعمير عين الحلوة والشارع التحتاني، في حال تدخلت قوى إسلامية أخرى في المعركة، لا سيما تنظيم جند الشام".
ويؤكد المصدر أن عشرات المقاتلين يخوضون المعارك حاليا في حي الطيرة والرأس الأحمر إلى جانب مجموعة بدر، فيما تحاول حركة فتح من خلال هجمات متكررة بين فينة وأخرى التوغل إلى معاقل تلك المجموعات المحصنة.
وأشار إلى أن "السفير الفلسطيني أشرف دبور أبلغ قيادة فتح العسكرية بضرورة وقف إطلاق النار، ومنع امتداد المعارك من دون أن تثمر دعوته إلى نتيجة"، مشيرا إلى أن "المجموعات التابعة لبلال بدر تلجأ إلى تكتيك الكمائن ما أدى إلى سقوط إصابات مباشرة لدى عناصر فتح، في الوقت الذي لم يسجل فيه أي متغير كبير على صعيد مواقع الطرفين".
يشار إلى أن الجولة السابقة من الاقتتال بين فتح ومجموعة بلال بدر، في شهر نيسان/ إبريل الماضي، أسفرت ميدانيا عن وقف لإطلاق النار يقضي بتواري بدر عن الأنظار وتولي القوة الأمنية مهام الإشراف على معقله.
وتتهم جهات من حركة فتح، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر حركة حماس في القوة الأمنية بالانسحاب من مواقعها في حي الطيرة، ما أتاح للمسلحين التابعين لبدر بالمبادرة في استهداف عناصر فتح.
غير أن مصادر حماس تنفي ذلك، وتشير إلى أن عناصر فتح أخذت قرار الهجوم بشكل منفرد عن باقي الفصائل، مؤكدة أنها (حماس) تعمل مع باقي القوى في المخيم على محاولة إعادة الهدوء والاستقرار إلى المخيم وتحصينه من سيناريوهات تهدد وجوده، على غرار ما حصل لمخيمي اليرموك في سوريا ونهر البارد في شمال لبنان.
وسقطت بشكل متوال اتفاقات لوقف إطلاق النار أعلنت عنها القيادة الفلسطينية في مدينة صيدا، رغم التأكيد على حتمية نشر القوة الأمنية الفلسطينية المكونة من فصائل عدة.
ويحذر مراقبون من إمكانية أن يكون لهذه المعركة ارتباط بمعركة جرود رأس بعلبك والقاع؛ التي يخوضها الجيش اللبناني وحزب الله ضد تنظيم الدولة.
وعلى الصعيد الإنساني، تتفاقم المعاناة داخل مخيم عين الحلوة في ظل اتساع رقعة الاقتتال وارتفاع نسبة الخسائر.
وأفاد منير.ق، وهو من سكان حي الطيرة، لـ"عربي21" أن "الدمار بات هو السائد في الحي"، واصفا ما حلّ بأهالي حيي الطيرة والرأس الأحمر بـ"الكارثي، بفعل الخسائر المادية والبشرية".
وتابع اللاجىء الهارب من العنف في المخيم إلى جامع الموصلي، الواقع على المدخل الشمالي للمخيم، أن المعاناة الإنسانية كبيرة، خصوصا بالنسبة للأطفال والنساء وكبار السن.
وأفادت مصادر طبية لـ"عربي21"؛ بسقوط أربعة قتلى وقرابة 32 جريحا، فيما من المتوقع ارتفاع أعداد الضحايا بسبب تعذر الوصول إلى نقاط التماس.
وأشار الدكتور عامر السماك، مدير مستشفى النداء الواقع في نقطة تماس حساسة داخل مخيم عين الحلوة، إلى أن "الجرحى تتم إحالتهم إلى المشافي الخارجية بعد تلقيهم للعلاج الأولي في المشفى"، موضحا أن "درجة الإصابات بين المدنيين تتراوح بين متوسطة وخطيرة في أغلبها".
وتحدث السماك، لـ"عربي21"، عن استفادة المستشفى من تجارب الاقتتال السابقة وتجهيزها بكمية جيدة من الأدوية والأجهزة، مؤكدا في الوقت عينه أن "المستشفى غير مجهز بوسائل متطورة للتعامل مع حالات الإصابة البالغة".
وفيما يتعلق بمخاطر تعرض المشفى لخطر القذائف والرشقات النارية، أقرّ السماك بالوضع الخطر في المخيم بشكل عام، داعيا إلى حماية المدنيين والمؤسسات الطبية من الاشتباكات التي تدور بـ"شكل عبثي التي لم تسفر سوى عن كوارث حقيقية حلت بآلاف الفلسطينيين؛ ممن تعرضوا للقتل والتشريد والخسائر في الأرزاق والممتلكات".
وأشار السماك إلى جهود "فرق الإسعاف التي تخاطر في انتشال الضحايا من المناطق التي يدور فيها الاقتتال بالمخيم".
ودعا السماك الفرق الطبية والمؤسسات الحقوقية إلى "تفعيل عملها داخل المخيم، والمساعدة في التخفيف من معاناة اللاجئين في مخيم عين الحلوة".