بدأ الجيش
اللبناني هجوما، السبت، على منطقة خاضعة لتنظيم الدولة على الحدود الشمالية الشرقية مع
سوريا في الوقت الذي أعلن فيه
حزب الله اللبناني عن هجوم متزامن، مشترك مع قوات نظام الأسد، على التنظيم من الجانب السوري للحدود.
وقال مصدر أمني لبناني إن الجيش اللبناني يستهدف مواقع لتنظيم الدولة قرب بلدة رأس بعلبك بالصواريخ والمدفعية وطائرات الهليكوبتر. والمنطقة هي آخر جزء من الحدود اللبنانية السورية يسيطر عليه التنظيم.
وقال حزب الله إن العملية التي يشنها بالتعاون مع الجيش السوري تستهدف مسلحي
تنظيم الدولة في منطقة القلمون الغربي في سوريا والواقعة عبر الحدود من رأس بعلبك.
وجاء في بيان لحزب الله أن الحزب يفي بوعده "بإزالة التهديد الإرهابي الجاثم على حدود الوطن" وإنه يقاتل "جنبا إلى جنب" مع الجيش العربي السوري. ولم يشر البيان إلى عملية الجيش اللبناني.
وأي عملية مشتركة بين الجيش اللبناني من جهة وحزب الله والجيش السوري من الجهة الأخرى ستكون حساسة من الناحية السياسية في لبنان وقد تعرض للخطر المساعدات العسكرية التي يتلقاها لبنان من الولايات المتحدة. وتصنف واشنطن حزب الله المدعوم من إيران بأنه منظمة إرهابية.
وفي أحدث خطاب له قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن الجيش اللبناني سيهاجم تنظيم الدولة من جانبه الحدودي في حين أن حزب الله والجيش السوري سيهاجمان التنظيم بشكل متزامن من الجهة الأخرى.
وقال المصدر الأمني اللبناني إنه لا يوجد أي تنسيق بين الهجومين، وأضاف أن "كل مصدر يعمل بمفرده"، لكن قائدا في التحالف العسكري الذي يدعم رأس النظام السوري بشار الأسد قال إن من "الطبيعي" وجود تنسيق.
وفي الشهر الماضي أجبر حزب الله مسلحي جبهة النصرة ومقاتلين من المعارضة السورية على مغادرة معاقل قريبة من الحدود في عملية مشتركة مع الجيش السوري.
ولم يشارك الجيش اللبناني في العملية التي جرت في تموز/ يوليو لكنه كان يستعد للهجوم على الجيب الخاضع لتنظيم الدولة في نفس المنطقة الجبلية. وتشير التقديرات إلى أن المئات من مقاتلي الدولة يتحصنون في الجيب.
وأظهرت لقطات بثتها قناة المنار التي يديرها حزب الله مقاتلي الحزب المسلحين بالبنادق الهجومية وهم يتسلقون تلا شديد الانحدار في القلمون الغربي.
ويتابع الرئيس اللبناني ميشال عون العملية العسكرية "فجر الجرود" في إشارة إلى منطقة الحدود الجبلية القاحلة بين لبنان وسوريا.
ويقدم حزب الله دعما عسكريا مهما للنظام السوري خلال الصراع المستمر منذ ستة أعوام في سوريا. ويعارض منتقدون لبنانيون دور الحزب في الحرب السورية.
وشهدت منطقة شمال شرق لبنان واحدة من أسوأ تداعيات الحرب السورية على لبنان في 2014 عندما هاجم تنظيم الدولة وجبهة النصرة بلدة عرسال. ولا يزال مصير تسعة جنود لبنانيين أسرهم تنظيم الدولة في 2014 غير معلوم.