حالة من الترقب والقلق تسود أوساط السكان في
قطاع غزة، بفعل تلاحق الأزمات التي ضربت معظم مناحي الحياة فيه، توجت الأحد باستجابة
الاحتلال الإسرائيلي لطلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس بتقليص كمية الكهرباء لقطاع غزة، لتصبح ساعة وصل لكل اثنتي عشرة ساعة قطع، الأمر الذي يهدد حياة نحو مليوني فلسطيني، وينذر بكارثة حقيقية بفعل ارتباط قطاع الخدمات الحيوية الأساسية بإمدادات الكهرباء لاسيما القطاع الصحي.
ودفع التقليص المرتقب شركة توزيع الكهرباء في غزة للتحذير من أن تطبيق قرار تقليص كمية الكهرباء من الاحتلال، سيكون بمثابة كارثة غير محسوبة العواقب.
وقالت الشركة الوحيدة في غزة إن
أزمة الكهرباء "مركبة وكارثية بدون التقليص الجديد، وبالكاد تكفي الكمية القادمة من الخطوط الإسرائيلية للعمل بجدول 4 ساعات وصل مقابل أكثر من 12 ساعة قطع، في ظل الأزمة الراهنة التي تسببها توقف محطة التوليد منذ فترة وتوقف الخطوط المصرية بين حين وآخر".
التقليص الإضافي
وبحسب شركة التوزيع، فإن الخطوط الإسرائيلية تغذي غزة بـ 120 ميجا وات من الكهرباء فقط من أصل نحو 400 ميجاوات على الأقل يحتاجها القطاع.
اقرأ أيضا: إسرائيل تستجيب لعباس وتقلص توريد الكهرباء لغزة
وزارة الصحة بدورها حذرت من التداعيات الخطيرة للقرار الإسرائيلي وأثره المرتقب على المرضى وعلى الصحة العامة للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة لـ"
عربي21 "، إن قطاع الخدمات الأساسي في الوزارة مهدد بالتوقف التام بفعل التقليص الإضافي المرتقب.
وحول الخدمات التي تحتاج لإمدادات الكهرباء أضاف: "تجري الوزارة في مستشفيات القطاع يوميا حوالي 250 عملية جراحية متنوعة، وهناك أكثر من مئة مريض يرقدون في غرف العناية الفائقة".
وتابع: "لدينا ما يزيد عن 680 مريض بالفشل الكلوي يخضعون لحوالي 7000 جلسة غسيل في الشهر الواحد، وكل مريض يخضع لثلاث جلسات كل أسبوع، تستغرق كل واحدة حوالي 4 ساعات، وقد يؤدي توقف التيار الكهربائي للحظات إلى تجلط وتسمم الدم وموت المريض".
سنوقف بعض الخدمات
وعن آثار التقليص الجديد للكهرباء قال: "ستتوقف الخدمات التشخيصية والمخبرية والإدارية، بالإضافة إلى تلف وفساد وحدات الدم في بنوك الدم المنتشرة في قطاع غزة".
اقرأ أيضا: بعد الكهرباء.. السلطة تقطع الدواء وحليب الأطفال عن غزة
وفي ما يتعلق بالخيارات المتاحة أمام الوزارة قال: "نعاني من شح في إمدادات الوقود المشغل للمولدات الاحتياطية، ولم يتبق لدينا إلا كميات بسيطة جدا من منحة منظمة "أوتشا" التي أوشكت على النفاذ (..)، لدينا خطة تقشفية، وسنضطر إلى إغلاق أقسام دون غيرها في المستشفيات ونسعى لاستغلال المتاح من الكهرباء للأقسام الحيوية".
وحذر القدرة من أن الكميات المتبقية من الوقود لدى الوزارة ستنفذ لا محالة وتابع: "مجبرون على تقليص إضافي لمعظم خدماتنا في قطاع غزة، وهذا يهدد بشكل كبير حياة المواطنين خاصة وأن الوزارة تقدم أكثر من 90% من الخدمات الصحية للمواطين".
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابنيت)، قرر الاستجابة لطلب السلطة الفلسطينية محمود عباس بتقليص توريد الكهرباء لقطاع غزة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله، إن الوزراء تبنوا توصية الجيش عدم تخفيف الحصار المفروض على حركة حماس والعمل بناءً على قرار رئيس السلطة محمود عباس بتقليص الأموال التي تدفعها السلطة لقاء كهرباء قطاع غزة.