سياسة عربية

من وراء اغتيال وخطف ضباط الجوازات في ليبيا؟

الوضع الأمني في ليبيا مترد جدا- أ ف ب
الوضع الأمني في ليبيا مترد جدا- أ ف ب
تنتشر في ليبيا حاليا ظاهرة اغتيال ضباط أمن يعملون في قطاع الجوازات والجنسية على يد مجهولين، وكان آخرها اغتيال مدير جهاز مباحث جوازات مدينة الخمس (شرق طرابلس)، النقيب مروان إبشيش، إثر إطلاق ملثمين الرصاص عليه، حسب مصادر طبية.

وبحسب مراقبين فإن الوضع الأمني في الداخل الليبي مترد جدا، ويؤكد ذلك انتشار ظاهرة الاغتيالات والاختطاف ومحاولات اغتيال متكررة لرؤساء المجالس البلدية المنتخبين، وكان آخرها اختطاف عميد بلدية مدينة سرت الساحلية مختار المعداني، إضافة إلى اختطاف ناشطين ورياضيين وإعلامين شرقا وغربا على يد مجموعات مسلحة.

بلبلة

وفي حين يرى البعض تورط قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر في الأحداث من أجل البلبلة، يرى آخرون أن الدولة هي المسؤولة لأنها "شرعنت" هذه المجموعات المسلحة، وفريق ثالث يرى أنها تصفية من أجل المصلحة ولها أبعاد جنائية وفقط، لكن يبقى السؤال: من المستفيد؟

في هذا الصدد قال أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، عبد المنعم الحر، إن "الأدلة الموثقة لديهم تؤكد أن هذه الحوادث ذات طابع جنائي صرف، مضيفا في تصريح لـ"عربي21": "انتشار الفوضى والسلاح وغياب السلطة الرادعة وانتشار الخمور والمخدرات أبرز أسباب انتشار هذه الحوادث".

لكن، الناشط من بنغازي، أبو بكر القطراني، اتهم في حديثه لـ"عربي21": ما أسماهم بـ"القوى المتطرفة" بالوقوف وراء هذه الاغتيالات "لأنها ترفض مفهوم الدولة الوطنية وهدفهم السيطرة، ويبدو أن الأمر قد بدأ الآن في العاصمة طرابلس".

ابتزاز

من جهته رأى رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة (مستقل)، محمد المبشر، أن "ما يحدث الآن نتاج طبيعي لحالة الفوضى وانتشار المجموعات المسحلة التي تُمارس الحرابة والابتزاز والخطف، ولا يهمها إلا المال وجمعه بأي طريقة، وهذا هو الدافع الأول لها".

وأضاف لـ"عربي21": "المشكلة أنه يمكن استثمار هذه المجموعات لخلق نوع من عدم الاستقرار حتى يتسنى لأي صاحب أجندة توظيف هذه الاغتيالات أو الاختطافات وفق مصلحته أو لإزاحة من يراهم يشكلون خطرا على نفوذه"، وفق تقديره.

وأرجع الناشط الحقوقي، عصام التاجوري، تكرار هذه الحوادث إلى "حالة اللادولة التي تعيشها ليبيا، ما ساهم في جعل الجريمة المنظمة تضرب الإقليم الليبي"، مضيفا لـ"عربي21" أن "هناك صراعا للسيطرة على مصلحة الجوازات لأهميتها، وربما لاستغلالها في تزوير بعض جوازات السفر، ناهيك عن الفساد الإداري والمالي في ظل قصور الأجهزة الرقابية وتشظيها جراء انقسام الإدارة السياسية".

اتهامات لحفتر

وقال المحامي من الجنوب الليبي، طاهر النغنوغي، إن "ظاهرة الاغتيالات في ليبيا عمل استخباراتي واضح ومنظم، ودائما تقول القاعدة القانونية ابحث عن المستفيد، فمن يريد حكم ليبيا بقبضة حديدية وحدهم من يعملون على تلك الظاهرة".

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "وبخصوص الاتهامات الموجهة إلى قوات حفتر (اللواء المتقاعد خليفة حفتر)، فلا نستطيع تأكيدها دون دليل، لكن منهجية إبعاد المنتخبين لا يعمل عليها إلا حفتر وأعوانه".

لكن عضو التجمع الإسلامي في ليبيا، عبد الناصر بالخير، أكد أن "حفتر هو المتورط الوحيد في كل الاغتيالات التي وقعت في ليبيا، لأنه يود تصفية كل ثوار 17 فبراير".

أما وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى تويجر، رأى أن "هذه الظواهر مقدمة لتكرار ما جرى بالمنطقة الشرقية، حيث سبق ما يسمى بالحرب على الإرهاب جملة من الاغتيالات لضباط ونشطاء حقوقيين وسياسيين وصحفيين، استخدمت لتبرير هذه الحرب".

وحول المتورطين في ذلك، قال تويجر لـ"عربي21": "في ظل غياب المعلومات يستحيل تقديم أي تفسيرات لظواهر اغتيال الضباط وعمداء المجالس البلدية أو اتهام جهة معينة، لكنها تؤكد فقط غيابا تاما للدولة".
التعليقات (0)