قال وزير الخارجية
البحريني خالد بن أحمد آل خليفة إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب يفهم المنطقة وتهديدات إيران "العدو المشترك للبلدين" بدرجة أفضل من سلفه باراك أوباما.
وقال الوزير في مقابلة مع "رويترز" أمس، إن بلاده واثقة في أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستوضح قريبا مواقفها في السياسة الخارجية.
وتابع الوزير: "نحن نرى فهما أكثر وضوحا من جانب البيت الأبيض للتهديدات التي نواجهها هنا في المنطقة وخاصة تلك التي تأتي من الجمهورية الإسلامية.. في السنوات القليلة الماضية كانت توجد سياسة كنا نعتقد أنه من الأفضل لهم تصحيحها ولقد نصحناهم بضرورة تصحيحها".
وتتهم مملكة البحرين الحكومة الإيرانية بنشر التطرف وتسليح بعض أفراد الأغلبية الشيعية في البحرين، كما تقول دول خليجية أخرى إن أوباما لم يفعل ما يكفي للتصدي لما تراه تدخلا من جانب إيران في البحرين وفي حروب المنطقة.
وأضاف الشيخ خالد بن أحمد: "إننا نواجه مشروعا كاملا ولن يتوقف حتى يغير هذا النظام مساره عن الطريقة التي يتبعها الآن، المسيطرة الدينية الفاشية، إلى نظام يستجيب لتطلعات شعبه وعلينا أن ندافع عن أنفسنا حتى نصل إلى هذه اللحظة".
وتنتقد منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان حملة حكومية متزايدة من قبل البحرين منذ حل تكتل المعارضة الرئيس في البلاد العام الماضي وإلقاء القبض على عدد من أبرز النشطاء والزعيم الروحي للشيعة وإسقاط جنسيته بتهمة الفساد.
إلا أن البحرين قالت إنها اتخذت خطوات لإصلاح أجهزتها الأمنية وإنها تسعى إلى الحوار مع المعارضة بطريقة نادرا ما تحدث في المنطقة؛ "نشعر أننا نتعرض لضغوط ونعاقب بلا سبب فقط لأننا نخاطر بمعالجة قضايا موجودة في كل بلد"، بحسب الوزير البحريني.
يشار إلى أن الشيخ خالد بن أحمد كان قد التقى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في واشنطن الشهر الماضي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد بالتعامل بقوة مع إيران وانتقد اتفاقا دوليا للحد من البرنامج النووي الإيراني وقعته إدارة أوباما في عام 2015، واعتبره تنازلا لدولة تراها
الولايات المتحدة راعية للإرهاب.
ويخشى بعض المنتقدين لإدارة ترامب من أنها تهتم بمحاربة التشدد وإيران أكثر من تعزيز حقوق الإنسان بين حلفاء الولايات المتحدة لكن وزير الخارجية البحريني قال إن التحول الأمريكي أقر بالواقع الصعب في المنطقة.
وفي هذا الصدد قال الوزير، إن بلاده ترحب باعتزام الإدارة الأمريكية المضي في صفقة قيمتها نحو خمسة مليارات دولار لبيع البحرين 19 مقاتلة من طراز "إف-16" من إنتاج شركة لوكهيد مارتن والمعدات المتصلة بها وهي صفقة تقرر تعليقها العام الماضي بسبب مخاوف بشأن حقوق الإنسان.
وقال الوزير إن أسلوب ترامب ربما صرف انتباه البعض عن مزايا وجهات نظره لكنه أوضح أن كل الإدارات عانت من مشاكل في بداياتها، "ستحل مشاكلها كل إدارة جديدة تبدأ دائما بطريقة تبدو غير واضحة لكن الوضوح سيأتي". وأضاف: "ربما عندما ترى الاختلاف في شخصية الرئيس، فسيعطي ذلك صورة شاملة للوضع".