اتهم البنك المركزي اليمني، مساء السبت، ما سماها "خلية للتحالف" بمطار عدن الدولي، بمنع وصول الأوراق النقدية (الريال اليمني) المطبوعة خارج البلاد، إلى مقره الرئيسي بعدن (العاصمة المؤقتة).
وقال بيان صادر عن محافظة البنك، منصر القعيطي، نشرته وكالة "سبأ" اليمنية الرسمية، إن مجلس إدارة البنك وقف في اجتماعه الدوري، مساء السبت، على "الصعوبات البالغة" التي تواجه ترتيبات نقل وتوريد الريال اليمني.
ولم يشر البيان إلى هوية تلك "الخلية" أو طبيعة مسؤولياتها أو ارتباطها بقيادة التحالف، الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
ويخضع مطار عدن لسلطات أمنية تابعة للتحالف، لكنها توالي المجلس الانتقالي الذي شكله محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، الموالي للإمارات.
وأرجع البيان ذلك إلى "إعاقة إنزال الأموال جوا إلى مطار عدن الدولي، من قِبَل خلية التحالف (العربي)، لأسباب مجهولة، منذ أبريل/ نيسان 2017"، وأن ذلك شمل 13 طائرة، ألغيت تصاريح هبوطها في المطار.
وعبّر مجلس إدارة البنك "عن استغرابه واستيائه البالغ من هذه العراقيل".
وشدّد أن تلك الممارسات "تعيق البنك المركزي اليمني من القيام بوظائفه وواجباته القانونية في توفير السيولة المناسبة والملائمة للاقتصاد اليمني، وفقا لقانون البنك المركزي اليمني رقم (14) لعام 2000، خاصة في مجال دفع مرتبات الموظفين في الجهاز الإداري للدولة".
وأضاف: "إن هذه العراقيل المصطنعة تسيء إلى سمعة البنك المركزي اليمني وإدارته التنفيذية، وتظهر قيادة البنك وكأنها فاشلة في أداء مهامها، وتحرم قطاعات واسعة من موظفي الجهاز الإداري للدولة من استلام مرتباتهم".
وأشار البيان إلى أن "مجلس إدارة البنك المركزي اليمني قرر استمرار التواصل مع التحالف العربي والمجتمع الإقليمي والدولي؛ من أجل تعزيز استقلالية البنك، واحترام أدائه لوظائفه القانونية، ومراعاة استقلالية وسيادية هذه المؤسسة على الصعيد اليمني، وتجنيبها خلط الأوراق السياسية وتبعات الخلافات السياسية من قِبَل جميع الأطراف، واحترام استقلال وسيادة الجمهورية اليمنية".
وعصر السبت، غادر رئيس الحكومة الشرعية، أحمد عبيد بن دغر، رفقة محافظ عدن، عبد العزيز المفلحي، بشكل مفاجئ، إلى العاصمة السعودية الرياض؛ للتباحث مع الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادات التحالف العربي، وفقا لمصادر حكومية.
وكانت الحكومة اليمنية طبعت مليارات الريال من العملة الوطنية في روسيا، بعد نفاد السيولة النقدية في البلاد، وتم إيصال نصفها أواخر العام الماضي.
ويعيش موظفو الدولة في اليمن، خصوصا في مناطق الحوثيين، دون رواتب منذ 10 أشهر، فيما قامت الحكومة الشرعية بصرف الرواتب لعدة أشهر في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من عامين، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي جماعة "الحوثي" وصالح من جهة أخرى.
ومنذ 26 آذار/ مارس 2015، يشن التحالف العربي عمليات عسكرية ضد "الحوثيين" وحلفائهم؛ استجابة لطلب الحكومة الشرعية، في محاولة لمنع سيطرتهم على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بقوة السلاح.