حذر رئيس
الحكومة المغربية السابق وأمين عام حزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، من انهيار الدولة في المغرب إذا ما فكرت في التخلي عن
الإصلاح، مسجلا أن الفساد هو المسؤول عن خروج الناس للاحتجاج في الحسيمة.
وشدد
ابن كيران في كلمة ألقاها السبت فاتح تموز/يوليوز، في ملتقى لمستشاري حزبه في البلديات، وبثها الموقع الرسمي للحزب الأربعاء، على أن الحزب جاء للإصلاح وعليه أن يستمر في رسالته مهما كانت الصعوبات، وذكر بالواجب تجاه الملك وعدم تقديس مستشاريه.
الإصلاح أو الخراب
وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، إن المغرب كدولة وشعب مهدد بالزوال إن لم يستمر الإصلاح ويحارب الفساد.
وأضاف ابن كيران: "أخاف إن لم ننجز الإصلاح بقوة وأمانة كمغاربة وليس كحزب، وإذا لم نفعل، أن نكون مهددين بالزوال".
اقرأ أيضا: كبير مستشاري ملك المغرب يهاجم ابن كيران.. وهكذا رد الأخير
وتابع: "لم أعد مؤمنا بحزب العدالة والتنمية كفاعل للإصلاح لوحده، فالذين يريدون الخير كثيرون جدا، وعادتهم الانزواء، وأحيانا يظهرون لكنهم حين يعانون ينزوون".
وشدد على أن "أكثر من 90 في المائة من المغاربة يريدون الإصلاح ومستعدون لتأدية المقابل، ونحن في نظام فيه الإصلاح والإفساد متداخلان، أحيانا يظهر الفساد هو المنتشر، وأنا لا أخاف من فشل البيجيدي، إذا فشل أو ذاب، الله يهنيه (مع السلامة)".
وذكر أن شابا من شبيبة حزب آخر قال له ذات يوم بأن أستاذة أمريكية كانت تأتي عندهم لكلية الحقوق بالبيضاء وترصد الفساد في الوسط الطلابي، ليس العلاقات بين الجنسين، فعلقتُ عليه، يضيف ابن كيران، وقلت له "بعد 20 عاما سيأتي الأمريكان ليحكموكم".
واستدرك قائلا: "الحمد لله أن هذا الأمر لم يقع، ولكن رأينا مثل هذا يحدث في بلدان أخرى، الاستعمار دخل إلى المغرب بسبب الفساد، لو لم يجد الفساد فمن المستحيل أن يدخل".
الحزب والإصلاح
واعتبر ابن كيران أن "المسار السياسي الحزبي بدأناه منذ 25 سنة، ولم تمر سوى 20 سنة حتى كنا في رئاسة الحكومة في 2012 ولا زلنا فيها، لأنه حتى بعد هذا الزلزال لم يستطع الواقع أن يذهب لجهة أخرى بل بقي معنا".
وأفاد "أن ما وصل إليه الحزب إن لم يكن معجزة فهو شيء كبير جدا وفق تعبيره، وصفا نتائج الانتخابات الجماعية في 2015 بأنها كانت مبهرة، إن ما انتدبنا أنفسنا له هو المساهمة في الإصلاح يا أبناء العدالة والتنمية، لأنه مسار اضطراري وليس خيارا من باقي الخيارات، ويجب أن نستمر فيه".
وخاطب مستشاري حزبه الجماعيين بالقول: "تجربتكم في تسيير المدن الكبرى كلها تقريبا، دليل على أن مقاربتكم وأفكاركم وشخصياتكم إلى حد الآن أعطت نتيجة، والناس وثقوا فيكم وأعطوكم بالإجماع الأغلبية في كل المدن الكبرى تقريبا".
واستدرك: "هذا لا يعني أن تكونوا في كل مواقع المسؤولية، بالعكس، المطلوب أن ينتشر الإصلاح في البلد ويفتح المجال لكافة الناس الذين مثلكم”، مشيرا إلى أنه "يعتبر يهوديا مغربيا مستقيما على أنه عضو في البيجيدي عزيز عليه، بينما مسلم منحرف هو عدو للبلاد حتى وإن صلى الليل وصام النهار".
الفساد هو سبب الاحتجاج
قال ابن كيران إن "الفساد هو سبب ما وقع في الحسيمة، وما قد يقع في أي مكان، والحمد لله أننا لازلنا قادرين على ضبط الأمور، والدولة تبحث عن الحلول في ملف الحسيمة، وهي من تدبر الأمر وتبحث عن الحل بتوجيهات من الملك".
وتابع ابن كيران: "ليس معقولا أن نترك مشكل الحسيمة والذي قد يشعل البلاد، دون أي حل، هل هذا هو المنطق؟ فسكان الحسيمة لا يريدون إشعال البلاد، ورسالتهم وصلت".
وزاد: "لما جاء عندي والدا الزفزافي فرحت بهما وقلت لهما بأنه لا أحد يشكك فيكما ولكن يجب عليكما أن توضحا وتشرحا لهم بأن فكرة الانفصال لا وجود لها".
وأوضح: "وهذا ما أثبتته مسيرة الرباط التي ساندتهم والمعنى الأكبر لهذه المسيرة هو أن المغاربة يساندوهم في مطالبهم وبالتالي لا يعتبرونهم انفصاليين، وأن المغاربة متجاوبون مع مطالب أهل الريف".
وأكد ابن كيران أنه "من أجل أن يتم حل المشكل لابد من الهدوء وأن يساهم كل واحد بطريقته حتى نصل إلى الحل ونطلب من الله أن يتم حل المشكل في أقرب وقت، فهذه البلاد مثلها مثل الباخرة إذا غرقت فالكل سيغرق ولن يفلت أحد".
الملك ومستشاروه
واستغل ابن كيران الكلمة للرد على كبير مستشاري الملك فؤاد عالي الهمة، الذي أصدر بلاغا في رمضان نفى فيه طلب وساطة ابن كيران لتهدئة الريف.
وقال ابن كيران موجها الكلام للمغاربة: "انتقدوا الحكومة أو أي مستشار، فهم ليسوا بمقدسين رغم أن القداسة لم يعد لها أي أثر في الدستور".
وتابع قائلا: "خاصة إذا خرج أحد مستشاري الملك بتصريح كشخص عادي، نرد عليه ونجيبه ونبارك له "لعواشر" (العشر الأواخر في رمضان) على طريقته".
وذكر بأن "قضية
الملكية في المغرب ليست لعبا وليست اختيارا، وقضية الملكية يجب أن تكون واضحة ومعلنة ومعمر شي واحد يلقى لينا منها الطريق ولا لها الطريق لا داخل الحزب ولا خارجه".