انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والصحافة والمواقع الإخبارية، والتلفزيون والإذاعة، حملة "
مصر 1095"، وهي حملة إعلامية غير مسبوقة لعرض ما يسمى إنجازات قائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي خلال السنوات الثلاث الماضية.
وعلمت "عربي21" أن المسؤول عن الحملة هو مكتب "السيسي"، الذي يديره اللواء عباس كامل، الشهير بتسريبات "أرز الخليج"، ومن المقرر أن يعرض فيلما خلال الأسبوع الجاري يرصد "الإنجازات" في السنوات الثلاث الماضية منذ تولي السيسي الحكم.
وخلال الأيام الماضية، تم تدشين صفحة 1095 على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعرض "إعلان" الفيلم، بمشاركة عدد من الشخصيات العامة والفنية الموالية للانقلاب، وخلت من التطرق لأي إنجاز في مجال الحقوق والحريات، والرأي والرأي الآخر، والحياة السياسية، والعمل المجتمعي والمدني، وفق مراقبين ونشطاء.
من يقف وراء 1095
وطرح رئيس مؤسسة شركاء من أجل الشفافية ومكافحة الفساد، ولاء جاد الكريم، عدة تساؤلات بشأن الحملة، وتساءل في تصريحات لـ"عربي21": "ما هي الجهة التي تقف وراء تلك الحملة الكبيرة؟ وما الهدف منها؟ ومن يمولها؟".
وتابع: "هل المقصود منها الدعاية للرئيس بوصفه مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة، أم التعريف بالمشروعات القومية التي قامت بها الدولة؟" واستدرك بالقول: "لو كان الهدف منها هو الدعاية للرئيس، فهناك مخالفات يجب الوقوف عندها، تتمثل في أنه لا يجوز أن تكون الدعاية الانتخابية من موازنة الدولة، أو أن تكون على وسائل إعلام الدولة، وأن يكون هناك شفافية؛ من يدير؟ ومن ينفق؟ وكم أنفق على هذه الحملة؟".
ورهن نجاح تلك الحملة "بأنه لا بد أن يشعر المواطن بثمرة التنمية من مشروعات، فواحد من أسباب ثورة 25 يناير أن المواطن لم يجن ثمرات التنمية التي كانت تعلن عنها الدولة آنذاك في عهد مبارك، وهي كانت كبيرة -نحو 7% مقارنة بنحو 4% الآن- الأمر الآخر أن تعبئة الرأي العام بوجود إنجازات لا بد أن يصاحبها واقع ملموس، لا حديث معسول".
حسنة السيسي المدمرة
أما خبير النظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، فرأى أن حملة 1095 " ترويج لحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة 2018، وليس للسيسي حسنة سوى الحفاظ على تماسك مصر من التفتيت الطائفي، وغير ذلك لا أجد للنظام أي ميزة أو حسنة طوال السنوات الماضية، ولكن بسببها تكسرت كل القيم، وتم التضحية بكل المبادئ والحقوق".
وأضاف لـ"عربي21": "عدا ذلك، لا أرى سوى غلاء فاحش، وحكم مستبد من الحديد والنار، وغلق للمجال العام أمام العمل النقابي والحزبي والإنساني والحقوقي بشكل فظ، وتقويض للسلطة القضائية، وغل يد الإعلام ومنظمات المجتمع المدني".
وكشف ربيع أنه "تم منع مقال لي أردت نشره في إحدى الصحف حول حقيقة إنجازات السيسي، وكانت مقارنة من فم الرئيس بين ما وعد وما تم تحقيقه، ولم تنشر؛ لأنها لم تقدم أي إنجاز حقيقي للرئيس؛ فالإنجازات محدودة جدا جدا، وتسعها بعض الكلمات ليس إلا".
سكر على كحك فاسد
أما القيادي السابق في جبهة الإنقاذ، مجدي حمدان، فقلل من شأن مثل تلك الحملة في التأثير على المواطنين، وقال لـ"عربي21": "السيسي يحاول أن يرمي ببعض السكر على الكحك الذي فسد وانتهت صلاحيته، وهناك أجهزة معروفة في الدولة تقف وراء تلك الحملة، وهي نفسها التي دعمته منذ البداية؛ لتحسين صورة هذا النظام".
وأكد أنها "محاولة لتجميل وجه النظام والسيسي الذي أصبح رقعة بالية، ولا أخفيك سرا أن الشعب المصري يتوق إلى فتح باب الترشح؛ من أجل التخلص من هذا النظام الرابض فوق صدورهم، والذي يتنافى خطابه مع الواقع الذي يعيشه ويتجرعه كل يوم".
وتوقع أن تفشل الحملة في تحقيق أهدافها، قائلا: "المواطن لن يقتنع بما يتم الترويج له على أنه إنجازات، فالمواطن هو من تم (نفخه) في عهد السيسي، وعانى الأمرين من ويلات الظلم والغلاء والقمع، وليس هناك أقسى عليه من كل ذلك أكثر من التفريط في جزيرتي تيران وصنافير، فالتفريط فيهما جعل بين الطرفين سدا لن يهدّ أبدا".