أخبار زيادة الأسعار.. هي الأخبار الأكثر ترددا في مصر هذه الأيام - أ ف ب
لا يكاد يمر يوم على المصريين دون أخبار سيئة تمس حياتهم المعيشية، إلا أن يومي الخميس والجمعة ارتبطا في ذاكرتهم بأخبار زيادة الأسعار أو بدء تطبيقها.
وشهد الخميس 29 حزيران/ يونيو الماضي، رفع حكومة الانقلاب أسعار الوقود (الغاز الطبيعي- السولار- البنزين) بنسب تصل 100 في المئة، وهي الزيادة التي تبعتها زيادة في جميع أسعار وسائل النقل والسلع الاستهلاكية.
وقررت حكومة الانقلاب رفع أسعار الكهرباء بنسب تصل إلى 40 في المئة، الخميس 8 حزيران/ ويونيو.
وأثارت أربعة قرارات لسلطات الانقلاب حالة من الغضب بالشارع المصري، يومي الخميس والجمعة الماضيين.
فاتورة آب/ أغسطس
ويوم الجمعة الماضي؛ كان أول تطبيق لقرار زيادة تعريفة أسعار الكهرباء، حيث بدأ مُحصِّلو الشركة القابضة للكهرباء تحصيل أول فاتورة بعد الزيادة لشهر آب/ أغسطس الجاري.
ويقول أبوبكر محمد، (طالب- 20 عاما)، إن ارتفاع الكهرباء سيسبب أزمة كبيرة لعائلته، حيث أن الموظف المسؤول عن قراءة العداد لم يأخذ قراءة جديدة لبيته منذ ستة أشهر.
وأكد محمد لـ"عربي21"، أنه "مع الزيادة الجديدة؛ أتوقع أن تتم إضافة هذه الزيادة على الفواتير الجديدة مضافا إليها التعريفة التي أقرتها الحكومة، ما يعني أننا في انتظار دفع ما بين من 250 إلى 300 جنيه شهريا".
فاتورة المياه
وتزامن أول تطبيق لأسعار تعريفة الكهرباء الجديدة، مع قرار جديد لحكومة الانقلاب الخميس، برفع سعر تعريفة مياه الشرب للاستهلاك المنزلي، بنسبة 50 في المئة، ورفع تكلفة الصرف الصحي ضمن نفس الفاتورة بنسبة 63 في المئة.
وفي المقابل، اعتبر المتحدث باسم الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي؛ أن تلك الزيادات تصب في مصلحة المواطنين.
https://youtu.be/JVJ89_NWl98
وتأتي زيادة أسعار تعريفة المياه وسط شكاوى المصريين من تلوثها وتغير لونها وطعمها، وظهور رائحة لها، بجانب تهالك شبكة المياه.
ويقول بسيوني الحفناوي، (مدرس - 50 عاما)، إنه "نظرا لتهالك مواسير شركة المياه واختلاطها في بعض الأحيان بمياه الصرف الصحي، فإننا وبالجهود الذاتية قمنا بعمل محطات تحلية أهلية خاصة"، كما قال.
وأضاف لـ"عربي21" أن المياه التي تقدمها شركة مياه الشرب غير صالحة للاستهلاك الآدمي، رغم أنها أصبحت شركة خاصة في عدد من المحافظات، معتبرا أن الحكومة تصر على زيادة تعريفة المياه دون تحسين الخدمة.
واستفز ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب المصريين، الخميس، بقوله لبرنامج "كلام تاني"، بقناة "دريم" إن "اللي يلاقي كوباية مية بلون غريب ومش عجباه ميشربهاش".
"الأوتوبيس" بعد المترو والسرفيس
وفوجئ سكان القاهرة الكبرى، الجمعة، برفع هيئة النقل العام بمحافظة القاهرة أسعار تذاكر باصات هيئة النقل العام، زاعمة أن ذلك لا يشكل عبئا على المواطن.
ورفعت الهيئة قيمة تذاكر باصات النقل (الوسيلة الأرخص بالعاصمة) 50 قرشا بجميع خطوطها، لتصبح تذكرة الباص لأحمر 150 قرشا، والأزرق 250 قرشا.
وتأتي تلك الزيادة رغم وعود حكومة الانقلاب بعدم زيادة تذاكر النقل العام. ففي 22 آذار/ مارس الماضي، أعلنت هيئة النقل بالقاهرة أنه لا نية لديها لزيادة أسعار تذاكر الباصات. وفي 4 نيسان/ أبريل الماضي، أكدت وزارة النقل الأمر ذاته.
وكان سكان القاهرة الكبرى قد واجهوا أزمة زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق في 23 آذار/ مارس الماضي، لتصبح جنيهين بدلا من جنيه واحد.
ويقول مؤمن رضا، الطالب بجامعة القاهرة (19 عاما): "كنت أستقل مترو الأنفاق حتى زادت تذاكر ركوبه للضعف، فإنصرفت لعربات السرفيس، حتى ارتفعت أسعارها هي الأخرى للضعف بعد زيادة البنزين الأخيرة".
وأضاف رضا، لـ"عربي21": "لم يكن يتبقى لفقراء القاهرة سوى أتوبيسات النقل، والتي زادت هي الأخرى؛ لتواصل الحكومة ملاحقتنا برفع أسعار جميع وسائل النقل، وكأنها تطلب منا عدم مغادرة البيوت"، وفق قوله.
كابوس كل أسبوع
وحول ما يصنعه النظام من أزمات للمصريين مع نهاية كل أسبوع، يرى رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، أن يومي الخميس والجمعة، من كل أسبوع أصبحا كابوس لكل الأسر المصرية، موضحا أن كل قرارات الحكومة بزيادة الأسعار تكون نهاية الأسبوع.
وذكّر الشهابي في حديثه لـ"عربي 2"؛ بأن زيادة أسعار الوقود صدرت الخميس 29 حزيران/ يونيو الماضي، وكذلك زيادة أسعار الكهرباء أعلن عنها، الخميس 8 حزيران/ يونيو الماضي، كما تم تطبيق تحصيل فواتير الكهرباء، الجمعة، مع الإعلان عن زيادة أسعار المياه، الخميس.
وحول تأثير ذلك على المصريين، أكد الشهابي أن "هذه الزيادات مبالغ فيها بشكل كبير، والمصريون بمختلف طبقاتهم الاجتماعية أفلسوا بسبب سياسات الحكومة"، محذرا من "تآكل الطبقة المتوسطة التي اعتبرها صمام الأمان للمجتمع، وتآكلها يعني وجود قلة من الأغنياء وتحويل باقي الشعب لفقراء ومحدودي ومعدومي الدخل"، وفق تقديره.