نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن التزام
الخطوط الجوية القطرية بمواجهة الأزمة الدبلوماسية، على الرغم من أنها تعد من الشركات الأكثر تضررا جراء
الحصار.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه على الرغم من أن إجراءات الحصار تسببت في إلغاء حوالي 30 في المئة من رحلات الشركة، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمام مواصلة خططها وتطوير أعمالها، إذ أعلنت الشركة في غضون شهر واحد فقط، عن إنشائها لأكثر من عشرة خطوط جديدة. فضلا عن ذلك، تم تصنيف الخطوط أفضل شركة
طيران في العالم للعام الماضي.
وأضافت الصحيفة أن المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، لا يزال مصرا على مواصلة تنفيذ الخطط التوسعية بشكل طبيعي في خضم الأزمة، بما في ذلك محاولة الاستثمار في الخطوط الجوية الأمريكية "أمريكان إيرلاينز" بمبلغ يصل إلى حوالي 800 مليون دولار.
وقبل بضعة أسابيع، وعلى الرغم من تردد الشركة الأمريكية، عرض الباكر خطته المتعلقة بشراء حوالي 10 في المئة من الشركة، التي وقعت اتفاقيات شراكة (شمل ذلك خطوطا إماراتية أيضا). ومن جهته، يرى الباكر أن المدير التنفيذي لأمريكان إيرلاينز، دوغ باركر، ليس متحمسا لمقترح الاستثمار القطري.
وأوردت الصحيفة أن أمريكان إيرلاينز ليست شركة الطيران الدولية الوحيدة التي كانت محط أنظار الخطوط الجوية القطرية، إذ تحظى قطر بحصة تصل نسبتها إلى 20 في المئة من الشركة الأم للخطوط البريطانية والخطوط الأيبيرية (الإسبانية)، فضلا عن 10 في المئة من شركة لاتام الجوية (اللاتينية). إلى جانب ذلك، لم تتخل قطر عن خططها للحصول على 49 في المئة من شركة ميرديانا الإيطالية. وبناء على ذلك، أعلن الباكر أن "إغلاق الأسواق في البلدان المجاورة هو بمثابة فرصة لدخول أسواق أخرى".
وقالت الصحيفة إن شركة الطيران القطرية تضررت كثيرا جراء الحصار المفروض منذ شهر، وبالتالي، تم إلغاء أكثر من 100 رحلة يومية إلى دول الحصار الأربع، وتم تغيير مسار البعض الآخر حتى لتجاوز أجواء دول الحصار.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة القطرية طالبت المنظمة الدولية للطيران المدني، التابعة للأمم المتحدة، بالعمل على إلغاء الحظر على طيرانها، لكن من دون جدوى. وبالتالي، أصبحت الرحلات الجوية تمر اليوم عبر المجال الجوي لإيران وتركيا.
لكن على الرغم من كل هذه المشاكل، تواصل الخطوط الجوية القطرية نجاحاتها. ففي أواخر شهر حزيران/ يونيو، تم تصنيف الشركة كأفضل شركة طيران في العالم، وحصلت على جائزة سكاي تراكس. ووفقا لآخر النتائج، سجلت الشركة أرباحا بلغت قيمتها حوالي 538 مليون دولار عام 2016، بزيادة 22 في المئة عن العام الذي سبقه.
وفي هذا الإطار، صرح الباكر قائلا إن "النتائج السنوية لدينا تعكس مرة أخرى نجاح الخطط التوسعية والاستراتيجية التنموية التي كانت بمثابة حافز أساسي لتطور الخطوط الجوية القطرية؛ من شركة طيران إقليمية صغيرة إلى قوة كبيرة خلال العقدين الماضيين".
وأشارت الصحيفة إلى أن مفتاح النجاح يكمن في اتباع الحكومة القطرية لسياسة "الحقن النقدي" الذي مكن من تجاوز الخسائر المحتملة، وكان عاملا أساسيا لتسهيل توسع شركة الطيران، وذلك بهدف تنويع اقتصادها، الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات الغاز والنفط.
وقالت الصحيفة إنه في حال طالت مدة الحصار، فإن الخطوط الجوية سوف تواجه خسائر ستحرص الشركة على إخفائها، وهو ما أكده الباكر بقوله: "الحصار سوف يؤثر على الشركة نظرا للتكاليف الإضافية التي علينا إدارتها، لكن ينبغي لنا إخفاء ذلك".
وفي الأثناء، ألغت الشركة طلبية شراء أربع طائرات "إيرباص إيه 350 -900" بسبب التأخير في التسليم.