قالت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية، إن حل
المنطقة الآمنة على الحدود
اللبنانية مع
سوريا؛ يخدم مصالح
حزب الله وإيران في المقام الأول.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "عربي21"، أن الرئيس اللبناني الحليف لحزب الله، ميشال عون، هو أول من رحب بقرار "المناطق الآمنة" في سوريا، "وفي حال اتخذ القرار المسار الصحيح؛ ستمثل المنطقة منزوعة السلاح، خطوة مهمة من أجل وضع حد للحرب المستعرة في البلاد".
وأضافت أنه "لم يحدد بعد أي المحافظات السورية ستصبح ضمن المناطق الآمنة، لكن من المتوقع أن يطبق هذا الاتفاق في أربع مناطق في البلاد"، لافتة إلى أن "من الخصائص المشتركة بين هذه المناطق؛ أنها واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، وتحيط بها قوات نظام الأسد، وحلفائها الإقليميين؛ حزب الله اللبناني والحرس الثوري
الإيراني".
وبينت أن "الهدف الرئيس لإنشاء المناطق الآمنة منزوعة السلاح؛ هو تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين المشردين"، مستدركة بأنه "نظرا للوضع الراهن في سوريا؛ ليس من المتوقع أن يعود السوريون إلى هذه المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام وحلفائه. ويفسر ذلك بأن السوريين فروا أساسا من بطش النظام السوري، وليس من الجماعات المعارضة في البلاد".
وقالت الصحيفة إن حزب الله وحلفاءه الإيرانيين سيكونون من أكبر المستفيدين من إنشاء منطقة آمنة في سوريا على الحدود اللبنانية. ونقلت عن العميد الركن اللبناني المتقاعد، نزار عبد القادر، قوله إن "المنطقة الآمنة على الحدود اللبنانية ستحمي خط إمدادات الأسلحة لحزب الله، وستعزز من موقف الحزب في المشهد السياسي المثير للجدل في لبنان، بالإضافة إلى أنها ستضمن مصالح إيران الجيوستراتيجية في المنطقة".
وذكرت الصحيفة أن المنطقة الآمنة المقرر إنشاؤها؛ تشمل المجال الذي يمتد على الطريق السريعة الاستراتيجية، على طول الشمال والجنوب الرابط بين حمص ودمشق ومنطقة القلمون. وتضم هذه المنطقة الأخيرة؛ سلسلة جبال تمتد على الحدود بين البلدين، "وعموما؛ كانت جبال القلمون الطريق الرئيسة لتهريب المخدرات وتوريد الأسلحة إلى جيش حزب الله".
ونقلت الصحيفة أيضا عن نزار عبدالقادر قوله، إن "إنشاء المنطقة الآمنة من شأنه أن يساعد حزب الله على الحفاظ على أمن الطريق السريعة بين الشمال والجنوب، والإشراف عليها"، مشيرة إلى أن "هذه الطريق تكتسي أهمية كبرى لدى حزب الله، نظرا لأنها تمثل خط إمداد رئيس بين شمال دمشق وسهل البقاع في لبنان، حيث توجد مخازن أسلحة تعود لحزب الله".
وبينت أنه "في حال نفذت هذه الخطة؛ فإنه سيتم إنشاء مناطق حظر جوي في المنطقة الآمنة، يمنع فيها تجول طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أو الطائرات الحربية الإسرائيلية"، مضيفة أنه "في ظل هذه الأوضاع؛ تخشى إسرائيل أن يستفيد جيش حزب الله من الحرب السورية عبر إعادة التسلح. وفي إطار هذه المخاوف؛ سبق وأن قصفت طائرات حربية إسرائيلية أهدافا دقيقة في سوريا؛ لمنع تهريب السلاح الذي تقدمه إيران لحزب الله".
وأوضحت أن منطقة القلمون ذات أهمية جيوستراتيجية بالنسبة لحزب الله، إذ إنها تحولت منذ "انتصاره" على "إسرائيل" في عام 2006 إلى "جنة" بالنسبة لهذا الجيش القوي في المنطقة. وانطلاقا منها؛ أصبح حزب الله "سيد" جميع عمليات تهريب المخدرات ومخابر صنع حبوب الكبتاغون، إذ وفرت له التمويلات اللازمة لتدريب وتجنيد مقاتلين في الحرب السورية التي كانت تكلفتها عالية، على حد قولها.
وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاق أستانا يضع احتمال بقاء قوات روسيا وإيران وتركيا في المنطقة الآمنة لمدة ستة أشهر، مضيفة أنه "في ظل هذه الظروف؛ يمكن أن تصبح قوات حزب الله وإيران قريبة من الحدود مع إسرائيل، وهو ما يهدد ببروز توترات محتملة في هضبة الجولان، الأمر الذي أثار مخاوف إسرائيل، وجعلها في حالة تأهب".
ولفتت في الختام إلى أن الأردن "هددت أيضا باتخاذ الاجراءات اللازمة في حال اقتربت قوى أخرى من حدودها المشتركة مع سوريا".