نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن "الإهانة" التي لحقت بملك
المغرب محمد السادس، خلال زيارته لمدينة ميامي الأمريكية وعدم استقباله من قبل الرئيس الأمريكي،
دونالد ترامب، الذي عرف بالتقلب السريع في آرائه وسياساته.
وقالت الصحيفة في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الملك المغربي محمد السادس كان يأمل في لقاء الرئيس الأمريكي خلال زيارته إلى
الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ترامب لم يعره أي اهتمام. وبالتالي، يبدو أن العاهل المغربي كان من بين الأشخاص الذين شملتهم التقلبات والتغيرات المفاجئة لترامب.
وبينت الصحيفة أن الملك المغربي كان يعتزم قضاء 10 أيام عطلة في كوبا، رفقة زوجته الأميرة للا سلمى ونجليهما، ولي العهد الأمير الحسن والأميرة خديجة. ولكنه قضى فقط ستة أيام قبل أن يحزم أمتعته ويحط الرحال في فلوريدا، حيث يقضي ترامب عطلته في أحد النزل بمدينة بالم بيتش الأمريكية.
وأضافت الصحيفة، وفقا لمصادر داخل القصر الملكي المغربي، أن المستشار الرئاسي لترامب، وليد فارس، كان قد أعرب عن إمكانية عقد لقاء مرتقب بين العاهل المغربي محمد السادس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على خلفية
الزيارة التي يقوم بها الملك لفلوريدا.
وفي هذا السياق، تداولت العديد من الصحف، على غرار صحيفة "جون أفريك"، أخبارا مفادها أنه "من المتوقع أن يجمع لقاء بين الملك محمد السادس والرئيس ترامب خلال نهاية هذا الأسبوع". ومن جهته، عبر الموقع المغربي الإخباري "360"، الملتزم بتقديم آخر أخبار القصر الملكي، أنه "سيتم تكريم محمد السادس ضمن مأدبة غذاء ستجمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد 16 نيسان/أبريل".
والجدير بالذكر أن الرئيس ترامب، قام فعلا بمأدبة إفطار في نفس اليوم، لكن رفقة أقاربه وأصدقائه في مقر إقامته. وعلى إثر ذلك، اتجه نحو مطار بالم بيتش، حيث استقل الطائرة الرئاسية متجها نحو واشنطن، دون أن يعقد أي لقاء بالعاهل المغربي.
وأبرزت الصحيفة أن الملك محمد السادس وعائلته استأنفوا عطلتهم الخاصة في مدينة فلوريدا الأمريكية، حيث أشاد الجميع برحابة صدر العائلة الملكية حينما التقطوا صور "سيلفي" في بعض مراكز التسوق، مع المغاربة المقيمين بالمدينة، والتي لم تتوان الصحافة المغربية عن نشرها. في الأثناء، طلب شاب مغربي يدعى، ياسين الأميري، من أحد مالكي المطعم بالمنطقة، كتابة "نحن نحبك، أنت الأفضل" على الكعكة التي سيتم تقديمها للرئيس وعائلته الذين تواجدوا في ذلك المطعم، حيث عبر الملك عن تقديره لهذه اللفتة الكريمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوفد المرافق للملك المغربي كان يأمل في تخصيص الرئيس الأمريكي بعضا من الوقت لاستقبال الملك محمد السادس في واشنطن.
وتجدر الإشارة إلى أن الملك المغربي كان يرغب في الاجتماع بترامب بهدف التباحث في عدة قضايا، على غرار مشكلة نزاع الصحراء، التي من المقرر أن تحل في غضون الشهر الحالي من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن محمد السادس كان ينوي أيضا أن يعتذر لترامب عن دعمه لهيلاري كلينتون، المنافس الديمقراطي الأول لترامب في سباقه الرئاسي. بالإضافة إلى ذلك، كشف موقع ويكليكس، في تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2016، عن رسائل متبادلة بين العاهل المغربي والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، تشير إلى أن محمد السادس قد تعهد بتمويل مؤسسة هيلاري كلينتون بمبلغ يقدر بحوالي 12 مليون دولار، دون أن يعرف إلى حد الساعة ما إذا كان الملك قد سلم فعلا هذا المبلغ.
وأفادت الصحيفة أن آخر جلسة للملك المغربي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض تعود إلى سنة 2013، عندما التقى محمد السادس بالرئيس أوباما الذي طلب منه إعادة النظر في مسألة احترام حقوق الإنسان. وعموما، قدم العاهل المغربي جملة من الوعود لمضيفه أوباما، لم يلتزم على الإطلاق بتحقيقها.
وفي هذا الإطار، ووفقا لبعض البرقيات الدبلوماسية التي كشف عنها موقع ويكليكس، فإن الملك المغربي وعد، أولا، بتنظيم برنامج زيارة إلى الصحراء المتنازع عليها للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة. فضلا عن ذلك، وعد العاهل المغربي، ثانيا، بتقديم ترخيص قانوني للجمعيات الصحراوية التي تدافع عن حقوق الإنسان. أما وعده الثالث، فقد شمل إلغاء المحاكم العسكرية لمحاكمة المدنيين.
وأكدت الصحيفة أن الملك لم يكن عند وعده فيما يتعلق بتنظيم زيارة إلى الصحراء. من جهة أخرى، على الرغم من سماح وزارة الداخلية المغربية لعدد من الجمعيات بممارسة نشاطها، إلا أن ذلك ظل محدودا ومقيدا بعدة شروط. أما فيما يخص الوعد الثالث، فقد اكتفى الملك فقط بتعديل نفس القانون حتى لا يتسنى للقضاة فرصة وضع المدنيين في قفص الاتهام.
وأردفت الصحيفة أنه على الرغم من قضاء الملك لوقت قصير في كوبا، إلا أن مكوثه في البلاد كان بمثابة مفاجأة للأوساط الدبلوماسية التي تتابع عن كثب السياسة الخارجية للمغرب خاصة وأن هافانا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الرباط منذ 37 سنة. فضلا عن عن ذلك، تعتبر كوبا من أقوى حلفاء جبهة البوليساريو التي تنادي باستقلال الصحراء ما من شأنه أن يوتر العلاقات المغربية الكوبية.
وأضافت الصحيفة أنه لتبرير هذا الموقف في كوبا، أكد الموقع المغربي الإخباري 360، أن "محمد السادس عقد عدة اجتماعات في الجزيرة مع كبار المسؤولين الكوبيين". وأضاف الموقع أن "الملك عادة ما يختار وجهات سياحية على أساس مصالح الدولة".
وفي الختام، بينت الصحيفة أنه على الرغم من صمت وسائل الإعلام الكوبية أمام الزيارة الملكية لملك المغرب، إلا أن هناك مصادر دبلوماسية تؤكد أن جلسة الملك المغربي مع نظيره الكوبي راؤول كاسترو، ستعود بالنفع على كلا الطرفين. وفي السياق نفسه، لم تعر السلطات الكوبية اهتماما بالملك المغربي وحاشيته، واكتفت بتشديد الإجراءات الأمنية حول الفندق الذي يقيم به الملك في جزيرة كايو سانتا ماريا، وتوفير سيارات ليموزين سوداء.