دعا اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب (USAM) قادة
الأحزاب السياسية إلى الاقتداء بزعيم حزب
الأصالة والمعاصرة (أكبر حزب معارض بالمغرب)، إلياس العماري، عندما قدم استقالته من الأمانة العامة للحزب، الاثنين الماضي.
وقال الاتحاد المقرب من حزب الأصالة والمعاصرة، في بلاغ، إنه على قادة الأحزاب السياسية أن "يعوا أن مضامين خطاب العرش الأخير تعنيهم جميعا، وأنهم قد فشلوا فشلا في التدبير الداخلي لأحزابهم، بنفس الدرجة التي فشلوا فيها في تدبير الشأن العام".
وأشاد الاتحاد بقرار
استقالة العماري من الأمانة العامة للحزب، ووصفه بـ"القرار الشجاع" الذي يشكل "منعطفا مهما، على مستوى الجرأة السياسية ببلادنا، ويرفع سقف المبادرة الحزبية عاليا، في تجاوبها مع مضامين خطاب العرش ليوم السبت 29 من الشهر الماضي".
اقرأ أيضا: هل لخطاب الملك يد في استقالة زعيم أكبر حزب معارض بالمغرب؟
وسجل الاتحاد أنه "قد حان الوقت، لكي يقدم كل القادة الحزبيين استقالتهم من أحزابهم، بل وحتى من الوزارات التي يشرفون عليها، أملا في أن يكون لقرارهم هذا أثر إيجابي على عودة الثقة إلى العمل الحزبي، ومن خلاله إلى المشهد السياسي
المغربي".
ودعا اتحاد النقابات المستقلة إلى "محاكمة كل من أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه اليوم، من شعور بالدونية، وإحساس بالحكرة والتهميش والإقصاء، وتفاقم الأوضاع المادية والاجتماعية للمواطن المغربي، من طنجة إلى الكويرة".
وشدد اتحاد النقابات المستقلة تشبثه بفكرة المحاسبة، ومعاقبة كل المذنبين في حق الوطن، مطالبا بافتحاص دقيق لمالية كل الأحزاب السياسية دون استثناء.
وكان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، قال خلال ندوة صحافية عقدها بالرباط، أول أمس الثلاثاء، إن استقالته من الأمانة العامة للحزب قرار شخصي وليست مزايدة سياسية.
وعن الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة من الحزب الذي حل ثانيا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، قال العماري إنه جاء من أجل تحمل مسؤوليته الناجمة عن منحه للتزكيات لعدد من رؤساء الجمعيات والبرلمانيين الذين فشلوا في أداء واجباتهم، مشيرا إلى أن هناك عددا من رؤساء المجالس والجماعات لم يقوموا بدورهم ولم يلتزموا ببرنامج الحزب وميثاق الشرف، كما أن عددا من البرلمانيين يتعمدون عدم الحضور للبرلمان.
ولفت إلى أن خطاب العاهل المغربي،
الملك محمد السادس، الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الـ18 لتوليه الحكم بالبلاد كان له أثر في اتخاذه لقرار الاستقالة، وقال: "إن جميع خطابات الملك تتميز بقوتها ووضوحها، ولكن مع كامل الأسف لم أر أي تفاعل مع هذه الخطابات من طرف المعنيين بالأمر".
وهاجم العاهل المغربي، في خطاب العرش الأخير، الأحزاب السياسية وحملها مسؤولية تردي الأوضاع بالمملكة، وقال: "عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون إلى الواجهة، للاستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، فإنه يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه".
وأكد الملك محمد السادس في خطابه أن من حق المواطنين أن يتساءلوا: "ما الجدوى من وجود المؤسسات، وإجراء الانتخابات، وتعيين الحكومة والوزراء، والولاة والعمال، والسفراء والقناصلة، إذا كانوا هم في واد والشعب وهمومه في واد آخر؟".
وقال: "إذا أصبح ملك المغرب غير مقتنع بالطريقة التي تمارس فيها السياسة ولا يثق في عدد من السياسيين فما الذي يبقى للشعب؟"، وتابع مخاطبا المسؤولين: "كفى.. اتقوا الله، إما أن تؤدوا مهماتكم أو تنسحبوا".
اقرأ أيضا: ملك المغرب للحكومة والأحزاب: اعملوا بمسؤولية أو استقيلوا