عبر الكثير من التونسيين عن غضبهم من رفع الأذان داخل حانة- جيتي
أغلقت السلطات التونسية، الاثنين، ملهى ليليا بجهة الحمامات السياحية، فيما تمّ إيقاف المسؤول عنه وفتح بحث أمني، عقب انتشار تسجيل فيديو يظهر أشخاصا يرقصون، مساء السبت، في الملهى على صوت الأذان الممزوج بالموسيقى الصاخبة.
وأثار التسجيل، الذي تداولته صفحات التواصل الاجتماعي، ضجّة واسعة وموجة من الانتقادات، قبل أن يقرّر محافظ نابل منور الورتاني الغلق الفوري للملهى، في انتظار استكمال الأبحاث الأمنية.
وقال مصدر مسؤول بوزارة السياحة في تصريح إعلامي إنه تمّ رفع قضية استعجالية لدى المحكمة الابتدائية بنابل.
سابقة
وكان المسؤول الجهوي للسياحة بمحافظة نابل عز الدين الرامي علّق على ما حدث بأنّه سابقة في تاريخ البلاد، فيما اعتبره محافظ نابل "مسا بالمقدسات واستفزاز للمشاعر الدينية".
وبحسب إذاعة "موزاييك" فإن المسؤول عن حفلة مساء السبت، أو ما يسمّى بـ (DDj)، ألماني الجنسية وقد غادر التراب التونسي، بينما تعود ملكية الملهى الليلي لرجل أعمال تونسي يملك قناة فضائية.
وقال الباحث في علوم الدين أحمد الغريبي، إنّ ما حدث مُدان بكل الأشكال، مُعتبرا في تصريح لـ"عربي21"، مزج الأذان مع الموسيقى الصاخبة في ملهى ليلي استهزاء واضحا بشعيرة من شعائر الإسلام.
"استهتار بالمقدسات"
وتابع: "يجب أن نبحث عن الغايات والأهداف ممّا أتاه المسؤول عن الحفلات الموسيقية للملهى، هل ما قام به مقصود أم غير ذلك".
وأضاف: "هذا استهتار واضح بمقدساتنا، فالأذان شعيرة إسلامية ويجب أن ننظر إلى المضامين التي تحويها كالشهادتين والدعوة إلى الصلاة وغيرها".
وقال: "لا يمكن بأيّ حال أن يقبل المسلم العاقل بأن يتمّ مزج صوت الأذان بموسيقى صاخبة داخل ملهى ليلي، بما يمثله هذا المكان من مجون واستهتار بالأخلاق".
وعلّق الواعظ الديني والإمام الخطيب بدري المدني على صفحته في "فيسبوك" بأنّ "الاستهزاء بالأذان وبثّه في علبة ليلية برقصها وضجيجها وخمرها ومخدّراتها دون قيد أنملة من الاحترام هي حادثة مؤلمة وغريبة".
"سبب للإرهاب"
وقال: "التجاوزات التي بدأت تطال المقدّسات بالاستهزاء والسخرية صارت جمّة.. فهي صنو الإرهاب ولا تختلف عنه في شيء وربما أعظم لأنها سبب مباشر للإرهاب من خلال ردود الأفعال اللامتوقّعة التي قد تصدر عن أصحاب العقول الضيّقة سبابا وعنفا وتهوّرا".
وعدد المدني التجاوزات التي وقعت في الفترة الأخيرة على غرار "الاستهزاء بصلاة الاستسقاء والدعوات لمنعها بعلّة أننا لا نحتاجها فالمطر عند هؤلاء ظاهرة طبيعية لا نحتاج لاستطلابها من منزّل الغيث وبعلة أن من أداها قد تابع النشرات الجويّة وأدرك أن الأمطار قادمة حتى يجعل من نفسه من مستجابي الدعاء".
ونبه المدني إلى "خطورة هذه السلوكات وتداعياتها.. لأنها تنبئ بخراب المجتمع التونسي وتزايد انشطاره وتشظيّه واحتدام الصراع الفكري داخله صراعا تنافريا قد يزيد من حدّة التوتّر والتشنّج ويقوّي ظاهرة الإرهاب والإرهاب المضاد ويكفي للدلالة على هذا الاعتداء بالعنف على مخرج مسرحية "ألهاكم التكاثر"".
وتابع: "ما نخشاه هو غضب الرب علينا مما يزيد حالنا تعكّرا وتردّيا فقد نبّهنا المولى لذلك بقوله "وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ"".
تعليقات غاضبة
وضجّت صفحات التواصل، بالتعليقات الغاضبة مما حدث، حيث كتب علي بالحولة: "أظن أن الشيطان نفسه ليس لديه القدرة والجرأة ليرقص على صوت الأذان، بينما تساءل إلياس بن جبارة: هل هذه الأمة التي بكى الرسول لرؤيتها؟".
وقال وحيد سعيداني: "اللهم لا تحاسبنا على ما فعل السفهاء منا استغفر الله و لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم".