على مدار الأيام القليلة الماضية، انشغلت مواقع وصحف
لبنانية بقضية الشيخ الشيعي
ياسر عودة، بعد اتهامه بالإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام.
زلّة لسان من الشيخ عودة، وفقا لمحبيه، تسببت بحملة تحريض كبيرة ضده من مناصري
حزب الله، ترجمت على الفور بعد أيام بالاعتداء عليه لفظيا، ومحاولة إيذائه جسديا من قبل مناصرين لحزب الله، بيد أن الشيخ لم يخض عراكا معهم، وفق قوله.
أصل الحكاية يعود إلى درس ديني كان ياسر عودة يقدمه، وفي خضم شرحه عن الجنة والنار، قال "حتى محمد مش عارف حاله إذا هو عالنار أو عالجنة".
الغضب من ياسر عودة، المعروف بمواقفه المناوئة لحزب الله، تطور إلى حملة ممنهجة ضده، لم تفلح محاولات عودة إيقافها عبر النداءات التي وجهها إلى حسن نصر الله ونبيه بري.
ورغم توضيح ياسر عودة أنه لم يقصد ما تم تفسيره من قبل مناصري حزب الله، إلا أن الحملة ضده تصاعدت بشكل مستمر يوما بعد يوم.
يقول الشيخ ياسر عودة إنه وبعد إيقاف برنامجه من قبل قناة "الإيمان"، وإذاعة "البشائر" التابعتين لمؤسسة محمد حسين فضل الله، لم يعد يخرج إلى المسجد، وبات يشعر أنه وحيد؛ لأن "الحق لم يترك له صاحبا"، وفق قوله.
وأوضح أنه يحمّل نصر الله وبري مسؤولية الحملة الممنهجة ضده، متابعا: "الكلام الذي قلته مقتطع، حيث إني قلت إن النبيّ لا يعلم إلا ما علمّه إياه الله. ولكنهم جماعة بلا دين، وما يجري ليس إلا زوبعة في فنجان".
وأضاف: "ألم يكن أولى بهم أن يتحّركوا لما يجري من مصائب في المجلس الإسلامي الشيعي، أليس الأولى بالمشايخ القضاء على الشرك الواضح لدى بعضهم مما ينشره الرواديد وقارئي العزاء، ولما ينشره الشيرازيون؟ لم يسمعوا سوى بياسر عودة".
وكان المعمم الشيعي، علي بحسون، وكيل المرجع الشيعي بشير النجفي، شن هجوما لاذعا على ياسر عودة، داعيا إياه إلى نزع العمامة واستبدال "قلنسوة" اليهود بها.
وأوضح بحسون، خلال بيان صدر عنه، أن ياسر عودة يقدم خدمات لـ"الوهابية"، مشيرا إلى أنه بين "ضلال" عودة منذ عدة سنوات.
موقع "جنوبية" الشيعي المعارض لحزب الله، قال إن "الهجوم المنسق تماما على الشيخ ياسر عودة، ما هو إلا هجوم ممنهج وغير عفوي؛ من أجل ترهيب المجتمع الشيعي، واستمرار سوقه سياسيا ودينيا وعقائديا نحو المشروع السياسي الذي يصادر حرية الفرد ويجعله بأمرة قائده أو زعيمه الطائفي"، في إشارة إلى حزب الله.
الشيخ الشيعي الآخر، علي الشيخ خضر طليس، انتقد الحملة ضد ياسر عودة، قائلا إن "طريق القدس باتت تمر من دار الشيخ ياسر عودة".
وقال طليس إن غضب جمهور حزب الله على ياسر عودة فقط لأنه "يحارب أصنامهم"، مضيفا: "يدوس جمهور الخانعين على كراماتهم، ويسامحون الطغاة بحقوقهم، وينامون عن كل من يغتصب لقمتهم، ولكن هيهات أن يسمحوا لذي علم أن يدحض خرافاتهم ويحطم أصنامهم ويعري الذوات التي اتخذوها من دون الله آلهة".
يشار إلى أن عبارة ياسر عودة التي أثارت جدلا، كانت خلال أحد دروسه التي انتقد بها ما توصف من قبل البعض بـ"خرافات"
الشيعة، مثل أن يعد معمم أحد الأشخاص بدخول الجنة.