مع تصاعد حالات
التحرش الجنسي من قبل الجنسين داخل جيش الاحتلال
الإسرائيلي، تسعى العديد من المبادرات وعلى مستويات مختلفة، للحد من هذه الظاهرة، وفق ما أعلنته وسائل الإعلام العبرية.
واحتجاجا على ظاهرة التحرش الجنسي داخل الجيش والمجتمع الإسرائيلي، ولتسليط الضوء على خطورة الظاهرة، أطلقت ممثلات إسرائيليات فيديو إرشاديا، يتبادل فيه الرجال والنساء الأدوار، ويظهر الجندي الإسرائيلي ضحية عندما تتحرش به جنسيا مجندات ذوات مناصب أعلى.
وأوضح موقع "المصدر" الإسرائيلي، أن نشر هذا الفيديو جاء نتيجة انتشار حوادث "تحرشات جنسية كثيرة لم يدن فيها الضباط، أو إنهم هاجموا المشتكيات (ضحايا التحرش) بدلا من أن يتحملوا مسؤولية تحرشهم".
ولفت الفيديو النظر إلى انتشار العديد من حالات التحرش الجنسي، وتطرق إلى الحركات ذات الإيحاء الجنسي داخل الجيش، وخلافا لما هو متبع، فقد تم تشغيل مجندات في مناصب ضباط كبار، ويعمل تحت إمرتهن جنود إسرائيليون.
وقالت منتجات الفيلم: "جاءت فكرة هذا الفيلم من المجتمع الذي نعيش فيه، فنحن نعيش في مجتمع مليء بالتحرشات".
أصحاب المناصب
وحول سبب اختيارهن للجيش الإسرائيلي، أفدن بأن "الجيش يشكل مجتمعا ذكوريا، ونعرف مدى انتشار ظاهرة التحرشات الجنسية فيه"، ويعرض الفيلم القصير الذي جاء في أربعة دقائق تقريبا "كيف لا يفوت أصحاب المناصب في الجيش أي فرصة للتحرش جنسيا بالجنديات اللواتي يخدمن تحت إمرتهم، ويتعاملون معهن كعنصر جنسي، مستغلين بذلك علاقة التبعية".
وتشير الضابطات (الممثلات) في نهاية الفيلم، إلى "رفض تحملهن مسؤولية أعمالهن، وينكرن أنهن تحرشن بالجنود الذين يعملون تحت إمرتهن، مدعيات أن الكشف يهدف إلى إساءة سمعتهن، ومن ثم تتابعن أقوالهن مدعيات بأن الضحايا هم ليسوا الجنود، بل عائلاتهم".
وعلق الموقع الإسرائيلي على ذلك بقوله: "قد تبدو هذه الأقوال مثيرة للضحك، إلا أن هذه هي الادعاءات الدقيقة التي يصرح بها الضباط الكبار الذين يتهمون بالتحرش بالجنديات".
في حين قالت إحدى الممثلات: "لا يعرف والدي وأخي هذا العالم الذي نعيش فيه، هم لا يعرفون أنني أتعرض للتحرشات الجنسية في الشارع الإسرائيلي يوميا".
من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع الإسرائيلي وداخل منظومة الجيش، هي "ظاهرة قديمة، لكن الجديد فيها، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عنها وتنشرها مثل الغسيل الوسخ، كما يتم التعاطي معها الآن في العديد من المستويات العامة داخل إسرائيل".
ونوّه شلحت إلى أن "ضابطا كبيرا في الجيش الإسرائيلي، وهو قائد كبير في لواء جولاني (العميد أوفك بوخريس)، بمجرد أن ظهرت الشبهات حوله تم تجميده، ويرجح أن يتم فصله من الجيش إذا أدين في التهم الموجهة إليه، التي تتعلق بالتحرش".
اقرأ أيضا: التحرش الجنسي بالجيش الإسرائيلي.. أرقام غير مسبوقة
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن "ظاهرة التحرش منتشرة بين أفراد جيش الاحتلال بشكل كبير، حتى إنهم يطلقون على المجندة الإسرائيلية مسمى (فرشة الجيش)".
وذكر الموقع الإسرائيلي، أن "المعطيات الرسمية، تشير إلى زيادة عدد الشكاوى في الجيش الإسرائيلي حول العنف الجنسي بنسبة 20 في المئة في العام الماضي".
وأفاد بأنه تم تسجيل نحو "1329 شكوى حول التحرش الجنسي في الجيش، في عام 2016، مقابل 1101 شكوى عام 2015"، منوها إلى أن "من بين إجمالي الشكاوى التي قدمت عام 2016، هناك 802 من الشكاوى ذات صلة بتحرش جنسي في إطار الجيش، و 527 شكوى حول تحرشات جنسية ارتكبت في ظروف مدنية".