توقع دبلوماسي
إسرائيلي سابق أن يشهد العام 2018 تحولات درامتيكية على صعيد الصراع الإسرائيلي
الفلسطيني.
وتنبأ أوري سافير، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق، المعروف بعلاقاته الوثيقة جدا مع قيادات السلطة، أن يشرع رئيس السلطة محمود عباس في مطلع العام 2018 بسلسلة إعلانات تنسف البيئة السياسية للصراع بشكل جذري.
وفي تحليل نشره موقع "يسرائيل بالس" اليوم، نوه سافير إلى أن هناك ما يدلل على أن عباس سيعلن عن حل السلطة الفلسطينية والغاء اتفاقيات أوسلو وعدم التزام منظمة التحرير بمبادرة السلام العربية، إلى جانب وقف التعاون الأمني بشكل كامل، ونقل قيادة منظمة التحرير للعمل في الخارج.
وقال سافير إن ما أحبط عباس وسيدفعه إلى هذه الخيارات حقيقة أنه أحداث
الأقصى قد "رفعت أسهم المتطرفين الإسلاميين داخل الساحة الفلسطينية".
وأضاف: "لقد اكتشف الفلسطينيون أن كلا من مؤيدي حركة
حماس والحركة الإسلامية داخل إسرائيل بقيادة الشيخ رائد صلاح هم الذين أخضعوا إسرائيل وأجبروها على التراجع وليس الرئيس محمود عباس أو ملك الأردن عبد الله".
ونوه سافير إلى أن عباس يخشى أن يفضي تمسكه بالتعاون الأمني مع إسرائيل إلى عرضه "كعميل في نظر أبناء شعبه"، منوها إلى أنه لا يوجد ما يدلل على أن إسرائيل معنية بمساعدة عباس حتى لا يظهر في هذه الصورة.
وينقل سافير، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع قيادة السلطة، عن وزير فتحاوي في حكومة رام الله الحمد الله قوله إن حركة "فتح" اكتشفت أن أحداث الأقصى قد طبعت الصراع مع إسرائيل بصبغة دينية "وهو ما يشكل تحديا للحركة وللسلطة الفلسطينية".
ونقل سافير عن الوزير قوله إن إسرائيل من خلال تغييرها الوضع القائم في المسجد الأقصى "ستدفع الأطراف المتطرفة في الضفة الغربية وقطاع غزة والعالمين العربي والإسلامي للواجهة، وهو ما سيجعلها تعاني بشكل كبير".
وواصل الوزير الفتحاوي كما ينقل عنه سافير قائلا: "سيأتي اليوم الذي تشتاق فيه إسرائيل لياسر عرفات ومحمود عباس في حال حولت الصراع إلى صراع ديني".
وعزا الوزير الفتحاوي التصريحات "النارية" التي أطلقها عباس ضد إسرائيل خلال أحداث الأقصى إلى رغبته إلى عدم السماح بانكشاف الجمهور الفلسطيني على أصوات المتطرفين الإسلاميين فقط؛ مستدركا أن عباس لازال "يرفض كل أشكال العنف ضد إسرائيل".
ونوه سافير إلى ما عقد الأمور بالنسبة للسلطة حقيقة أنه تبين أن الرهان على دور لإدارة ترامب في إحياء عملية التسوية في غير مكانه، منوها إلى أن عباس أحبط بشكل خاص من صورة تدخل مستشاري ترامب وصهره جارد كوشنر ومبعوثه جيسينغرينبلت خلال أحداث الأقصى.
وشدد سافير على أن الأشخاص المحيطين بعباس باتوا متأكدين أن اندلاع انتفاضة جديدة هي مسألة وقت.