أثار قرار إقليم
كردستان العراقي إجراء استفتاء على الاستقلال حفيظة الجهات الرسمية والشعبية في العراق، ورفضه عدد من الدول بعدة حجج أحدها أن الحديث عن الاستقلال سيضعف جهود الحرب على تنظيم الدولة.
رسميا، قال متحدث باسم
الحكومة العراقية الجمعة، إن الحكومة تعارض أي مسعى من جانب السلطات الكردية لإعلان الاستقلال.
وأعلنت رئاسة إقليم كردستان العراق الأربعاء الماضي عن تنظيم استفتاء حول استقلال الإقليم في 25 أيلول/سبتمبر، رغم معارضة بغداد والمجتمع الدولي.
وجاء قرار تحديد 25 أيلول/سبتمبر موعدا للاستفتاء خلال اجتماع حضره رئيس الإقليم، الذي يتمتع بحكم ذاتي والغني بالنفط، مسعود بارزاني وممثلون عن الأحزاب السياسية في الإقليم، بحسب بيان صادر عن الرئاسة.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي: "أي موقف أو خطوة تتخذ من أي طرف في العراق، يجب أن تكون مستندة إلى الدستور. وأي قرار يخص مستقبل العراق المُعرَّف دستوريا بأنه بلد ديمقراطي اتحادي واحد ذو سيادة وطنية كاملة، يجب أن يراعي النصوص الدستورية ذات الصلة".
شعبيا، انتقد عراقيون عرب قرار إجراء الاستفتاء على الاستقلال، بينما رحب أكراد يعيشون في مدينة كركوك الغنية بالنفط شمال البلاد بهذا الإجراء، معتبرين أنه خطوة نحو إقامة دولة كردية مستقلة طال انتظارها.
وتعيش غالبية من السكان العرب الشيعة في جنوب العراق، ويعيش الأكراد والعرب السنة في مناطق مختلفة في الشمال، بينما يعيش مزيج من السكان من مختلف المشارب في الوسط حول بغداد.
يقع الإقليم الجبلي والغني بالنفط في شمال العراق ويبلغ عدد سكانه ما يقارب 4,7 ملايين نسمة (15-20 في المئة من سكان العراق)، معظمهم من الأكراد، مع أقلية من المسيحيين والتركمان.
اقرأ أيضا:
هل تحقق البيشمركة حلم الأكراد بضم كركوك ؟
ويطالب إقليم كردستان العراق، الذي يضم رسميا محافظات أربيل ودهوك والسليمانية، بضم أراضي أخرى بينها كركوك الغنية بالنفط، ما يثير نزاعا يشكل مصدرا رئيسيا للخلاف مع بغداد.
دوليا، قالت ألمانيا إنها تشعر بقلق من أن خطط إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال قد تؤجج التوتر في المنطقة.
وتصريحات وزير الخارجية الألماني سيجمار جابرييل، هي أول رد فعل دولي على الخطط التي أعلنها رئيس الإقليم مسعود
البرزاني بإجراء استفتاء يوم 25 أيلول/ سبتمبر.
وقال جابرييل في بيان: "بوسعنا فقط أن نحذر من اتخاذ خطوات أحادية الجانب في هذه القضية. وحدة العراق في خطر كبير".
وألمانيا شريك رئيسي لأكراد العراق وقد قدمت لهم 32 ألف بندقية هجومية ومدافع رشاشة وغيرها من الأسلحة تقدر قيمتها بنحو 90 مليون يورو منذ أيلول/ سبتمبر 2014. ويتمركز نحو 130 جنديا ألمانيا في أربيل لتدريب قوات البشمركة الكردية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تخشى أن يؤدي الاستفتاء، غير الملزم، إلى صرف الانتباه عن "أولويات أكثر إلحاحا" مثل هزيمة تنظيم الدولة.
وفي حين قالت الوزارة في بيان إنها تقدر "التطلعات المشروعة" لمواطني كردستان العراق، فإنها تدعم "عراقا موحدا يقوم على النظام الاتحادي وينعم بالاستقرار والديمقراطية".
ووصفت تركيا خطة أكراد العراق الإجراء بـ"الخطأ جسيم" قائلة، إن الحفاظ على سلامة أراضي العراق ووحدته السياسية مبدأ أساسي في السياسة التركية.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: "نعتقد أن هذا سيمثل خطأ جسيما".
وترسخ وضع الإقليم باعتباره منطقة حكم ذاتي، وعاصمته أربيل، بموجب الدستور العراقي الذي أقر العام 2005، وأنشأ جمهورية اتحادية.
إلا أنه يتمتع بالاستقلال بحكم الأمر الواقع منذ حرب الخليج الثانية عام 1991، عندما تدخلت القوى الغربية لحماية الأكراد من الهجوم الذي شنته ضدهم قوات صدام حسين، الذي أدى إلى فرار مئات الآلاف منهم إلى دول مجاورة.