فيما بدا أنه تراجع ملحوظ على قائمة الشروط الـ 13 عشر التي وضعتها
دول الحصار على قطر، بعد بروز مستجدات على صعيد الموقف الأمريكي والأوروبي، فضلا عما كشفته المخابرات الأمريكية من تورط أبو ظبي بقرصنة المواقع القطرية، تبدو عواصم دول الحصار في موقف المتراجع على كل الصعد.
وقال دبلوماسيون سعوديون وإماراتيون وبحرينيون ومصريون لصحفيين في الأمم المتحدة إن دولهم "تريد الآن من قطر أن تلتزم بستة مبادئ عامة"، دون الإشارة لشروط ومطالب أخرى لطالما كانت على رأس مطالب دول الحصار يبدو أنها باتت منعدمة .
وبحسب تقرير نشرته "بي بي سي " فإن المبادئ تشمل "الالتزام بمكافحة الإرهاب والتطرف وإنهاء الأعمال الاستفزازية والتحريضية"، فيما خلت من ذكر شرط إغلاق قناة
الجزيرة وحركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين والقاعدة التركية بالدوحة ، إلى جانب العلاقة مع إيران، دون أن يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي عن القيادة القطرية حيال المطالب الجديدة.
وكانت قطر رفضت الالتزام بأي من الشروط التي وصفتها بأنها تهدد سيادتها وتنتهك القانون الدولي، ونددت "بالحصار" الذي فرضته عليها دول الجوار.
وقال الدبلوماسيون في مؤتمر مع الصحفيين المعتمدين في منظمة الأمم المتحدة إن بلدانهم ترغب في حل الأزمة وديا.
وقال مندوب السعودية الدائم في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، إن وزراء خارجية الدول الأربع اتفقوا على ستة مبادئ يوم 5 تموز / يوليو في القاهرة، وإنه "سيكون من السهل على قطر الالتزام بها".
وأكد السفير السعودي لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، تمسك السعودية والإمارات والبحرين ومصر بالمبادئ الستة، التي تم تنسيقها خلال لقاء وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة .
وقال المعلمي في مؤتمر صحفي، أقامته الإمارات لمجموعة صحفيين في مقر الأمم المتحدة، مساء أمس الثلاثاء، إن إغلاق قناة "الجزيرة" ربما لن يكون ضروريا، مؤكدا أن قبول
المبادئ الستة لدول المقاطعة، يجب أن يكون "أمرا سهلا" بالنسبة لقطر.
وأردف: "إذا كان الطريق الوحيد لإيقاف التحريض على العنف هو إغلاق قناة الجزيرة، فإنه أمر جيد. لكن إذا كان بإمكاننا تحقيق ذلك دون إغلاق الجزيرة (الذي اعتبرته الدوحة تدخلا في شؤونها الداخلية) فإنه أمر جيد أيضا. الشيء الأهم هو الهدف والمبدأ المعتمد".
اقرأ أيضا: التايمز: دول الحصار تتخلى عن مطلب إغلاق "الجزيرة" بشرط
وأضاف: "تطبيق هذه المبادئ واستحداث آلية للرقابة يجب أن يكون من العناصر المحورية للتسوية"، مشيرا إلى أن الدول الأربع لن تقبل أي حل وسط عندما يدور الحديث عن المبادئ.
وتابع: "يمكننا أن ننخرط في مناقشة وأن نقبل حلا وسطا"، لافتا إلى أن قائمة المطالب الـ"13" تضمنت عددا من المبادئ و"الآليات" لإلزام الدوحة بتطبيقها.
وشارك في المؤتمر الصحفي دبلوماسيون من البحرين ومصر والإمارات، وأكدوا استعداد دول المقاطعة للتحلي بالمرونة في التعامل مع الأزمة القطرية.
وقالت وزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي، ريم الهاشمي، إن الدول الأربع تعتقد أن واشنطن تلعب دورا بناء ومهما جدا في إيجاد حل سلمي للخلاف، ووصفت المذكرة الأمريكية القطرية حول محاربة الإرهاب ووقف تمويله والتي تم التوقيع عليها مؤخرا بالدوحة، بأنها "خطوة ممتازة".
وأوضحت أن دول المقاطعة تأمل في أن ترى قريبا مزيدا من الخطوات من هذا القبيل واتخاذ إجراءات أكثر قوة، وشددت على أن الكرة أصبحت الآن في ملعب قطر.
اقرأ أيضا: هذه أبرز تناقضات مسؤولي دول الحصار حول الأزمة الخليجية
أما السفيرة الإماراتية لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، فقالت إنه إذا كانت قطر غير مستعدة لقبول المبادئ الأساسية حول محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة، فسيكون من الصعب جدا أن تبقى في مجلس التعاون الخليجي.