انضم الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، مجددا الثلاثاء، إلى صفوف حزب
العدالة والتنمية الحاكم رسميا، بعد استقالته منذ أكثر من ثلاث سنوات، في أولى التغييرات الكبرى التي تسري بعد فوزه في استفتاء على
التعديلات الدستورية.
وفاز معسكر "نعم" في 16 نيسان/ أبريل الماضي، بفارق بسيط في استفتاء على تعديلات دستورية واسعة، تنقل
تركيا إلى نظام رئاسي.
وكان أردوغان قبل التعديل الدستوري ملزما بقطع علاقاته مع حزبه السياسي عند انتخابه، ما حدا به إلى أن يستقيل من العدالة والتنمية، مع وصوله إلى الرئاسة في آب/ أغسطس 2014، بعد أكثر من عقد في منصب رئاسة الوزراء.
اقرأ أيضا: العدالة والتنمية يوافق رسميا على إعادة أردوغان للحزب
ويجيز التعديل الدستوري المعتمد للرئيس أن يكون عضوا في حزب سياسي، ويتيح لأردوغان العودة إلى صفوف حزب العدالة والتنمية، الذي شارك في تأسيسه في 2001.
ويؤكد مناصرو التعديلات أنها ستزود تركيا بنظام حكم فاعل.
عودة إلى رأس الحزب
ووقع أردوغان في مقر العدالة والتنمية بأنقرة طلب انتساب للعودة إلى صفوف الحزب، في حفل حضره المئات من مسؤوليه.
وإثر توقيع الطلب علا تصفيق الحاضرين قبل إنشادهم النشيد الوطني، واتجه الرئيس التركي من القصر الرئاسي إلى مقر الحزب في موكب لا يقل عن عشرين سيارة سوداء، ونقلت محطات التلفزة كافة مساره.
من جهته، رجح الناطق باسم الحزب ياسين أكتاي، إعادة انتخاب أردوغان رئيسا للحزب في مؤتمر استثنائي يعقده في 21 أيار/ مايو الجاري، وقال للصحفيين: "خلال المؤتمر ستجرى انتخابات، ونتوقع أن ينتخب رئيس جمهوريتنا رئيسا للحزب".
وبالتالي، فسيحل أردوغان محل بن علي يلدريم، الذي يترأس الحزب منذ 2016، وستقتصر مهامه بعد ذلك على رئاسة الوزراء.
وستكون هذه المرة الأولى لتولي رئيس للجمهورية التركية رئاسة حزب في الوقت ذاته منذ نهاية الولاية الرئاسية لعصمت إينونو، الذراع اليمنى لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال وخلفه.
"الابن الخامس"
ووصف أردوغان حزب العدالة والتنمية، بأنه "ابنه الخامس"، ولم يخف في أي وقت رغبته في العودة إلى صفوفه.
ويسعى إلى تحسين أداء الحزب قبل استحقاقات مقررة في 2019، بعد تصدر معسكر "لا" نتائج استفتاء نيسان/ أبريل الماضي في مدن محورية، أهمها أنقره وإسطنبول.
ورغم فوز العدالة والتنمية في جميع الاستحقاقات في البلاد منذ 2002، فإنه تعرض لنكسة كبرى في 2015 بخسارته الأكثرية المطلقة في البرلمان التي استعادها في تشرين الثاني/ نوفمبر في العام ذاته.
وينص التعديل الدستوري على تغيير كبير يشمل إلغاء منصب رئاسة الوزراء، ومنح الرئيس صلاحية تعيين الوزراء.
لكن التعديلات ستسري بعد انتخابات مقررة في تشرين الثاني/ يناير 2019، ويشكل تجديد عضوية الرئيس في الحزب الحاكم إحدى الإجراءات القليلة التي تسري قبل هذا الموعد.
"أفضلية كبرى"
وأكد الباحث في جامعة ستراسبورغ صميم أكغونول، أن عودة أردوغان إلى حزب العدالة والتنمية ستعطيه "أفضلية كبرى".
فبسيطرته على الحزب، سيتمكن الرئيس التركي من الضغط على الخصوم والفصائل المختلفة داخل صفوف العدالة والتنمية.
وأوضح أن "أردوغان يريد أن يصبح سيد الحزب بحكم القانون، لا بحكم الأمر الواقع فحسب (...) لتفادي التشكيك في تعييناته".
وشارك أردوغان في تأسيس حزب العدالة والتنمية، إلى جانب شخصيات بارزة محافظة بينها سلفه عبد الله غول، الذي لم يعاود الانضمام إلى الحزب بعد توليه رئاسة الجمهورية بين 2007 و2014.
وتناقل الإعلام التركي تكهنات حول حضور غول الحفل، لكن أكتاي أكد عدم توجيه دعوات خاصة.