نفت مصر أن يكون لديها أي معلومات في ما يتعلق بما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"
الإسرائيلية، من أنه تم غلق السفارة الإسرائيلية في
القاهرة بشكل تام منذ نحو خمسة أشهر، وأن
السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، دافيد غوفرين، يباشر عمله حاليا من مدينة
القدس المحتلة"، بدعوى اضطراب الحالة الأمنية داخل مصر.
وبحسب الصحيفة: "أغلقت سفارة إسرائيل أبوابها في مصر تماما، وأنهت جميع تعاقداتها مع العاملين بالقاهرة، وأبلغت طواقم العمل الدبلوماسية الإسرائيلية بعدم مغادرة تل أبيب، وممارسة العمل من هناك".
ومن جهتها، تساءلت وسائل إعلام مصرية: هل يتعلق هذا الخبر بمناورة سياسية أو إعلامية أم هو "بالون اختبار" إسرائيلية لمعرفة ردة الفعل المصرية؟
الخارجية المصرية: "لا معلومات لدينا"
وفي تعليق رسمي على ما ذكرته الصحيفة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إنه لا يملك أي تعليق على التقارير الإسرائيلية التي نُشرت، بشأن إغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وعدم عملها منذ نحو خمسة أشهر.
ونقلت صحيفة "الدستور" المصرية عن المتحدث المصري قوله إنه "لا يمكن التعليق على هذا الأمر الآن، لأنه لا تُوجد معلومات رسمية لدينا بشأنه، حتى الآن"، مشيرا إلى أنه سيتواصل مع القائمين على الأمر من أجل توضيحه في وقت لاحق.
وأضاف أبو زيد في تصريحاته: "قدمنا ضمانات بشأن أمن السفير بالفعل، ولكن ما يتم تداوله الآن ليس لدينا معلومة بشأنه، وسنتواصل مع المسؤولين لتوضيح الأمر".
مصادر مصرية تبدي غضبها
ومن جهتها، نقلت صحيفة "صوت الأمة" عن مصادر دبلوماسية في إدارة "إسرائيل" بوزارة الخارجية المصرية وصفها الأداء الإسرائيلي في قضية السفارة بأنه مستغرب، وليس مفهوما، موضحة أن إسرائيل وضعت شروطا عدة من أجل إعادة السفير، والطاقم الدبلوماسي، وأنه تم التعامل معها من قبل الجانب المصري بمنتهى الجدية، وتم الوعد بتلبيتها.
وأضافت المصادر أنه في أعقاب العمليات الإرهابية الأخيرة ضد الكنائس، تراجعت إسرائيل عن القرار، الأمر الذي وضع وزارة الخارجية المصرية في مأزق حقيقي، وهو: كيف ستتعامل مع هذه القضية خاصة أن تل أبيب تقول إن الأسباب أمنية في حين تتذرع الخارجية بأن الوضع الأمني للسفراء تحت السيطرة، ويتحركون في القاهرة دون أزمات أمنية.
ماذا قالت"يديعوت أحرونوت"؟
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية قالت، الأحد، إن دافيد غوفرين، السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، يباشر عمله من مدينة القدس المحتلة، وإن السفارة الإسرائيلية مغلقة منذ نحو خمسة أشهر، نظرا لاضطراب الحالة الأمنية داخل البلاد.
وأضافت الصحيفة أن وزارة المالية الإسرائيلية أخطرت الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي المتواجد في القاهرة بأن لهم الرواتب المخصصة للعمل خارج البلاد، مشيرة إلى أن السفارة قد تم إجلاء كل من فيها، وإيقافها عن الخدمة.
وأوضحت "يديعوت" أن السفارة الإسرائيلية لم تجدد عقد 30 عاملا مصريا لديها، من العاملين في مجال السكرتارية والسائقين وغيرهم، وكذلك لم يتم تجديد عقد إيجار مبنى السفارة، بحي المعادي، وهو ذاته مقر سكن السفير، منذ أربعة شهور.
وكشفت أن الاحتفال الرسمي بما يُسمى "يوم استقلال إسرائيل"، تم إلغاؤه أيضا من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية.
تقارب مصري- إسرائيلي
ويُذكر أنه في خلال الأشهر الماضية أتى عاملون بالسفارة الإسرائيلية إلى القاهرة، وباشروا عملهم منها، على فترات متقطعة، وأهمهم القنصل الإسرائيلي "يهودا غولان"، الذي جاء إلى مصر في زيارات عدة.
وكانت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، نشرت في شباط/ فبراير الماضي، خبرا مفاده أن طاقم السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، لم يعد للعاصمة المصرية، نظرا لاعتبارات أمنية، مشيرة إلى أنه يقوم بأداء مهام منصبه من القدس المحتلة.
ومنذ تولى قائد الانقلاب الحكم بمصر حدث تقارب مصري إسرائيلي غير مسبوق، وتمت إعادة فتح سفارة تل أبيب بالقاهرة، بعد نقلها من الجيزة إلى المعادى، كما أعيد إرسال سفير مصر إلى تل أبيب بعد سحبه في عام 2012، عقب ثورة 25 يناير.
والتقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، غرب القدس المحتلة، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، في أول زيارة لوزير خارجية مصري من نوعها خلال تسع سنوات، حينما زار أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، إسرائيل، في عام 2007، خلال فترة حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.