قال موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني، إن
مصر أصبحت بمثابة سجن كبير، مشيرا إلى أن سلطات الانقلاب استغلت تفجير الكنيستين لإعلان حالة
الطوارئ وإحكام قبضتها الأمنية على مؤسسات الدولة والشعب.
وأشار تقرير للموقع البريطاني إلى أحداث الأحد الدامي الذي عاشته مصر مؤخرا، إذ تم استهداف كنيسة طنطا أثناء احتفال المسيحيين بأعياد "أحد السعف" بانفجار، ثم انفجار قنبلة على أبواب كنيسة الإسكندرية بعدها بساعتين.
وأضاف الموقع أن وجود البابا تواضروس الثاني، إبان التفجير، ومغادرته قبله بدقائق قليلة، أثار الشكوك، وفتح الباب للتأويل.
ولفت الموقع إلى خروج رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح
السيسي عشية التفجير ودفاعه عن الشرطة وإعلان حالة الطوارئ، دون الرجوع إلى البرلمان حسبما ينص دستور البلاد.
واعتبر الموقع تصرف السيسي في تاريخ مصر، مشيرا إلى إعلانه عن تشكيل مجلس لمكافحة الإرهاب، وإعطائه صلاحيات واسعة.
وأشار تقرير الموقع، إلى تشكيل مجلس أعلى لتنظيم الصحافة والإعلام، الذي سلم سلطاته اثنين من المقربين من الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهم نقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد، الذي تم عزله من منصبه بعد ثورة يناير 2011، ورئيس مؤسسة "روز اليوم" إبان حكم مبارك، كرم جبر، والذي طرد أيضا من منصبه بعد الثورة.
واعتبر التقرير تعيين هذين الشخصين على رأس المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام، يشير إلى رغبة النظام في الاستعانة بأشخاص بإمكانهم الانتقام من ثورة يناير.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن سلطات الانقلاب، استغلت تفجير الكنيسة، للتضييق على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أعلن رئيس مجلس النواب أنهم يدرسون احتمالية إصدار قانون للتحكم في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار الموقع إلى الحكم بالحبس 10 سنوات على محام مصري ومنعه من استخدام الإنترنت لمدة 5 أعوام بسبب تدوينة على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك".
واعتبر الموقع أن مصر تشهد مؤخرا عددا من الأحداث الكارثية، وأن المصريين أصبحوا يعيشون في سجن كبير، واختتم تقريره بسؤال: "هل كانت السلطات تنتظر انفجار الكنيستين لتصدر مثل هذه القرارات؟".