هكذا تحدث ملك الأردن عن التهديدات والتدخل العسكري بسوريا
عمان- عربي21- وكالات26-Apr-1707:51 PM
شارك
الملك الأردني قال إنه لن يسمح للتطورات على الساحة السورية وجنوب سوريا بتهديد الأردن- أ ف ب
ازدادت في الآونة الأخيرة حدة التصريحات والمواقف السياسية ولغة التصعيد بين عمان من جهة وكلا من دمشق وطهران، على خلفية الاستعدادات العسكرية الساخنة والتحضيرات الفعلية لمعركة الرقة المعقل الرئيس لتنظيم الدولة.
وفيما بدا أنه نفي رسمي أردني من رأس الدولة على ما أشيع من قرب تحرك عسكري وشيك جنوبي سوريا بمشاركة أردنية، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم الأربعاء أن عمان مستمرة في سياستها الدفاعية في العمق السوري دون الحاجة لدور عسكري هناك.
تصريحات الملك عبد الله جاءت ردا على ما يبدو لما نشرته صحيفة الثورة السورية المحسوبة على النظام وأكدت فيه وجود استعدادات جارية للبدء في عملية عسكرية مشتركة وشيكة جنوبي سوريا، يشارك فيها كل من القوات الأمريكية والبريطانية والأردنية.
وتابع الملك: "هذا موقف ثابت مستمرون فيه والهدف هو العصابات الإرهابية، وعلى رأسها (تنظيم الدولة)".
تصريحات العاهل الأردني وتأكيده على انعدام أي دور مستقبلي للجيش الأردني بسوريا، تأتي بعد توقعات أدلى بها في مقابلة مع الواشنطن بوست قبل أسبوع تنبأ فيها بسقوط وشيك لمدينة الرقة السورية، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة، حيث قال: "أعتقد أن الرقة سوف تسقط، أعتقد أن الأمور تسير على ما يرام في سوريا والعراق في هزيمة الإرهاب".
ولكنه اعتبر أن "المشكلة الوحيدة هي أنهم (المسلحون) سوف يتحركون جنوبا نحونا (الأراضي الأردنية)، ما يشكل تحديا، ولكننا مستعدون له بالتنسيق مع الولايات المتحدة والبريطانيين".
وكانت صحيفة "الثورة" السورية قالت إن "عمليات أردنية أمريكية بريطانية مشتركة على وشك الانطلاق؛ للقضاء على تنظيمات إرهابية تتحرك على الحدود الشمالية للمملكة الأردنية الهاشمية"، وفق "مصادر سياسية".
وأشارت الصحيفة السورية إلى وجود "حديث في أوساط دبلوماسية غربية عن إجراءات عسكرية وأمنية غير مسبوقة على طول الحدود السورية مع الأردن و"إسرائيل" تجري في الوقت الحالي"، بحسب ما نقل موقع "i24" الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن "قوات عمليات خاصة تقوم بمهمات قتالية موجودة في المنطقة، وتحديدا على طول جبهة جنوب سوريا بالقرب من هضبة الجولان المحتل"، مؤكدة أن "الأردن ربط -على لسان مصادر رسمية- بين التحشيد العسكري غير المسبوق وبين مناورات "الأسد المتأهب" العسكرية الواسعة، التي تبدأ في السابع من الشهر المقبل بمشاركة 23 دولة في الأردن".
ووفقا لصحيفة "الثورة"، أشارت "أوساط سورية إلى وجود خطة لاقتحام قوات مشتركة جنوبي سوريا بدعم أمريكي وبريطاني"، منوهة إلى أن "الأردن يجهز لإدخال قواته إلى جنوب سوريا في إطار تلك الخطة".
وأكد رئيس النظام السوري بشار الأسد، في وقت سابق، "وجود معلومات حول خطط أردنية لنشر قوات في سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة؛ بذريعة محاربة تنظيم الدولة"، بحسب الموقع الإسرائيلي، الذي أشار إلى أن "قرار عمّان في يد واشنطن".
وقال: "نحن مطمئنون بالنسبة للوضع على حدودنا الشمالية، ولدينا كامل القدرة وأدوات مختلفة للتعامل مع أي مستجد حسب أولوياتنا ومصالحنا".
وجدد الملك تأكيد بلاده أنه "لا يوجد بديل عن الحل السياسي (للأزمة السورية)، ولن يتم تحقيق ذلك دون تعاون روسي أمريكي في جميع الملفات".
وتشكل سيطرة مجموعات جهادية موالية لتنظيم الدولة على مواقع قريبة من الحدود الأردنية جنوب سوريا مصدر قلق لعمان التي تدعم بعض عشائر الجنوب السوري بمواجهة التنظيم.
ويشترك الأردن مع سوريا بحدود برية تزيد عن 370 كيلومترا.
وتسبب النزاع السوري منذ آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 320 ألف شخص ودمار هائل في البنى التحتية، ونزوح أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.