تميزت
المناظرة التلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان وإيمانويل
ماكرون، أمس الأربعاء، بعنف غير معهود، أثار اهتمام الصحافة المحلية.
وقال مرشح الوسط إمانويل ماكرون إن استراتيجية منافسته مارين لوبان مرشحة أقصى اليمين هي "أن تكذب"، بينما قالت لوبان إنه "محبب من النظام".
وفي ما يتعلق بالوظائف، أقر ماكرون بأن
فرنسا أخفقت في التصدي لمشكلة البطالة على مدى 30 عاما، وقال إن حله سيتمثل في إعطاء الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم الفرصة لخلق المزيد من الوظائف وأن تكون أكثر مرونة.
وقالت لوبان إنها ستحمي أصول الدولة والوظائف الفرنسية عن طريق تبني إجراءات حمائية تجارية.
ووصفت الزعيمة اليمينية المتطرفة منافسها ماكرون بأنه "مصرفي متكلف" يمثل جنون العولمة.
وقالت لوبان: "السيد ماكرون هو مرشح العولمة... وكل هذا بتوجيه من السيد (الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا) هولاند".
إلا أن ماكرون رد عليها بالقول إنها لم تستعد كما يجب للمناظرة ولا تفهم على ما يبدو القضايا الاقتصادية.
وقال ماكرون الذي كان وزيرا للاقتصاد في عهد هولاند وعمل في القطاع المصرفي قبل ذلك: "ما تقولينه هراء... أنت لا تجيبين عن الأسئلة".
واتهمت لوبان خصمها، أثناء تطرقهما لمحور الإرهاب، بالتهاون في التصدي للتشدد الإسلامي، بينما قال إن سياساتها تصب في مصلحة الإرهابيين ورغبتهم في إشعال "حرب أهلية".
وأكد ماكرون أنه سيشدد الإجراءات الأمنية المتخذة بالفعل، مشيرا إلى أن فرنسا في حاجة إلى العمل مع الدول الأخرى، وأن إغلاق الحدود ليس هو الحل.
من جانبها، قالت لوبان إنه يجب "القضاء على" التشدد الإسلامي، وإن ذلك يعني إغلاق المساجد المتشددة، وطرد رجال الدين الداعين للكراهية ووقف مصادر تمويل المتشددين من دول مثل "قطر والسعودية".
وفي محور الاتحاد الأوروبي والعملة الأوروبية الموحدة، قالت لوبان إنها لا تريد فقط السيطرة على الحدود والاتفاقات التجارية، ولكن "العودة إلى عملتنا المحلية". وأضافت: "المصارف والشركات الكبيرة يجب أن يكون لديها الخيار في أن تدفع باليورو أو بالعملة الفرنسية المحلية".
إلا أن ماكرون اعتبر مقترحها "هراء"، وتساءل: "كيف يمكن لشركة كبيرة أن تدفع باليورو ثم تمنح موظفيها الراتب بعملة أخرى؟".
المناظرة استرعت اهتماما واسعا من قبل الصحف الفرنسية؛ فكتبت صحيفة "لوفيغارو" على صفحتها الأولى إن ماكرون ولوبان تواجها مساء الأربعاء "في مناظرة عنيفة بشكل غير معهود لم تكن غالبا بالمستوى المطلوب، ولم ترق إلى حوار على مستوى الرهان".
وكتب بول هنري دو ليمبر، كاتب الافتتاحيات في "لوفيغارو": "من الصعب وصف الشجار الذي دار مساء أمس بأنه (مناظرة)".
من جهتها، ذكرت صحيفة "لوموند" على موقعها الإلكتروني، أن "النقاش كان قاسيا وعنيفا من البداية حتى النهاية".
وقالت صحيفة "لو باريزيان"، "لم نشهد يوما مناظرة تنظم بين الدورتين بهذا العنف"، مشيرة إلى "أننا ما زلنا لا نعلم شيئا عن جوهر البرامج".
وكتب لوريان جوفران في صحيفة "ليبيراسيون": "هناك أمور كثيرة يمكن قولها عن مشاريع إيمانويل ماكرون، لكن ليس بهذا الأسلوب. ليس باستخدام المدفعية الثقيلة التي تفتح النار عشوائيا على الهدف نفسه".
وقال فيليب بالا في صحيفة "ميدي ليبر"، إن المرشحين "تبادلا اللكمات على الحلبة المتفجرة للانتخابات الرئاسية"، معتبرا أنها "إحدى المواجهات التلفزيونية الأكثر عنفا وفوضوية".
بدوره، تحدث كزافييه برويه في صحيفة "ريبوبليكان لوران" عن "معركة قاسية لم يكن ينقصها سوى قفازات الملاكمة".
وانتقدت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، إيمانويل ماكرون لدعمه "العولمة المتوحشة" في حين اتهمها المرشح الوسطي المؤيد لأوروبا بـ"الكذب" ونشر "الكراهية".
وبحسب استطلاع للرأي شمل عينة من المشاهدين تم سؤالهم لدى انتهاء القسم الأول من المناظرة، فقد اعتبر 63% أن ماكرون كان مقنعا أكثر مقابل 34% للوبان.
وماكرون متقدم في استطلاعات الرأي، على الرغم من أن الفارق بينه وبين لوبان انخفض نسبيا.
ويهدف المرشحان إلى الفوز بأكثر من الـ18 بالمئة من الأصوات التي لم تحسم أمرها قبل جولة الانتخابات الفاصلة التي تجرى الأحد القادم.