تستمر "قوات
سوريا الديمقراطية" (قسد) بحملات
التجنيد الإجباري في
الحسكة وريفها وريف
الرقة، شرق سوريا، ومدينة منبج بريف حلب، حيث يعتبر العرب أكثر المكونات الذين يتم تجنيدهم إجباريا.
وفي حديث مع "
عربي21"، قال الناشط محمد الديري: "تقوم مليشيات قسد بدخول البلدات العربية في ريفي الحسكة والرقة، وتجنّد الشباب إجباريا للقتال ضد تنظيم الدولة في المعارك الجارية حاليا في مدينة الرقة، حتى وصل عدد الشباب العرب إلى أكثر من 70 في المئة من تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية في المعارك الجارية في شرق سوريا بسبب التجنيد الدائم".
وأضاف: "
الوحدات الكردية وتشكيلاتها السياسية تتحكم بقيادة هذه القوات بالرغم من تصاعد نسبة العرب المشكّلة لها، وتسيطر على دائرة القرار العسكري والسياسي، حتى أنّ الخلافات بين بعض التشكيلات العربية في الجزيرة والواحدات الكردية باتت واضحة للعلن ويتناقلها الأهالي بشكل دائم"، كما قال.
وفي السياق ذاته، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية قرارا بوجوب الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوفها؛ لكل الشباب من مواليد عام 1986 وحتى 1999، ومن ضمنهم النازحون القاطنون حالياً في المخيمات العشوائية المنتشرة في شرق سوريا، في المنطقة الممتدة بين ريف الرقة حتى الحسكة شمالا.
وبحسب الديري، "تستثني قسد أبناء دير الزور وريفها، حيث جنّدت حوالي 700 شخص منهم، ومن ثم أسقطت عنهم الخدمة الإلزامية بصفوفها، على اعتبار عدم سيطرتها على المدينة وريفها حتى الآن، ويشمل هذا القرار النازحين من مدينة دير الزور المقيميين في الحسكة ويفها وريف الرقة".
أبو عمار، أحد النازحين من دير الزور ومقيم في مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، يقول لـ"
عربي21": "تقوم قسد بتجنيد كل الشباب بدون استثناء وتزج بهم في المعارك وعلى الخطوط الأمامية بشكل مباشر، وبدون تدريب".
وأضاف: "من الطريف الحديث دائماً عن تجنيد الكثير من رعاة الغنم، وذلك لانتشارهم بين القرى والبلدات ولابتعادهم عن التجمعات السكانية"، على حد قوله.
وذكر أبو عمار أنه "عندما تأتي مجموعات قسد لحملة التجنيد على بلدة من بلدات ريف الرقة أو الحسكة، يقوم الشبّان المتواجدون بالقرية بالهروب على الدراجات النارية، أو الركض إلى المناطق الخالية، هربا من التجنيد، إلا رعاة الغنم، فهم بعيدون ولا يعرفون موعد قدوم الحملة، فيصبحون الصيد الأوفر والأسهل لمجموعات التجنيد الإجباري"، مشيرا إلى أن قسد تمنحهم، مثل كل العناصر في صفوفها، راتبا شهريا قدره 100 دولار، ما يعتبره بعضهم أفضل من مهنتهم الحالية.
وتتألف قوات سورية الديمقراطية من عدة مجموعات، أبرزها وحدات حماية الشعب الكردية، ووقوات والصناديد، وألوية الجزيرة، وجيش الثوار، وحدات حماية المرأة الكردية، والمجلس العسكري السرياني، ولواء صقور الرقة، ومجموعات أخرى تبلغ في مجملها 27 مجموعة، في حين يبلغ تعداد عناصر هذه القوات أكثر من 30 ألفا.