نشرت وكالة "برس أسوسييشن" تقريرا للكاتب جوناثون برادي، يقول فيه إنه رغم أن واحدا من 20 من المثليين في
الصين، الذين يقدر عددهم بـ 55 مليونا، تجرأ بالكشف عن ميوله الجنسية، فإن أحد كبار التجار الصينيين أقدم على شراء تطبيق "
غريندر"، وهو برنامج تعارف خاص بالرجال المثليين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن هذه الخطوة تؤكد الدور الذي تؤديه التكنولوجيا والتجارة في تغيير المواقف تجاه المثلية في الصين، حيث نجح
المثليون في الاستيلاء على كلمة "رفيق"، للإشارة إلى زملائهم المثليين.
ويكشف برادي عن أن التطبيق، الذي يحظى بعضوية 27 مليون مثلي في 196 بلدا، بما فيها الصين، اشترته شركة "بيجنغ كولون تيك"، التي يملكها الملياردير الذي يميل للجنس الآخر (ليس مثليا) زهو ياهوي، لافتا إلى أن الحكومة دفعت 118 مليون جنيه إسترليني للحصة المتبقية، التي تشكل 38.5% من المجموع، بعد أن اشترت 61.5% من المجموع بمبلغ 73 مليون جنيه إسترليني في كانون الثاني/ يناير 2016.
وتفيد الوكالة بأن شركة زهو، التي تطور ألعاب الفيديو، وعدت بأن تستخدم هذا الاستحواذ لتصبح لاعبا رئيسيا في حقل الإعلام الاجتماعي، حيث قالت الشركة في بيان لها: "من المهم لنا استراتيجيا الانخراط الكامل في العمليات اليومية لتطبيق (غريندر)".
ويلفت التقرير إلى أن هذا الوعد بالانخراط الكامل تسبب بمخاوف حول محتوى "غريندر" مستقبلا، حيث تقوم الشركة حاليا بنشر الأخبار، مستدركا بأن الإعلام في الصين يخضع لرقابة شديدة، فقد تم إغلاق تطبيق "ريلا"، وهو عبارة عن تطبيق صداقة للسحاقيات في الصين، وصل عدد عضويته إلى 5 ملايين.
ويذكر الكاتب أن الكثير من الشركات رحبت بلحظة "الجنيه الوردي" الذي تعيشه الصين، "ويستخدم هذا التعبير للإشارة إلى القوة الشرائية للمثليين والسحاقيات"، حيث بدأت الشركات العالمية، مثل "ستاربكس" و"علي بابا" و"نايك"، بتسويق نفسها على أن لديها بيئة مؤيدة لمجتمعات المثليين والسحاقيات.
وتنوه الوكالة إلى أن تاجر التكنولوجيا غينج لي هو مؤسس شركة "بلود"، وهو تطبيق صيني لصداقة المثليين، ويشجع التسويق لذلك المجتمع، مشيرة إلى أن غينج يقوم بتنظيم أنشطة، ويعطي منحا لتشجيع المواقف التقدمية في الشركات الصينية، وبعدد المستخدمين لديه، فإن تطبيقه يعد منافسا لتطبيق "غريندر"، ويقدر قيمة تطبيقه بـ 234 مليونا.
وبحسب التقرير، فإن المثلية كانت ممنوعة في الصين قبل عام 1997، وكانت تصنف على أنها مرض عقلي حتى عام 2001، لكن في بعض المراكز الحضرية يستطيع المثليون العيش حياة خالية من التمييز إلى حد كبير، منوها إلى أن الشركات الشبيهة بـ"بلود" تعكس المواقف المتسامحة تجاه المثلية في بيجنغ وشنغهاي وغيرهما من المدن الكبيرة.
ويقول برادي إن الإعلام الحكومي يتعامل إيجابيا مع قضايا المثليين والسحاقيات، إلا أنه لا يسمح بزواج المثليين في الصين، ما عدا جزيرة
تايوان، التي ستجعله قانونيا خلال عامين، بعد حكم محكمة الشهر الماضي.
وتستدرك الوكالة بأنه بالرغم من تزايد المواقف التقدمية لكثير من شباب المدن الصينين، إلا أن المجتمع الصيني يبقى بعيدا عن كونه صديقا للمثليين، لافتة إلى أن الزيجات الكاذبة تشيع في الصين لإرضاء الكبار في العائلة.
وتختم "برس أسوسييشن" تقريرها بالإشارة إلى أن الشرطة في مدينة زيان قامت باعتقال تسعة ناشطين حاولوا ترتيب مؤتمر حول حقوق المثليين، وقيل لهم إن المثليين غير مرحب بهم.