رجحت
نائبة إسرائيلية، أن يؤدي الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الفاعلة في
سوريا حول المناطق الأمنة، إلى تعزيز سيطرة المحور الشيعي على الأراضي السورية.
توسيع النفوذ
اتصالات مكثفة ومفاوضات سرية، أدت إلى إعلان الرئيسان؛ الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، نهاية الأسبوع الماضي وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، في الوقت الذي أعلن فيه عن اتفاق الأردن الذي يهدف جزء منه إلى إقامة "منطقة آمنة (قليلة التصعيد)" في محافظتي القنيطرة ودرعا، القريبتان من الحدود الأردنية والإسرائيلية (حدود فلسطين التاريخية).
وتعتبر المنطقة إحدى أربع مناطق تم الاتفاق حولها في المحادثات التي جرت في شهر أيار/ مايو الماضي في أستانة، وهي "مخصصة للحد من المعارك في المناطق المتفق عليها، وتوسيع نفوذ الدول المجاورة بداخلها"، وفق النائبة الإسرائيلية في "الكنيست"، كسانيا سبطلوفة.
وفي تقرير سابق، أوضح محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، أن "
روسيا وتركيا ستراقبان مناطق شمال سوريا، وإيران وروسيا ستراقبان المناطق في وسط سوريا".
وأضاف التقرير أن "روسيا وحدها ستراقب المنطقة الأمنية في الجنوب، قرب هضبة الجولان، ودرعا في الأردن"، وهو ما يختلف عما كشفته النائبة سبطلوفة، فيما يخص المنطقة الجنوبية، حيث أكدت أنه لم يتم الاتفاق بعد حول كيفية إدارة تلك المنطقة.
وزعمت سبطلوفة، في مقال لها، الأربعاء، بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "إسرائيل لم تكن جزءا من الاتفاق، ولكنها اطلعت على كل تفاصيله"، مؤكدة أن "تل أبيب"، "تنفست الصعداء" بعد هذا الاتفاق.
القوى الفاعلة
وأكدت النائبة الإسرائيلية، أن الهدف من اتفاق وقف إطلاق النار، هو "إبعاد حزب الله وإيران عن الحدود الإسرائيلية، وهذا مشجع لنا بالتأكيد"، منوهة أن "مشكلة هذا الاتفاق، أنه لم يتم التوافق بعد على بعض من تفاصيله، كما توجد به ثغرات عديدة".
وأوضحت أن "المنطقة المذكورة ستسمح للثوار المعتدلين بحكم ذاتي بدعم من الأردن، بل وبدعم من إسرائيل"، مضيفة: "ومن جهة أخرى، لن تكون هذه المنطقة محصنة تماما، إذ سيكون بوسع
نظام الأسد أن يعمل في داخلها ضد جهات متطرفة"، وفق قولها.
وبحسب تعريف الأسد، فهو يعتبر "كل المعارضة السورية؛ من جهات متطرفة، في حين يظل احتمال صمود وقف إطلاق النار على مدى الزمن ضعيفا"، بحسب النائبة التي أشارت إلى أن القوى الفاعلة (روسيا تركيا إيران) في سوريا اتفقت بحكم الأمر الواقع على تقسيم سوريا، وقبلت فكرة أربع مناطق آمنة؛ في إدلب، الغوطة الشرقية، حمص وفي الجنوب السوري؛ في درعا القنيطرة".
وتابعت: "وعلى ما يبدو، أن خلق هذه المناطق، وهي التي تختلف عن مناطق الفصل التي تحدث عنها قبل بضعة أشهر ترامب سيساعد الأسد في إضعاف الثوار، وحصارهم وأخيرا السيطرة على معظم الأراضي السورية".
العرض الروسي
ونبهت سبطلوفة، إلى أنه لم يتم الاتفاق حول من سيقوم بـ"حراسة" أو إدارة المنطقة الآمنة في الجنوب السوري، موضحة أن "روسيا عرضت خدماتها، وعلى ما يبدو أن إسرائيل رفضت العرض الروسي، بينما لم يعجب موسكو العرض لنشر قوات أمريكية في جنوب سوريا".
كما أن الحكومة السورية، سبق لها أن أعلنت قبل شهرين، أنها لن توافق على أن تكون قوات الأمم المتحدة هي المسؤولة عن تنفيذ الاتفاق الخاصة بالمنطقة الآمنة في الجنوب السوري.
وتساءلت النائبة الإسرائيلية: "هل من سينشر قواته في محافظتي درعا والقنيطرة سيتمكن في نهاية المطاف من منع تسلل قوات إيرانية أو وحدات لمقاتلي حزب الله؟"، مشيرة إلى أن القوات الإيرانية وعناصر حزب الله، تتواجد على مسافة 3 كيلومترات من "حدود إسرائيل".
ولفتت سبطلوفة، إلى إمكانية أن يؤدي الاتفاق على المناطق الأمنة وخاصة المنطقة الجنوبية، إلى "سيطرة أكثر للمحور الشيعي على الأراضي السورية"، مؤكدة أن "المخاطر في كل ما يتعلق بإسرائيل عالية جدا، وهو ما يدفع بالعمل على فحص إمكانية تعزيز الجهات المحلية انطلاقا من العشائر السنية التي توجد قريبا من الحدود مع إسرائيل".