نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الهجوم الذي وقع الخميس في مدينة برشلونة، وهي ثاني أكبر المدن الإسبانية، ما سلط الضوء على الوسيلة الجديدة التي أصبحت معتمدة خلال
الهجمات الإرهابية، والمتمثلة في السيارات.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه الوسيلة معتمدة من قبل تنظيم القاعدة منذ سنة 2010. ومنذ هذا التاريخ، أصبحت السيارات سلاحا مميتا بين أيدي "الذئاب المنفردة" التابعة لتنظيم الدولة، كما ساعدت المتطرفين على تنفيذ هجمات في أكبر العواصم الأوروبية.
وأوردت الصحيفة أن هجوم برشلونة الأخير يشبه إلى حد كبير هجوم برلين خلال احتفالات رأس السنة، أو هجوم نيس خلال صيف 2016، أو هجوم وستمنستر في لندن؛ الذي وقع خلال هذه السنة.
وفيما يلي الهجمات التي أدمت العواصم الأوروبية منذ سنة 2010، باستعمال المركبات:
فبالتزامن مع اليوم الوطني الفرنسي سنة 2016، طال الإرهاب شوارع نيس الفرنسية، مخلفا وراءه 84 ضحية وحوالي 100 جريح. وفي ذلك الوقت، هاجمت إحدى الشاحنات مئات الأشخاص خلال الاحتفال والاستمتاع بالألعاب النارية. بعد ذلك انقلبت الشاحنة التي يبلغ وزنها حوالي 19 طنا، في المنتزه الساحلي وسحقت خلال تدحرجها السياح والمواطنين الموجودين على عين المكان.
وتكرر الأمر في برلين خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، عندما دهست إحدى الشاحنات مجموعة كبيرة من الناس، مخلفة وراءها عددا كبيرا من الضحايا. وكان مسرح الجريمة استراتيجيا، نظرا لأنه يعد من أكثر الأماكن السياحية في البلاد، كما أنه مليء بالمحلات التجارية، والفنادق والمطاعم.
وأوضحت الصحيفة أن كلا من هجوم وستمنستر الذي وقع في 22 آذار/ مارس الماضي، وهجوم ستوكهولم الذي وقع في 07 نيسان/ أبريل الماضي، تم تنفيذهما بنفس الطريقة التي تم من خلالها استهداف مدينة برشلونة الإسبانية. وفي الوقت الذي نفذ فيه الهجوم الأول بالقرب من ساعة بيغ بن الشهيرة في لندن، اختار منفذ الهجوم الثاني المحور المركزي لوسائل النقل بالمدينة مسرحا لجريمته.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشاحنات أو السيارات، كانت وسيلة إرهاب بامتياز في هجمات أخرى أدخلت الرعب على العواصم والمدن الغربية، على غرار هجوم لندن الذي وقع في الثالث من حزيران/ يونيو الماضي. وفي هذه المرة، كان مركز الجريمة هو جنوب نهر التايمز، في أحد الأحياء الأكثر ازدحاما بالحانات والمطاعم؛ وهو ما ساهم في تفشي الرعب في جميع أنحاء المدينة.
وفي 19 حزيران/ يونيو، هاجم بريطاني بشاحنة صغيرة مجموعة المسلمين أمام أحد المساجد في منطقة فينسبري بارك في لندن، ما أدى لمقتل شخص وإصابة 10 آخرين. وكان الرجل يصرخ "أريد قتل كل المسلمين". ويندرح هذا الهجوم في إطار تصاعد كراهية الإسلامية "الإسلاموفوبيا" في بريطانيا.
وأضافت الصحيفة أن شارع الشانزليزيه الباريسي كاد يتحول يوم 19 حزيران/ يونيو الماضي إلى مسرح لمجزرة شنيعة. وفي هذه المرة، استعمل مخطط الهجوم، سيارة محملة بالمتفجرات، لصدم شاحنة الشرطة. لكن لم تحدث أي إصابات في صفوف قوات الأمن الفرنسي، حيث كان منفذ الهجوم هو القتيل الوحيد. ومن الهجمات الأخرى التي اعتمدت السيارات "كوسيلة للحرب"، هجوم لوفالوا بيري في باريس، الذي وقع في أوائل الشهر الحالي.
قالت الصحيفة إنه تم استخدام السيارات منذ عدة سنوات في فرنسا بهدف تنفيذ هجمات إرهابية، على الرغم من أنها لم تكن وحشية مقارنة بالهجمات المتواترة خلال السنوات الأخيرة.
والجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية تطلق على مثل هذه الهجمات عنوان "السيارات كسلاح للحرب". وفي إسبانيا، تعود أول محاولة لتنفيذ هجوم إرهابي بواسطة سيارة، إلى سنة 2007؛ وهي المحاولة الوحيدة من نوعها التي نُفذت قبل هجوم برشلونة.