علقت موسكو، الجمعة، بسخرية على قرار الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب القاضي بإلغاء سياسة التطبيع مع
كوبا التي انتهجها الرئيس السابق باراك أوباما.
وكتبت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم الخارجية الروسية على صفحتها في فيسبوك، أن عدم القابلية على التنبؤ بها وتدخلها في شؤون الدول الأخرى يعدان من أبرز صفات السياسة الخارجية الأمريكية، مشيرة إلى أن العقود الأخيرة أظهرت أن كل إدارة جديدة تلغي قرارات مبدئية اتخذتها الإدارة السابقة في مجال السياسة الخارجية، "حتى صار عدم القدرة على التنبؤ بها، ومنذ زمن طويل، الصفة الوحيدة التي يمكن التنبؤ بها في السياسة الخارجية الأمريكية".
وأضافت الناطقة باسم الوزارة الروسية أن هذا الوضع "ليس غريبا" على كوبا، ولم تكن لدى قيادتها أي أوهام بشأن مصير قرارات الرئيس الأمريكي السابق.
وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة بتشديد القيود على سفر الأمريكيين إلى كوبا وعلى تعاملات الشركات الأمريكية مع الجيش الكوبي، وقال إنه يلغي اتفاقا "فظيعا ومضللا" عقده الرئيس السابق باراك أوباما.
وفي عرض لسياسته الجديدة حيال كوبا في خطاب في ميامي وقع ترامب أمرا رئاسيا لإلغاء أجزاء من انفتاح تاريخي نفذه أوباما مع الدولة الشيوعية، بعد انفراجة دبلوماسية في 2014 بين الدولتين اللتين كانتا عدوين في الحرب الباردة.
لكن ترامب ترك كثيرا من التغييرات التي أقرها أوباما بما يشمل إعادة فتح السفارة الأمريكية في هافانا، على الرغم من إظهاره أنه يفي بوعد قطعه خلال حملته الانتخابية بانتهاج سياسة أكثر تشددا حيال كوبا، خاصة بسبب سجلها في حقوق الإنسان.
وقال ترامب، أمام حشد في منطقة (ليتل هافانا) في ميامي بحضور السناتور الجمهوري ماركو روبيو عن ولاية فلوريدا، الذي ساعد في صياغة القيود الجديدة على كوبا: "لن نصمت في وجه القمع الشيوعي بعد الآن".
وأضاف "إنني ألغي بأثر فوري اتفاق الإدارة السابقة الأحادي الجانب بالكامل مع كوبا"، وشن هجوما لفظيا على حكومة الرئيس الكوبي راؤول كاسترو.
وتدعو السياسة الجديدة لترامب إلى تشديد حظر سفر على الأمريكيين إلى كوبا للسياحة، وتسعى لمنع تدفق دولارات أمريكية على ما تعتبرها إدارة ترامب حكومة قمعية يهيمن عليها الجيش.
لكن في مواجهة ضغوط من شركات أمريكية وبعض الجمهوريين لتجنب الرجوع بالكامل عن تحسين العلاقات مع كوبا، قرر الرئيس ترك بعض الخطوات التي اتخذها سلفه نحو تطبيع العلاقات.
وتحظر السياسة الجديدة أغلب معاملات الشركات الأمريكية مع مجموعة أعمال القوات المسلحة، وهي مجموعة كوبية ضخمة منخرطة في جميع قطاعات الاقتصاد. لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنها تسمح ببعض الاستثناءات بما يشمل السفر جوا وبحرا، وهو ما يحمي شركات النقل الجوي والبحري الأمريكية التي تعمل مع كوبا.
وقال ترامب: "لا نريد أن تدعم دولارات أمريكية احتكارا للجيش يستغل مواطني كوبا ويسيء معاملتهم"، متعهدا بعدم رفع العقوبات الأمريكية قبل الإفراج عن السجناء السياسيين وإجراء انتخابات حرة.
وأضاف: "من الصعب التفكير في سياسة أقل عقلانية من اتفاق الإدارة السابقة الفظيع والمضلل مع نظام كاسترو"، مشيرا إلى افتقار الاتفاق الذي أبرمه أوباما إلى تنازلات من كوبا متعلقة بحقوق الإنسان.
ودعت إدارة الرئيس ترامب الجمعة المجتمع الدولي لدعم مسعاه لتجديد العقوبات على كوبا، وقالت إن تحسن العلاقات مع هافانا في المستقبل يعتمد على اتخاذها خطوات "ملموسة" على طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية.