في لفتة لا تخلو بحسب المحللين من الدلائل والرسائل والمعاني السياسية والأخلاقية الكثيرة وفي توقيت تزامن مع إعلان فوز الاستفتاء “بنعم “ على تعديل 18 مادة دستورية سيتغير معها شكل النظام السياسي التركي، أقدم الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان بتخصيص زيارة لعدد من الأضرحة في اسطنبول .
وزار أردوغان اليوم الاثنين، ضريح رئيس الوزراء الراحل
نجم الدين أربكان وسط إسطنبول بعد زيارات مشابهة لكل من ضريحي الرئيسين الراحلين تورغوت اوزال وعدنان مندريس .
وزار أردوغان ضريح أربكان برفقة كل من رئيس البرلمان إسماعيل قهرمان، ومتحدث الرئاسة التركية إبراهم قالن، ووزير الطاقة والموارد البشرية براءت ألبيرق، ووالي إسطنبول واصب شاهين، ورئيس بلدية إسطنبول قادر طوباش، ومسؤولين آخرين.
وتوفي أربكان إثر أزمة قلبية في مستشفى بأنقرة عن عمر يناهز 85 عاما، وهو رائد الإسلام السياسي في الدولة العلمانية المسلمة، ومهد الطريق لنجاح حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان في فترة لاحقة.
وتبنى حزب أردوغان سياسات وإصلاحات صديقة للسوق تهدف إلى ضمان نيل عضوية الاتحاد الأوروبي، وهيمن على السياسة التركية في العقد الأخير، بينما يحظى حزب أربكان الذي حافظ على قربه من جذوره الإسلامية بتأييد محدود.
اقرا أيضا : هكذا أحيا أردوغان ذكرى وفاة أستاذه الزعيم الراحل أربكان
وبلغ اربكان ذروة النجاح في عام 1996، ليصبح أول سياسي ذي مرجعية إسلامية يتولى رئاسة وزراء
تركيا في العصر الحديث على رأس حكومة ائتلافية، عقب فوز حزبه في انتخابات 1995.
وبعد عام عاصف في الحكومة أجبره الجيش الذي أغضبه ما اعتبره الجنرالات محاولة تقويض النظام العلماني، وتشكيل تحالفات في العالم الإسلامي على الاستقالة.
وبعدها حظرت أعلى محكمة تركية حزب الرفاه الذي أسسه أربكان في كانون ثاني/ يناير 1998 لعدم احترام الدستور. وصادرت المحكمة أصول الحزب ومنعت أربكان وعددا آخر من أعضاء الحزب من ممارسة العمل السياسي لخمس سنوات.
لكن دعم الحزب الذي كان يضم أكثر من 4 ملايين عضو لم يتبخر ببساطة، وفتح الحظر المفروض على أربكان الطريق لصعود نجم أردوغان لرفع راية حزب جديد أكثر تنظيما، تحاشى الكثير من مفردات حزب الرفاه.