أكدت صحيفة إسرائيلية أن أداء الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، الذي يشاهد التلفزيون كثيرا ولا يستمع لمستشاريه المتناقصين، سيجر أمريكا إلى "الدرك الأسفل"، وهذا ما بجبر واشنطن على التفكير جيدا كيف تحافظ على ريادتها العالمية.
خطة فارغة
أوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن الرئيس ترامب يسعى لمنح المجتمع الأمريكي "إحساسا زائفا بأنه يتم عمل شيء ما"، وذلك من خلال الحديث عن "الخطة فارغة المحتوى المتعلقة بتمويل البنى التحتية المتهالكة".
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها لهذا اليوم، التي كتبها الخبير الإسرائيلي في الشؤون الدولية، نداف إيال، أن المدعي العام الأمريكي جث سشنس أكد أن إدارة ترامب "لم تفعل إلا القليل جدا من كانون الثاني/ يناير الماضي"، علما بأن الرئيس الأمريكي يحاول "تصفية" المدعي سشنس.
وفي منتصف المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع في برج ترامب، بدأ ترامب يصطدم بالصحفيين، الذين سألوه "عن رد فعله البطيء والمتردد بشأن الاضطراب في شارلوتسفيل، وكانت هذه مسرحية مخيفة جدا، علق عليها أحد مسؤولي البيت الأبيض بقوله: "الرئيس ببساطة عربد".
وأشارت الصحيفة إلى أن "رئيس الطاقم جون كيري، الذي عين في منصبه لتوه، دفن رأسه عميقا في صدره، فهو على ما يبدو لم يعرف إلى أين سيحمله العار حينما شرح ترامب أنه كان في شارلوتسفيل طرفان".
وأوضحت أن "مواجهة ترامب في المؤتمر الصحفي كانت الدفاع الأكثر بروزا منذ الستينيات الذي يقدمه سياسي أمريكي كبير عن
العنصرية وتفوق العرق الأبيض"، مضيفة: "لقد كانت مرافعة دفاع عن جزء من ادعاءات النازيين الأمريكيين".
ملك منتخب
وفي تعلقيها على ثناء العنصري المعروف والمسؤول السابق في جماعة "كو كلوكس كلان"، دافيد ديوك، على أداء الرئيس ترامب، قالت "يديعوت": "قل لي من يثني عليك، أقل لك من أنت".
وبحسب الاستطلاعات، فإن "وضع ترامب هو الأسوأ منذ فترة رئاسة جورج بوش، الذي وصل لمثل هذا الوضع؛ بسبب حربه الفاشلة في العراق، في حين الرئيس السابق باراك أوباما وبيل كلينتون لم يصلا أبدا لمثل هذا الدرك في الاستطلاعات، وقد توليا منصبهما ثماني سنوات، وأما ترامب الذي لم يمض على توليه مهام الرئاسة سوى بضعة أشهر، فقد خسر العديد من النقاط؛ بسبب رد فعله على شارلوتسفيل".
فالوضع بالنسبة لترامب "سيئ"، حتى "فوكس نيوز" انتقدته هذا الأسبوع، ويبقى السؤال المطروح في الدوائر السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية: ما هو العمل مع ترامب؟"، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
وأكدت أن خلاصة الأمر هو أن "الفرضية بأن المنظومة الأمريكية المحملة بالتوازنات والكوابح ستنجح في ضبط ترامب انهارت، كما انهار الادعاء بأن الرئيس ليس أكبر من مجموع كل إدارته".
وفي مثل هذا الوضع، رأت "يديعوت" أنه "ينبغي على أمريكا أن تفكر كيف تحافظ على الريادة العالمية، عندما يكون القائد الأعلى يشاهد التلفاز كثيرا، ولا يستمع لمستشاريه المتناقصين".
ولفتت الصحيفة إلى أن "المهمة صعبة للغاية؛ لأن من صاغ الدستور خلق بشكل مقصود وضعية ملك منتخب، ذي صلاحيات هائلة، مع إمكانيات محدودة للإطاحة به أثناء ولايته".