نشر موقع "ديلي بيست" مقالا للكاتب مايكل دالي، انتقد فيه نفاق ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا
ترامب، التي تدعو إلى استخدام المنتوجات العضوية؛ لسكوتها عن وقف أبيها للحظر الذي كان من المقرر أن يتم على إحدى المواد الكيماوية التي تستخدم مبيدا للنباتات.
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن إيفانكا الأم تقول إنها تعطي أطفالها أغذية منتجة عضويا؛ حرصا على تطور خلايا الدماغ، حيث عملت إيفانكا، المديرة التنفيذية في فنادق ترامب، على تصميم قائمة طعام تحتوى على أغذية عضوية وخاصة للأطفال.
ويلفت الموقع إلى أن إيفانكا تنصح من خلال موقعها بأن يتناول الناس الأغذية المنتجة عضويا، حيث تقول مدربتها الصحية ماريا مارلو على الموقع: "الشيء المثالي أن يكون طعامك كله عضويا.. فاختيارك للطعام العضوي يعني أنك تتجنب أو تحد من تعرضك للكيماويات السامة".
وتضيف المدربة: "إن حبة التفاح العادية ترش بحوالي 45 مادة كيماوية مختلفة، بما في ذلك 6 مواد كيماوية معروفة أو يشك بأنها مسببة للسرطان، و16 منها يشك بتأثيرها في تعطيل الهرمونات، و5 منها سامة للأعصاب (تقتل خلايا الدماغ)، و6 منها سموم تؤثر في التطور والخصوبة.. ولذلك تستحق (الأطعمة العضوية) الثمن الكبير".
ويستدرك دالي بأن إيفانكا، ابنة الرئيس، والمستشارة الرسمية في البيت الأبيض، صمتت عندما قامت إدارة والدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف حظر مبيد في آخر لحظة، بعد أن كان من المقرر حظره تماما بناء على دراسات تجاوز عددها العشرين دراسة، وجدت أنه سام للأعصاب.
ويكشف الكاتب عن أن "المبيد اسمه
كلوربيرفوس، وإن كان ترامب يرى أن استخدامه آمنا فربما يبدأ استخدامه على منتوجات حديقة الخضار العضوية التي أنشأتها ميشيل أوباما في الحديقة الجنوبية من البيت الأبيض، التي قالت ميلانيا ترامب إنها تنوي الاستمرار بها، ويمكن لعائلة ترامب بعدها تقديم المنتوجات التي رشت بالمبيد لضيوفها، ومضاعفة الحصة لرئيس وكالة حماية
البيئة سكوت برويت ومدير شركة (داو) الكيماوية أندرو ليفريس".
ويذكر دالي أن "ليفريس أصبح في عهد ترامب يرأس مجلس الصناعة الأمريكية، وتبرعت شركته (داو) بمليون دولار للجنة تنصيب ترامب، وشركة داو أيضا هي المنتجة لهذا المبيد، وسعى ليفريس حثيثا لنزع المصداقية عن الأبحاث العلمية التي وجدت أدلة كثيرة على أن كميات قليلة من كلوربيرفوس كفيلة بتغيير تركيبة دماغ الطفل".
وينوه الموقع إلى أن هذه المادة حضر استخدامها في البيوت منذ 17 عاما، بناء على دراسة أجرتها الدكتورة فيرجينيا راؤه من جامعة كولومبيا، حيث وجدت الدراسة أن للمادة آثار سامة على أعصاب الأطفال في آبر منهاتن وساوث برونكس، مشيرا إلى أنه بقي استخدام المبيد في الزراعة في الوقت الذي وثقت فيه أكثر من عشرين دراسة أجرتها راؤه وغيرها مخاطر مادة كلوربيرفوس، وآثارها المدمرة على الأطفال الذين تعرضوا لها من خلال والديهم.
ويورد الكاتب نقلا عن مختصر لنتائج الدراسة، الذي نشرته جامعة كولومبيا، قوله: "حتى التعرض الخفيف إلى المعتدل للمبيد المسمى كلوربيرفوس خلال الحمل قد يؤدي إلى تغيرات طويلة الأمد لتركيبة دماغ الطفل، بحسب دراسة تصويرية للدماغ.. والتغيرات في التركيبة تتسق مع العجز الإدراكي التي يعاني منه الأطفال الذين تعرضوا لهذه المادة الكيماوية".
ويقول دالي إن المختصر أشار إلى أن المبيد قد يؤدي إلى إلغاء أو عكس الفوارق بين الذكور والإناث الموجودة في الدماغ الطبيعي، مستدركا بأن هذا الجانب يحتاج إلى المزيد من البحث.
وبحسب الموقع، فإن هذه الدراسات أدت إلى إصدار وكالة حماية البيئة مراجعة لتقدير الخطر للصحة الإنسانية من هذا المبيد في 2016، فقال تقرير الوكالة: "التقدير يظهر مخاطر الاستخدامات الحالية لمادة كلوربيرفوس في الأكل والشرب.. وبناء على الاستخدامات الحالية يشير التحليل بعد المراجعة إلى أن المتبقى من مادة كلوربيرفوس على الأغذية يتجاوز مقياس السلامة بحسب قانون الطعام والدواء ومواد التجميل الفيدرالي".
ويفيد الكاتب بأن تقرير الوكالة أشار إلى أن آثار هذه المادة تتجاوز المنتوجات الزراعية إلى مياه الشرب، إضافة إلى تأثر العاملين في خلط ورش هذه المادة، وبناء على ذلك أوصت وكالة حماية البيئة بمنع استخدام مادة كلوربيرفوس نهائيا، لافتا إلى أنه كان لدى الحكومة موعد نهائي حتى 31 آذار/ مارس 2017 للتصرف بناء على استنتاجاتها.
ويشير الموقع إلى أن مجموعة من رجال الأعمال اجتمعوا في المكتب البيضاوي في 24 شباط/ فبراير؛ ليشهدوا توقيع ترامب على أمر إداري يدعو إلى التقليل من الضوابط الحكومية، حيث كان ليفريس هو من قام بتجميع رجال الأعمال، وشكره ترامب على ذلك، وقام هو بدوره بشكر الرئيس، الذي قال بعد توقيعه الأمر الإداري: "هل أعطي القلم لأندرو (ليفريس)؟.. (داو) للكيماويات"، فضحك الحاضرون، وقام ترامب بإعطاء القلم لليفريس وسط تصفيق الحاضرين.
ويذكر دالي أن أحد الضوابط التي تم إلغاؤها منع استخدام مادة كلوربيرفوس، حيث برر رئيس وكالة حماية البيئة الجديد هذا الإلغاء، قائلا: "خلافا لقرار الإدارة السابقة منع أحد أكثر المبيدات استخداما في العالم، فإننا نعود لاستخدام العلم الموثوق به في اتخاذ القرار، بدلا من النتائج المحددة مسبقا".
ويعلق الكاتب قائلا إن "هذا يعني أن الحوامل والأطفال الذين لا يستطيعون شراء الأطعمة العضوية سيأكلون المنتوجات التي رشت بهذا المبيد، بالإضافة إلى أن استخدامه سيؤثر على زوار وجيران المزارع التي يستخدم المبيد فيها".
ويختم "ديلي بيست" مقاله بالإشارة إلى ما قالته راؤه في مقابلة مع الموقع: "أليس ذلك شبيها بالقول إننا سنزيل أنابيب الرصاص (الضارة) من بعض البيوت ونبقيها في البيوت الأخرى؟"، وأضافت: "نحن في زمن يحارب فيه العلم"، وقالت: "أنا لست داعية أنا عالمة".