عمد الطيران الروسي وطيران النظام السوري؛ إلى تدمير كافة
مشافي ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي في الفترة الماضية. وعلى الرغم من أنه تم تحصين بعضها في مغارات أو كهوف تحت الأرض، إلا أن الطائرات الروسية دمرت سبعة مشافي في هاتين المنطقتين كانتا تقدمان الخدمات الطبية لأكثر من 300 ألف نسمة.
وقد دفع انعدام الخدمات الطبية، والتي باتت تقتصر على نقاط طبية قليلة، أحد
أطباء المنطقة وعددا من رفاقه؛ لتقديم
العلاج للأهالي في منازلهم.
يقول الطبيب راشد الأحمد، لـ"
عربي21": "بعد انعدام الخدمات الطبية في المنطقة جراء استهداف المشافي من قبل الطيران الحربي الروسي الذي تسبب في خروجها عن الخدمة بشكل كامل، ومقتل العديد من الكوادر الطبية، كان لا بد من إيجاد حل بديل وضروري، كإنشاء مشاف أكثر تحصينا، إلا أن
القصف العنيف الذي كانت تتعرض له المنطقة حال دون ذلك".
وأضاف: "ما كان منا إلا أن نقدم الرعاية الطبية والصحية للأهالي في منازلهم، وخاصة بعد أن شاهدنا الصعوبات التي تعترض الأهالي في حصولهم على العلاج، إذ يضطرون لقطع مسافات طويلة قد تصل إلى أكثر من 50 كيلومترا للوصول إلينا".
ويتابع الأحمد: "بدأت مع عدد من زملائي بحملة تطوعية زيارة المنازل، بحيث نستطيع الوصول لأكبر عدد ممكن من المرضى والجرحى بعيادات متنقلة، وشملت الحملة ريفي حماه الشمالي وإدلب الجنوبي في ظل إمكانياتنا البسيطة، والتي تقتصر على بعض الإسعافات الأولية وتضميد الجروح وماشابه ذلك"، وفق قوله.
وذكر أنه "بما أن إمكانياتنا ضعيفة ولا تسمح لنا بإجراء العمليات الجراحية الكبيرة أو معالجة الأمراض الخطيرة، نضطر لنقل الحالات الحرجة، بالتعاون مع أقرب منظومة إسعاف، إلى المشافي على الحدود السورية التركية الكبيرة، التي تمتلك إمكانيات كبيرة ومعدات طبية جيدة".
وطالب الأحمد المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بـ"الاهتمام والالتفات إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الأهالي في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي على كافة الأصعدة، وبالذات الصحي، واستغلال الهدنة للعمل على ترميم المشافي أو إنشاء مشاف جديدة محصنة من قصف الطيران في حال انهارت الهدنة" كما قال.
من جهته، يقول قيس أبو أحمد، ابن بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي، لـ"
عربي21"، إن "انعدام الخدمات الطبية في المناطق كاد أن يسبب كارثة حقيقية في المنطقة، إلا أن تدخل الطبيب راشد وزملائه لإنقاذ الوضع، ولو كان بإمكانيات بسيطة، فقد ساعد الأهالي بشكل كبير، إذ أن تواجدهم في المنطقة وعملهم يمنحنا الطمأنينة نوعا ما على الصعيد الصحي"، وفق تعبيره.
واعتبر أن "العمل الذي يقومون به يرقى إلى أسمى معاني الإنسانية التي افتقدها العالم"، على حد وصفه، مضيفا: "على الرغم من القصف العنيف الذي كانت تتعرض له المنطقة، إلا أنهم أبوا الخروج منها وفضلوا البقاء مع أهلهم لمساعدتهم وتقديم العلاج لهم، فكان جديرا بنا أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان لراشد وزملائه".
يشار إلى أن اتفاق الهدنة المعلن عنه في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ينص على إيقاف القصف والعمليات العسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وكذلك مناطق الفصائل العسكرية، مستثنيا مواقع جبهة فتح الشام، وتنظيم الدولة.