استنكر حزب
العدالة والبناء الليبي الاتهامات المتكررة التي يطلقها المفتي
الصادق الغرياني للموقّعين على الاتفاق السياسي وداعميه، ووصفهم من قبله بالعمالة وبائعي الوطن، ودعوتهم للتوبة عن اجتهادهم، مؤكدا أن "هذه الاتهامات مردودة على من أطلقها".
ورأى – في بيان له السبت- أن تصريحات "الغرياني" تعتبر "غير مسؤولة، وهي تحريض صريح واستباحة لدماء من انتهج الوفاق الوطني ودعم الاتفاق السياسي، فقد يؤدي ذلك إلى الاعتداء عليهم وانتهاك حقوقهم تحت مبرر فتوى المفتي، خاصة في ظل انتشار السلاح".
وقال: "تعتبر تصريحات الشيخ رأيا سياسيا لاعلاقة له بالفتوى، ويختلف تماما مع رؤية الحزب واجتهاده لحل الأزمة التي تشهدها البلاد، مع الاحتفاظ بحق الشيخ في الاختلاف مع هذا الاجتهاد دون وصف من قاموا به بالأوصاف التي يطلقها في كل حين، ونحذر من توظيف الفتوى لتمرير الآراء السياسية ولتحشيد الرأي العام خلفها".
وأشار حزب العدالة والبناء إلى أنه وقَّع على الاتفاق السياسي ودعمه، حرصا منه على القيام بمسؤولياته الوطنية، وسعيا مع شركاء الوطن لإنهاء الصراع المسلح وحقن الدماء وإحلال الأمن والاستقرار والبدء في التحول الديمقراطي نحو تأسيس دولة القانون والمؤسسات، حسب قوله.
وتابع: "لم يدّعِ أحد أن الاتفاق خالٍ من القصور فهو انبثق عن فترة انقسام حاد، كما لا يدّعي أحد أن الأوضاع السائدة الآن مرضية خاصة ما يتعلق بمعاناة المواطن والأزمات التي تثقل كاهله، ورغم ذلك لا ينبغي إنكار ما تحقق في ظل الاتفاق، فقد وضعت الحرب أوزارها في أغلب ربوع
ليبيا، وتم القضاء على تنظيم الدولة (داعش) خاصة في أكبر معاقله بمدينة سرت برعاية حكومة الوفاق ودعمها، وبغطاء دولي داعم لها، كذلك الزيادة التدريجية لمعدلات إنتاج النفط، فضلا عن إعادة الاستقرار بشكل نسبي للعاصمة، وانتقال الخلاف من السلاح إلى طاولة الحوار بشكل تدريجي".
وأردف: "يعلم الجميع أن الاتفاق السياسي عبارة عن نصوص حال المعرقلون من الطرفين دون تطبيقها على الواقع، ومن ورائهم دول تريد إفشال الاتفاق وتسعى لاستمرار الأزمة، ويظل الاتفاق رغم كل ذلك الإطار الوحيد الآن القابل للبناء عليه لإخراج الوطن من هذه الأزمة".
ودعا "الجميع إلى التسامي عن الخلافات كافة، وجمع الصف تحت مشروع التوافق الوطني في إطار الاتفاق، وإن كان لا يحقق كل الرغبات بدلا من رفع شعارات رص الصفوف دون تقديم مشروع سياسي قابل للحياة، والإصرار على الاستمرار في عرقلة تنفيذ الاتفاق بمختلف الوسائل والأساليب".
واختتم بقوله: "ما زلنا وسنظل في حزب العدالة والبناء نعمل بكل جهد وعلى كل المستويات مع شركاء الوطن لإنجاح العملية السياسية، رغم اتهامنا من قبل المتشددين من الطرفين، الذين افترقوا عن الوطن والعمل في سبيله، واجتمعوا على النقد وعرقلة أي تسوية تخرج الوطن من أزمته الراهنة".
وخلال حلقة الأربعاء الماضي لبرنامج "الإسلام والحياة" عبر قناة التناصح الفضائية، أرجع "الغرياني" ما تعانيه ليبيا من مشاكل سياسية، واقتصادية ومعيشية، إلى نتائج اتفاق
الصخيرات الموقع في أواخر عام 2015، مضيفا أن "المسؤولين عن الأزمات الراهنة شرعا وعرفا وأخلاقيا، هم كل من جلس في الصخيرات للتوقيع على بيع ليبيا للأجنبي، لأن الذين شاركوا في الحوار لم يخولوا من الشعب الليبي، وقاموا بما قاموا به من أجل الحصول على مناصب أو مصالح شخصية، في الوقت الذي باعوا فيه ليبيا للأجنبي"، حسب تعبيره".