انتشر تسجيل مصور (فيديو) على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، يظهر فيه آمر محاور القوات الخاصة التابعة لعملية الكرامة النقيب
محمود الورفلي، وهو يعدم ميدانيا شخص جزائري بتهمة انتمائه لتنظيم الدولة.
وألقت القوات الخاصة الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، القبض على الجزائري في مدينة
بنغازي شرق ليبيا، أثناء محاولته تجهيز سيارة مفخخة.
لا محاكمات أو لا سيطرة
وقال مغردون ومدونون إن
عملية الكرامة لا تسيطر على أتباعها من الضباط والجنود، وإنها لا تختلف عن أي مليشيا ليبية، تدعي الانتماء للمؤسسة العسكرية، وتنتهك القوانين وترتكب الجرائم.
ووضع هذا التسجيل الجديد الذي نشر الأحد الماضي، قيادة عملية الكرامة في موقف محرج، كونه أظهر قائدا ميدانيا تابعا لها يُقدم على اعدام شخص جزائري، دون محاكمة أو قضاء.
وردد محمود الورفلي بيت الشعر قبل تصفيته قائلا: "واطعن برمح الحق كل معاندٍ لله در الفارس الطعّانِ، واحمل بسيف الصدق حملة مخلص.. متجردًا لله غير جبان" بعد أن أطلق ثلاث رصاصات على الجزائري وأرداه قتيلا".
وظهر الورفلي في التسجيل، وهو يقول أن الأسير من الجنسية الجزائرية ويتبع
تنظيم الدولة، مؤكدا أن حكم الشريعة فيه هو القتل، قائلا: "ما أقدمنا على قتله إلا تقربا لوجه الله"، قبل أن يطلق النار على رأسه، وسط صيحات "الله أكبر".
قصة الجزائري
واعترف الجزائري الذي يدعى "ميلود عبيد بوعزة" في تسجيل آخر أنه جزائري الجنسية وجاء إلى ليبيا للانضمام إلى تنظيم الدولة عن طريق شخص جزائري يدعى "زين الدين" ويلقب بـ"يوسفي"، بعد أن دعاه إلى الانضمام إلى تنظيم الدولة للجهاد في سبيل الله.
وقال الجزائري في التسجيل: "إنه من مواليد 1993، ويقطن في إحدى ضواحي مدينة وهران، وقد جاء إلى بنغازي قادم من تونس إلى طرابلس ومنها إلى مصراتة، وبعدها وصل برا إلى بنغازي، ومن ثم قبضت عليه القوات الخاصة "الصاعقة" في المدينة.
استهجان
من جانبهم استهجن نشطاء ليبيون عبر صفحاتهم في "فيس بوك" و"تويتر" هذا العمل، مطالبين قيادة عملية الكرامة بإيقاف تكرار من هذه الأعمال وتقديم الأسرى للمحاكمة العادلة.
وأدانت منظمات حقوقية دولية ومحلية هذه الانتهاكات التي ارتكبتها قوات عملية الكرامة في بنغازي، مطالبة بتقديم الجناة للمحاكم والقصاص منهم.
وبعد هذه الإدانات الواسعة في أعقاب تصاعد الاتهامات بارتكاب انتهاكات في بنغازي، اعتبرت قيادة عملية الكرامة أن هذه الانتهاكات تصرفات فردية، ووعدت بإيقافها، ولكن لم تف بوعودها إلى الآن.
تبرير
وسبق لآمر القوات الخاصة التابعة لعملية الكرامة ونيس بو خمادة أن برر ارتكاب هذه الجرائم، أمام جمع لأعيان من مدينة بنغازي، بأن الجنود التابعين له بعضهم مصاب بالجنون، وآخرين لا يمكن منعهم من الانتقام لذويهم الذين قتلوا على يد الجماعات الإرهابية.
بينما استشهد الناطق باسم الصاعقة ميلود الزوي بأحايث نبوية، وأقوال لعلماء مسلمين، أبرزهم بن تيمية، تجيز قتل "الخوارج".
شكوى للجنايات
وفي آذار/ مارس الماضي تقدم متضررون من عملية الكرامة، بشكوى إلى محكمة الجنايات الدولية ضد كل من اللواء المتقاعد خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح، وأكثر من خمسة عشرة شخصية من قادة عملية الكرامة.
واستندت المذكرة إلى أدلة تؤكد قيام المتهمين بجرائم حرب وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية، في مدينة بنغازي، شرق ليبيا وغيرها من المدن الليبية.
ويتهم المتقدمون إلى المحكمة، آمر القوات الخاصة ونيس بو خمادة، والقيادي السابق بعملية الكرامة، فرج البرعصي، والضابط بالقوات الخاصة، محمود الورفلي، ورئيس أركان قوات البرلمان عبدالرازق الناظوري، وآمر القوات الجوية صقر الجروشي، ورئيس لجنة الحكماء في شرق ليبيا بلعيد الشيخي، ونجلا حفتر، صدام وخالد، والناطق باسم قوات الكرامة أحمد المسماري، وآخرون.
وطالبت الوثيقة الموجهة إلى مدير مكتب المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية "فاتو بنساودا"، بإجراء تحقيق رسمي وعاجل في جرائم المتهمين مثل إعدام المدنيين، دون محاكمات، و نبش القبور، و تعذيب المساجين، وتصفية الأسرى، والتطهير العرقي.
وفي وقت سابق طالب اللواء المتقاعد خليفة حفتر المسلحين الموالين له، في كلمة مصورة، بعدم استعمال الشفقة أو الرحمة مع "الخوارج" والإرهابيين.
يشار إلى أن الضابط محمود الورفلي برز في السنتين الماضيتين، وهو من سكان حي السرتي في بنغازي، ويتقلد منصب آمر محاور القوات الخاصة في عملية الكرامة، ويعد أحد أبرز منفذي الجرائم الإنسانية خلال اقتحام قوات الكرامة لمنطقة قنفودة غرب المدينة في الثامن عشر من آذار/ مارس الماضي، وظهر في تسجيلات مرئية عدة وهو يقوم بعمليات إعدام لعناصر مجلس شورى ثوار بنغازي.