لم تسلم
الحكومة المغربية الجديدة من سخرية رواد شبكات التواصل الاجتماعي، فور أدائها لليمين، الأربعاء الماضي، بالقصر الملكي بالرباط.
وحظيت كل من وزارة
الداخلية والأوقاف والمياه بحصة الأسد من السخرية.
أربع حقائب للماء
اعتبر "فيسبوكيون"
الماء أول ضحايا الحكومة الجديدة وذلك لتخصيصه بأربعة وزراء يحملون جميعهم حقيبة تتعلق بالماء، في الوقت الذي يوجد فيه المكتب الوطني للماء والكهرباء، ومندوبية المياه والغابات.
وجاءت تشكيلة الوزراء المتدخلون في مجال الماء على الشكل التالي: عزيز أخنوش، وزيرا للفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وعبد القادر اعمارة، وزيرا للتجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، وشرفات أفيلال، كاتبة للدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء مكلفة بالماء، وحمو أوحلي، كاتبا للدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات مكلفا بالتنمية القروية والمياه والغابات.
ونتيجة لكثرة الوزراء لنفس المجال، قال أحد النشطاء إنه يجب أن يطلق على الحكومة اسم "حكومة الماء". فيما قال البعض الآخر إن الحكومة استندت على الآية الكريمة، "وجعلنا من الماء كل شيء حي" بهدف عودة حياتها بعد خمسة أشهر من "الموت السياسي". وتساءل آخر ساخرا: "إلى خبراء اللغة وما جاورها، ما الفرق بين الماء والمياه؟".
من الداخلية إلى التعليم
ولم يسلم وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، من السخرية، وذلك بسبب شغله في الحكومة السابقة لمنصب وزير الداخلية.
وضجت صفحات موقع "فيسبوك" بصور ساخرة للمؤسسات التعليمية في عهد حصاد، منها صورة لسيارة الشرطة من الحجم الكبير كتب عليها "النقل المدرسي"، وصور لأساتذة يعتقلون من طرف رجال الأمن بتهمة "عدم إنجاز جذاذاتهم"، وأخرى لتلاميذ تقول "شاف" عوض "أستاذ".
وقال أحدهم: "من الآن فصاعدا ستصبح المؤسسات التعليمية سجنا كبيرا"، وقال آخر: "من قام بمخالفة كيفما كان نوعها لن يعرض على مجلس تأديبي.. ستبنى "تخشيبات" على مستوى كل مؤسسة يوضع فيها المخالفون للنظام العام بالثكنة العسكرية "أقصد المؤسسة التعليمية".. وبين الفينة والأخرى قد نسمع عن تفكيك خلية مشاغبة في قسم ما.. من يدري كل الاحتمالات واردة".
فيما قال ناشط على حسابه بـ"فيسبوك" ساخرا، إن "السبب الذي جعل من وزير الداخلية السابق أن يصبح وزيرا للتعليم يأتي استجابة لنداءات الأساتذة لـ"عسكرة" المؤسسات التعليمية بعد عمليات العنف التي قام بها التلاميذ في حقهم، لهذا تحول الوزير حصاد إلى التعليم لحمايتهم من بطش التلاميذ".
حتى الموت
وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بدوره أخذ نصيبه من السخرية باعتباره حطم الرقم القياسي في بقائه بالوزارة، حيث لقبه ناشطو موقع "فيسبوك" بــ"المعمِّر".
ويشغل أحمد التوفيق منصب وزير الأوقاف منذ 2002، ما يعني أنه عاصر 4 حكومات متعاقبة وبالتالي سيتمم 20 سنة في منصبه مع انتهاء حكومة
العثماني.
أحد النشطاء عبر عن بقاء أحمد التوفيق في وزارة الأوقاف بالقول: "أحمد التوفيق وزيرا للأوقاف من المهد إلى اللحد". فيما قال آخر إن الموت هو السبب الوحيد الذي يمكن أن يغيب أحمد التوفيق عن تقلده منصب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في الولاية المقبلة.