تترقب فصائل
المعارضة السورية المتواجدة في
القلمون الشرقي، فك الحصار عنها، بعدما قاربت معركة "سرجنا الجياد لتطهير الحماد" التي تم إطلاقها في 18 آذار/ مارس الماضي، من مرحلتها الأخيرة.
واستطاع مقاتلو "فصائل الجيش السوري الحر" خلال تلك الفترة السيطرة على مساحة بعمق يزيد عن 150 كم من البادية السورية على حساب تنظيم الدولة.
وتضم غرفة عمليات معركة تطهير الحماد كلا من "جيش أسود الشرقية، قوات أحمد العبدو، لواء شهداء القريتين ومغاوير الثورة".
وأكد قائد جيش أسود الشرقية "طلاس سلامة" في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن المرحلة الثالثة من المعركة التي تم استئنافها الخميس 20 نيسان/ أبريل، تهدف إلى الوصول إلى منطقة المحسة في ريف حمص الشرقي والسيطرة عليها، وهي الحيز المتبقي في بادية القلمون الذي يفصل بين الفصائل المحاصرة وبين قوات الجيش السوري الحر في البادية.
وكانت المرحلتان الأولى والثانية للمعركة قد حققتا أهدافهما بشكل كامل حسب سلامة، والمتمثلة بالسيطرة على كامل ريف السويداء وريف دمشق وبادية القلمون الشرقي وصولا إلى استراد دمشق – بغداد.
وأشار إلى أن الفصائل استطاعت الخميس الماضي، مع بدء المرحلة الثالثة، السيطرة على منطقة العليانية جنوبي تدمر بشكل كامل من قبضة تنظيم الدولة، وتكمن أهميتها بأنها تربط بين ريف حمص وبادية حماة وبادية دير الزور وريف دمشق ومعبر التنف.
ولم يخف القائد العسكري المعارض، نواياهم بالتقدم والسيطرة على بادية تدمر انطلاقا من منطقة العليانية، وحتى التقدم باتجاه بادية دير الزور في المرحلة القادمة، بعد فك الحصار عن القلمون الشرقي.
وتكمن أهمية القلمون الشرقي، في أنها بوابة البادية السورية الممتدة إلى الحدود الأردنية – العراقية، وهي بوابة ريف حمص الشرقي، وريف دمشق لا سيما الغوطة الشرقية، وهي عقدة خطوط الإمداد البرية للنظام من العاصمة ومحيطها نحو المنطقة الشرقية.
ونّوه سلامة إلى أن فصائل القلمون المحاصرة، شنت هجوما عسكريا في 27 آذار/ مارس الماضي، استمر لساعات، استطاعوا فيه الوصول إلى حدود منطقة المحسة، وبالتالي لم يبقَ سوى مسافة 18 كم تفصل بين القلمون والبادية، وهي تقع حالياً تحت قبضة تنظيم الدولة.
وخلال تقدم فصائل المعارضة في بادية الحماد والقلمون، شن النظام السوري عشرات الغارات الجوية على مواقعها التي سيطرت عليها، وقال طلاس سلامة: "إن النظام يسعى بذلك إلى تخفيف ضغط الجيش السوري الحر على تنظيم الدولة، فليس من صالحه أن تصبح هذه المناطق خاضعة للمعارضة، لأن القلمون الشرقي بالنسبة للنظام منطقة تحصين دمشق من الجبهتين الشمالي والشرقية، وبوابة البادية السورية، ويمثل القلمون الشرقي منطقة تجمع عسكري كبير لقواته، حيث تقع قربه عدد من المواقع منها اللواء 81، واللواء 20، والمطارات المهمة وعلى رأسها مطاري الضمير والناصرية".
وأضاف سلامة، أن "النظام السوري لا يريد إزاحة تنظيم الدولة من المنطقة، كي تبقى مساحة صراع فيما بيننا، وتبقى محاصرة من قبله ومن قبل تنظيم الدولة، ومن المعلوم، أنه طيلة فترة وجود تنظيم الدولة في بئر القصب ودكوة، كانت خطوط التماس بين النظام والتنظيم لم تشهد أيّة اشتباكات أو معارك، لكن منذ أن سيطرت "فصائل الجيش السوري الحر"، بدأ القصف العنيف من قبل النظام، وكما هو معلوم أيضا، أن النظام سهل انسحاب تنظيم الدولة من داخل مدينة الضمير عناصرا وعتادا باتجاه دكوة وبير القصب".
وعن الدور الإقليمي، قال سلامة إن "الأردن لها دور إيجابي وفاعل في محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة، فهي دولة تربطها حدود واسعة في مناطق الاشتباك، لكنه شدد على عدم وجود دور لقوات برية أو إسناد جوي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو البريطانية، باستثناء الدعم ضمن مجموعة الدول الداعمة ضمن الجبهة الجنوبية".
وبالنسبة للعملية السياسية، أكد سلامة أن "الفصائل العاملة في البادية والقلمون ترى عدم جدواها في الوقت الحالي، مع استمرار القصف المستمر من قبل النظام السوري واستخدامه السلاح الكيميائي وعدم التزامه بمضمون المباحثات السياسي لاسيما الشق الإنساني، عدا عن سياسته في التهجير القسري والتغيير الديمغرافي".
وتتواجد في المنطقة الفصائل التالية "جيش الإسلام، فيلق الرحمن، كتائب أحمد العبدو، جيش أسود الشرقية، كتائب الضمير، وأحرار الشام، جبهة فتح الشام، والعديد من الفصائل الأخرى".