حذر خبير
فلسطيني بارز، من "الخطورة الشديدة" للإجراءات
الإسرائيلية داخل مدينة
القدس المحتلة، والتي تهدف إلى خلق واقع يعزز من كونها عاصمة لدولة واحدة، عبر البناء
الاستيطاني الموسع.
وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية مطلع الشهر الحالي، عن استعدادات حكومية إسرائيلية لاتخاذ قرار بالبدء في الفترة القادمة ببناء أكثر من ألفي وحدة سكنية استيطانية جديدة في الشطر الشرقي للقدس، داخل مستوطنات خصصت لليهود على أراض فلسطينية، مؤكدة أن هذه الوحدات هي "ضمن مخطط كبير يهدف لتكثيف البناء الاستيطاني في المناطق الواقعة خارج الخط الأخضر".
وأوضح خبير الاستيطان والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، خليل التفكجي، أن "أخطر ما يجري في مدينة القدس المحتلة؛ هو أن الاحتلال الإسرائيلي مُنح الضوء الأخضر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في البناء الاستيطاني الموسع، وتهويد المدينة المقدسة في كافة الاتجاهات".
وشدد في حديثه لـ"
عربي21" على خطورة سعي الأذرع الاحتلالية إلى "إقامة بؤر استيطانية داخل الأحياء الفلسطينية بالقدس"، مشيرا إلى تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال فيه إن "جذورنا هنا قبل أي شعب آخر، والقدس غير قابلة للتقسيم، وهي عاصمة لدولة واحدة".
ولفت التفكجي إلى ما يقوم به الاحتلال في القدس من إجراءات تهويدية، كـ"تغيير الأسماء العربية للشوارع والأحياء بأخرى عبرية استيطانية، والعمل المستمر لتغيير المشهد العام، وإقامة مستوطنات جديدة، أو توسيع القائمة وإنشاء بنية تحتية استيطانية"، موضحا أن كل ما سبق ذكره "يندرج تحت مخطط القدس عاصمة لدولة واحدة".
دولة يهودية مع أقلية
وحول الاستهداف المركّز من قبل الاحتلال للشطر الشرقي من مدينة القدس، قال خبير الاستيطان إن "إسرائيل تعتبر الشطر الغربي من القدس جزءا منها، وهذا الأمر محسوم بالنسبة لها"، مؤكدا أن الحكومة الإسرائيلية "تعمل على خلق أمر واقع على الأرض، من خلال نقل نحو 210 آلاف مستوطن للاستيطان في الشطر الشرقي عبر التوسع الاستيطاني، وهذا يعزز لديها بالدرجة الأولى أن القدس بشرقها وغربها عاصمة لدولة واحدة هي إسرائيل".
من جانبه؛ لفت المحلل السياسي هاني البسوس إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي "تتمسك بمدينة القدس المحتلة كعاصمة أبدية للدولة اليهودية كما تدعي، وتعمل على تهويدها وتغيير معالمها الإسلامية التاريخية".
وأكد البسوس لـ"
عربي21" أن "إسرائيل تحاول بشكل مستمر وكبير فرض سيادتها على القدس، خلافا للقانون الدولي"، موضحا أن "مفهوم
الدولة الواحدة لدى القيادة الإسرائيلية؛ هو دولة يهودية مع أقلية عربية".
وأعلنت بلدية القدس الإسرائيلية الأربعاء الماضي، عن مخطط قريب لبناء 800 منزل جديد في المناطق التي يستوطنها اليهود في الشطر الشرقي من القدس، بحسب ما ذكره موقع "تايمز أوف إسرائيل" الذي أكد أن "هذه الخطوة يمكن أن تعقّد مبادرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحياء مفاوضات السلام".
وذكر الموقع الإسرائيلي أن المنازل الاستيطانية الجديدة، ستقام في مستوطنات "بسجات زئيف، وجيلو، ونيفي يعكوف، وراموت، وهي أول منازل يتم الموافقة عليها في القدس الشرقية منذ أن نادى ترامب بوقف البناء بالمستوطنات في شهر شباط/ فبراير 2017".
الاستيطان سيستمر
وشدد رئيس بلدية القدس المحتلة، المتطرف نير بركات، على أن "الاستيطان في مدينة القدس بالنسبة لإسرائيل؛ أساسي وهام، وسوف يستمر بكامل القوة"، مؤكدا في بيان له الأربعاء الماضي أنه "خلال الاجتماع القريب للجنة التخطيط؛ ستوافق البلدية على بناء 800 وحدة سكنية".
ويعد هذا المخطط من أكبر المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية خارج الخط الأخضر في السنوات الأخيرة، وهو الخط الفاصل بين "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي حددته الأمم المتحدة عام 1949.
ودفع المخطط الاستيطاني البيت الأبيض للتعبير عن قلق ترامب حياله، حيث أكد في بيان له الأربعاء الماضي، أن "النشاطات الاستيطانية غير المضبوطة لا تدفع إمكانيات السلام".
وأضاف البيان أن "إدارة ترامب ملتزمة وتركز على فعل كل ما يمكن لدفع إمكانيات اتفاق تاريخي ينهي النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين" وفق موقع "تايمز أوف إسرائيل".
من جهته؛ رأى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن المخطط الإسرائيلي الاستيطاني بمثابة "رد الحكومة الإسرائيلية الفعلي على جهود إدارة ترامب للتوصل إلى معاهدة سلام تاريخية"، مطالبا المجتمع بـ"مساءلة ومحاسبة الحكومة الإسرائيلية على ما تقوم به من ممارسات بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة النشاطات الاستيطانية".
وأوضح عريقات، وهو كبير المفاوضين الفلسطينيين، في تصريح صحفي له الجمعة، أن "إسرائيل" تسعى من خلال هذه الممارسات إلى "تدمير خيار الدولتين، والإتيان بما يسمى واقع الدولة بنظامين، والذي تمارسه سلطة الاحتلال كسياسة أمر واقع".