تضع فصائل سورية اللمسات الأخيرة على معركة ضد
تنظيم الدولة ينتظر أن تنطلق من المناطق الشرقية والوسطى والجنوبية في
سوريا، بدعم من قوات التحالف الدولي وبالتنسيق مع الأردن، وفق ما ذكره عدد من قادة الفصائل لـ"
عربي21".
وعلمت "
عربي21" أن دور التحالف الدولي في هذه المعارك يشمل تكثيف القصف على مواقع تنظيم الدولة في المناطق الوسطى والشرقية، بالتزامن مع تقدم بري داخل العمق السوري انطلاقا من قاعدة التنف (قرب الحدود الأردنية- العراقية) لطرد التنظيم الذي يسيطر على أوتستراد دمشق- بغداد، وصولا إلى السويداء غربا، ثم إلى القلمون الشرقي.
وأشارت المصادر إلى أن "قوات التحالف الدولي قامت بتجهيز قاعدة التنف وتوسيعها ومدها بالدعم اللازم من الأسلحة؛ لتكون قاعدة سيطرة ومقر انطلاق المقاتلين لمحاربة التنظيم".
وقال قائد جيش مغاوير الثورة، مهند طلاع: "نحن حاليا في معسكر التنف نعد لفتح معركة ضد داعش بدعم من التحالف الدولي، وستنطلق المعارك من معسكر التنف باتجاه دير الزور، ومن المحتمل أن يشارك فيها إلى جانب مغاوير الثورة كل من أسود الشرقية وفصائل المجلس العسكري، مع الترحيب بأي فصيل سيلتحق"، على حد قوله.
وبالتزامن مع المعركة في المناطق الوسطى والشرقية، يشن فصيل أسود الشرقية معركة أخرى في الجنوب السوري تحت اسم "سرجنا الجهاد"، حسب قائد الفصيل، طلاس السلامة (أبو فيصل).
ويؤكد أبو فيصل لـ"
عربي21" أن المعركة تسعى لطرد داعش من أوتوستراد دمشق - بغداد، من حدود التنف إلى السويداء غربا، ثم التوجه إلى القلمون الشرقي، والعمل على اعادة النازحين إلى مناطقهم، ثم ستكون الوجهة القادمة تطهير دير الزور"، كما يقول.
من جانبه، تحدث راكان الخضير، رئيس تجمع أحرار عشائر الجنوب (فصيل مدعوم رسميا من الأردن)، عن فتح المرحلة الثانية من المعارك مع تنظيم الدولة، مبينا لـ"
عربي21" أن هذه المرحلة " تشمل مناطق البادية السورية من تدمر إلى القلمون، وشرعت معارك المرحلة الثانية بعد انتهاء معارك المرحلة الأولى؛ التي شملت المناطق المحاذية للحدود القريبة من السويداء وبير قصب، وبعد ذلك تتجه المعارك للأمام باتجاه كسوى وتدمر والقلمون الشرقي".
وحسب الخضير، فقد قامت فصائل
الجيش الحر "بتطهير المنطقة الجنوبية كاملة من داعش، وبدأ جيش العشائر بمقاتلة التنظيم من منطقة القلمون المحاذية لتدمر حتى المناطق باتجاه شمال شرق".
وحول التنسيق مع التحالف الدولي، أوضح الخضير أن "الفصائل التابعة للموك تنسق مع غرفة عمليات
الموك، ونحن كجيش عشائر ننسق مع الجيش العربي الأردني"، وفق تعبيره.
وفرضت معارك الفصائل المنضوية تحت راية الجيش الحر "منطقة خالية من داعش" على طول الحدود الأردنية في المناطق الشرقية، حيث يقول قائد فصيل أسود الشرقية: "كان لداعش تواجد كبير في تلك المناطق، لكن لم يتبق منهم أحد، كذلك ريف سويداء أصبح منطقة آمنه لم يتبق فيها داعش، بالإضافة إلى ريف دمشق منطقة آمنه، وريف درعا باتجاه اللجاة من جهة ريف دمشق منطقة آمنه، والبادية السورية وصولا إلى مخيم الركبان من حدود السويداء بعمق 140 كم".
وبيّن أبو فيصل أنه لا يوجد تنسيق مع البنتاغون "كما نشرت بعض وسائل الإعلام، إنما التنسيق هو مع الأردن وغرفة عمليات الموك في الجبهة الجنوبية فقط، وليس لنا علاقة بالبنتاغون وكل ما يتكلمون عنه عار عن الصحة"، وفق قوله.
وتمكنت الفصائل السورية من إخراج تنظيم الدولة من ريف دمشق الشرقي بالكامل، بعد معارك منذ مطلع آذار/ مارس الماضي، حيث تراجع التنظيم إلى منطقة "المحسا" التابعة لمحافظة حمص، وتعد بوابة القلمون الشرقي من جهة البادية.
كما خسر التنظيم أماكن سيطرته في ريف السويداء الشرقي، وانسحب من منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، فيما تراجع التنظيم، حسب الفصائل السورية، إلى محيط تدمر والرقة.
ويرى المحلل السياسي الأردني، عامر السبايلة، في هذه المعارك المدعومة من قوات التحالف الدولي "محاولة لتأسيس مناطق خالية من داعش، مما يعني مناطق يعاد لها الاستقرار كبديل عن إقامة المناطق الآمنة التي طرحها ترامب مؤخرا"، وفق قوله.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلنا خلال زيارة للعاهل الأردني إلى واشنطن في في 5 نيسان/ أبريل؛ "ضرورة العمل المشترك ضمن استراتيجية شمولية لمكافحة الإرهاب".
وقال ترامب: "لقد قاد الملك الدعوة إلى رسم خطة لهزيمة داعش بشكل نهائي، وأنا أدعمك في ذلك، فكلانا نقود المساعي في هذا الشأن، أؤكد لكم ذلك".
وتمكنت السلطات الأردنيّة على مدار الأعوام الماضية من المحافظة على حدود خالية من تنظيم الدولة، وعملت على دعم فصائل تابعة للجيش الحر من خلال من "غرفة عمليات الموك"، المرتبطة بمجموعة "أصدقاء سوريا"، إلاّ أنّ هذه القاعدة لم تستمر طويلا بعد توسّع التنظيم على الحدود الشرقيّة المتاخمة للبادية السوريّة منذ العام 2016، عندما أعلنت مجموعات، في مناطق درعا وحوض اليرموك، ولاءها للتنظيم، وأبرزها حركة المثنى، ولواء شهداء اليرموك، وجماعة المجاهدين، والتي اندمجت في عام 2016 تحت مسمّى جيش خالد بن الوليد.