نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، نقل فيه تحذيرات منظمة الأمم المتحدة من الأوضاع الكارثية التي يواجهها الملايين من الأطفال في
اليمن، في ظل الحرب الدامية وتفشي
الكوليرا وسوء التغذية والعنف.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمه "
عربي21"، إن المخاطر التي يواجهها أطفال اليمن تتراوح بين العنف ووباء الكوليرا وسوء التغذية، وهو ما جعل 4 من كل 5 أطفال في حاجة ماسة للتدخل الإنساني العاجل. فقد حملت معها هذه الحرب الموت والمعاناة متسببة في جوع السكان وإصابتهم بالأمراض. وحسب تحذيرات الأمم المتحدة يوم الأربعاء، فإن 80 بالمائة من الأطفال اليمنيين يعيشون في أوضاع مأساوية.
وأشار الموقع إلى بيان مشترك صدر عن ثلاث وكالات أممية، في نهاية زيارة استمرت ليومين لهذا البلد الذي تمزقه الحرب، ورد فيه أن "حوالي 80 بالمائة من أطفال اليمن يحتاجون للمساعدة الإنسانية الفورية". فضلا عن ذلك، "يعاني حوالي مليوني طفل يمني من سوء التغذية الحاد، وهذه المشكلة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا، الذي يسبب بدوره المزيد من سوء التغذية"، ويبقى أطفال اليمن "في دوامة قاتلة".
وأفاد الموقع بأن هذه الحرب مستمرة منذ أكثر من سنتين، بين الحكومة اليمنية المدعومة من
السعودية، والمتمردين الشيعة المدعومين من إيران، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية في البلاد وترك الملايين يواجهون خطر المجاعة.
وبين الموقع أن اليمن يواجه بالإضافة إلى ذلك كارثة أخرى، تتمثل في أكبر انتشار لوباء الكوليرا وسط هذه المأساة الإنسانية، حيث يتوقع وصول عدد حالات الإصابة بهذا الوباء إلى 600 ألف بحلول نهاية العام الجاري، وذلك بحسب تقديرات هذه المنظمات الأممية الثلاث.
وذكر الموقع أن مديري منظمة الصحة الدولية، وصندوق رعاية الأطفال التابع للأمم المتحدة، وبرنامج الغذاء العالمي، قاموا بجولات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والمليشيات خلال زيارتهم لليمن. وقد أورد هؤلاء أنهم شاهدوا أطفالا بالكاد يقدرون على استجماع قواهم للتنفس، في ظل تعرض البنية التحتية الحيوية للضرر أو التدمير الكامل.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة المنشورة خلال الشهر الجاري، تعهد المانحون الدوليون بتوفير مبلغ 2.1 مليار دولار في شكل مساعدات، أثناء مؤتمر عقد في بداية العام الجاري، إلا أن ثلث هذا المبلغ فقط تم جمعه إلى حد الآن. وبالتالي، دفع نقص التمويل بهذه الوكالات الإغاثية إلى مراجعة كيفية توزيع هذه الموارد المحدودة، من أجل التركيز على محاربة وباء الكوليرا، ما جعل عددا كبيرا من السكان يواجه خطر سوء التغذية.
وذكر الموقع أن الحرب في اليمن أدت إلى مقتل أكثر من 8 آلاف شخص، وجرح حوالي 44 ألف و500 شخص منذ أن قررت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الدخول في هذا الصراع في آذار/ مارس 2015. وقد فرض التحالف الذي تقوده السعودية حصارا جويا وبريا على المناطق الخاضعة للمتمردين الحوثيين، ومن بينها العاصمة صنعاء، ولا تسمح إلا بدخول كميات محدودة من المواد الأساسية إلى هذه المناطق وتحت مراقبة أممية.
ونقل الموقع عن منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر تحذيرهما من أن الكوليرا فتكت إلى حد الآن بحوالي 1900 شخص منذ نيسان/ أبريل الماضي، وهناك حولي 400 ألف حالة يشتبه في إصابتهم بهذا المرض في الوقت الحالي.
وفي الختام، أشار مديرو المنظمات الإغاثية الثلاث التابعة للأمم المتحدة إلى أن احتمالات الشفاء من المرض تحسنت كثيرا في الوقت الحالي، باعتبار أن 99 بالمائة من الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض وتمكنوا من الحصول على الرعاية الصحية نجوا من الموت.