بعد نحو ست سنوات من الثورة، ربما لم يكن يدور في ذهن الكثيرين أن شخصية سياسية معارضة للنظام ستعود إلى حضنه، ومن الباب الضيق.
ففي الأيام الماضية، شغل السياسي المعارض بسام الملك الرأي العام السوري؛ إذ أعلن فجأة استقالته من الائتلاف الوطني المعارض، ومقره القاهرة، وعودته إلى دمشق، أو كما هو المصطلح الدارج، عاد إلى "حضن الوطن".
وذكرت صحيفة "زمان الوصل" السورية أن
المعارضة السابقة مي الكريدي، من أوائل العائدين لـ"حضن الوطن"، هي من نسقت عودة بسام الملك، وربما تلت عليه ما يجب أن يتضمنه في ورقة الاعتذار المقدمة للنظام، وأبرزها شتم دول الخليج وأمريكا، واتهام الجميع بالسعي إلى تقسيم
سوريا، وغيرها.
ويقول بسام الملك، في بيان انشقاقه عن المعارضة وعودته إلى
النظام، إن ما يعرف بـ"دول أصدقاء الشعب السوري" هم من يسعون من أجل تقسيم البلاد، وفق قوله.
ويرى مراقبون أن عودة بسام الملك، وإن كانت رمزية، إلا أنها تعني الكثير للنظام، وتضفي دفعة معنوية له؛ من أجل تفعيل العمل الجاد لإيجاد قنوات تحاور مع كافة أطياف الشعب.
آراء أخرى ربطت استقالة الملك بإيقاف الائتلاف المعارض المرتبات الشهرية له ولغيره، منذ نحو شهرين.
وقال ناشطون إن العودة إلى النظام بعد جميع المجازر المرتكبة لا تعطي مجالا لإحسان الظن بمن يقدم على هذه الخطوة.
وما يزيد من الاتهامات الموجهة لبسام الملك تخصيصه "الدول الداعة للإرهاب"، وفي مقدمتها قطر، وفقا لمنطق دول الحصار.
ومن المفارقة أن محمدا، نجل بسام الملك، لا يزال يعمل في المكتب الرسمي للائتلاف المعارض في القاهرة.
يشار إلى أن عددا من الوجهاء والعساكر وغيرهم انشقوا عن صفوف الثوار خلال السنين الماضة، وعادوا إلى النظام، وبعضهم اشترط عليه النظام أن يقدم اعتذارا وصف بأنه "مهين" للغاية.