طالبت
سرايا الدفاع عن بنغازي، الأمين العام للأمم المتحدة باتخاذ إجراءات عملية جادة لإيقاف تدخل دولتي مصر والإمارات عسكريا وسياسيا في الشأن الليبي، والمتورطتين في جرائم حرب ضد الشعب الليبي.
وأعربت السرايا - في رسالة توضيحية مستعجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الإثنين بخصوص التدخل المصري والإماراتي في
ليبيا - عن آملها بالنظر في هذه القضية بعين الاعتبار لحساسيتها وتأثيرها في المشهد الليبي.
وقالت إن "هاتين الدولتين انتهكتا قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا، فأمدت قوات خليفة حفتر في الشرق الليبي بكميات مهولة من الأسلحة والذخائر والعربات العسكرية وعدد من الطائرات العمودية الهجومية، كما ورد في تقرير خبراء
الأمم المتحدة".
اقرأ أيضا: سرايا الدفاع والوفاق يصدان هجوما لحفتر على الهلال النفطي
وأضافت السرايا، أن الدولتين شاركتا في تنفيذ عمليات عسكرية داعمة لحفتر، من أجل تمرير مشروع سيطرتها على إقليم "برقة" وبسط نفوذها على المنطقة الشرقية، وقد كان لهذا التدخل آثارا سلبية على ليبيا، من أبرزها تقويض جهود المصالحة الوطنية، وإفشال محاولات إرساء السلام في الشرق الليبي وتأجيج الصراع والقتال بين أبناء ليبيا وزعزعة الأمن في المنطقتين الجنوبية والغربية من البلاد.
وأوضحت سرايا الدفاع عن بنغازي، أن مصر والإمارات وصفتا السرايا بتهمة الإرهاب البالية لسعيهما الحثيث للسيطرة على الشرق الليبي، وشيطنة كل من يقف ضد هذا المشروع "الانقلابي"، الذي لم يأت لبلادنا إلا بالقتل والحرب والدمار، حسب تعبيرها.
وذكرت الرسالة، أنه ليس غريبا أن تحاول هذه الدول إلصاق تهمة الإرهاب بسرايا الدفاع لمجرد مطالبة قواتها بحقهم في عودة أهلهم إلى بيوتهم، وإرساء السلام في مدينتهم، ورفضهم لحفتر ومشروعه "
الإماراتي"، وفق وصفها.
وأكدت السرايا، أنها لم تجد رادعا دوليا حقيقيا لما تقوم به من جرائم وإرهاب في حق ليبيا وشعبها، واستغلت هذا التغافل الدولي واستمرت في إجرامها، وتمادت في إفسادها لكل جهود المصالحة الوطنية.
وأبدت السرايا عن استعدادها وترحيبها للتواصل مع أي لجان محايدة عربية كانت أو أجنبية لدحض أو تفنيد افتراء هذه الدول عليها واتهامها بالإرهاب، وإثبات تورط مصر والإمارات في تأجيج الصراع في ليبيا ومشاركتهما في تدمير الشرق الليبي والتضييق وزعزعة الأمن في جنوب وغرب ليبيا.
وذكرت الرسالة أن الآلة الإعلامية المصرية والإماراتية مارست التضليل الإعلامي، حيث صورت المجرمين والقتلة وقطاع الطرق وأصحاب السوابق والقضايا الجنائية التابعين لحفتر على أنهم الجيش الليبي.
وأكدت السرايا في ختام بيانها، أنها ليست لها أي أيديولوجيات أو انتماءات حزبية أو تنظيمية داخل ليبيا أو خارجها، وأن أفراد السرايا ما تجمعوا إلا لتحقيق هدف مشروع والدفاع عن قضية عادلة، والمطالبة بحق تكفله جميع الأعراف والقوانين وهو إرجاع النازحين والمهجرين إلى بيوتهم ومدينتهم.
يشار إلى أن فريقا من الخبراء تابعا لمجلس الأمن الدولي، أصدر تقريرا خلال الأيام الماضية، أثبت فيه تدخل الإمارات ومصر في الشأن الليبي عسكريا وسياسيا، ودعم قائد عملية الكرامة خليفة حفتر بالسلاح.