حذر القاضي والشرعي السوري، عبد الرزاق المهدي، من المجازر التي يقوم بها التحالف الدولي في
الموصل، معتبرا أنها حرب صليبة على "أهل السنة" لكن بحلة جديدة، وأدواتها
الميليشيات الشيعية الموالية لها، محذرا من دخول تلك الميليشيات إلى
سوريا.
ولقي قصف التحالف للموصل وقتله لمئات المدنيين استنكارا في مناطق المعارضة السورية، حيث شجب خطباء المساجد والشرعيون ارتكاب التحالف الدولي تلك المجازر، فيما عبر ناشطون أيضا عن استنكارهم لقتل المدنين في الموصل والرقة.
ويقول الشرعي والقاضي عبد الرزاق المهدي في تصريح لــ"
عربي 21" إن "ما يقوم به التحالف في الموصل من قتل لأهل السنة جرائم حرب وإبادة ضد السنة بمباركة إيران، ويجب على العالم معاقبة من يرتكب تلك المجازر".
واعتبر أن ما يقوم به التحالف في الموصل استعادة للحرب الصليبية، وهو أمر مدبر والمراد منه قتل أكبر عدد من أهل السنة وتشريدهم، "فهي حرب صليبية بوجه جديد"، داعيا المسلمين، قادة وإعلاميين، إلى إيقاف هذه المجازر وفضحها، "فالتحالف يدعي محاربة الإرهاب، وما يقوم به هو الإرهاب بعينه، حيث يفسح المجال للميلشيات لكي تقتل وتغتصب"، على حد تعبيره.
وأكد الشيخ المهدي، أن الأفضل للموصل هو أن يحكمها
تنظيم الدولة عوض تسلط الميلشيات الشيعية، وقال: "بالنسبة لأهل السنة أن يحكم تنظيم الدولة الموصل ويدافع عنها بالرغم من غلوه، أفضل من تسلط الميلشيات الشيعية التي تعتبر أداة بيد الصليبين وإيران، وإن كان التنظيم يتحمل جزءا من المسؤولية باعتبار أنه استفز الغرب".
وحذر المهدي من قدوم الميلشيات الشيعية إلى سوريا بعد السيطرة على الموصل، مشيرا إلى أن قدومها أمر متوقع وغير بعيد بالرغم من قتالهم مسبقا إلى جانب النظام.
ويرى المهدي أنه على الدول العربية المشاركة في التحالف، أن تتوقف عن تلك المشاركة باعتبارها "ردة عن الإسلام" على حد وصفه، "فهي تشارك أمريكا في هذه الجرائم، كما أن هذه المشاركة من باب المناصرة والموالاة، هي ردة عن الإسلام، فالمسلم الحقيقي هو من يوالي المسلمين ويعادي الكافرين"، على حد قوله.
بدوره، يعتبر الصحفي والباحث السوري خليل المقداد، أن ما يقوم به التحالف في الموصل جرائم إبادة، حيث قال في تصريح لـ"
عربي 21"، إن "ما يقوم به التحالف في الموصل وسوريا جرائم حرب بحجة محاربة الإرهاب، فهو تحالف غربي روسي مع الميلشيات الشيعية الصفوية، فالموصل مدينة منكوبة استباحها مغول العصر، وهي كحلب فضحت نفاق الأمم والعالم الذي يدعي الحضارة".
واعتبر أن تنظيم الدولة ليس هو السبب في معاناة أهل الموصل كما يدعي التحالف، فهو نشأ نتيجة القمع والعنف الذي مارسته إيران والمالكي، ما دفع السنة في العراق أن يلتحقوا بتنظيم الدولة، "فالشماعة قديما كانت أسلحة الدمار الشامل، واليوم أصبحت محاربة تنظيم الدولة الذي يجري تضخيمه وتهويله، حتى أنك تحس أنهم من الفضاء، وليس نتاج ظلم وقع عليهم، والحقيقة أن مصالح الفرس تلاقت مع مصالح روسيا والغرب واسرائيل في تغير المنطقة وتفتيتها في سوريا والعراق".
وانتقد "المقداد" الذين يعتبرون تنظيم الدولة هو المسؤول، قائلا: "من يعتبر التنظيم هو المسؤول عن قتل السنة ويبرر ذلك هو مشارك في هذا القتل، وهذه ازدواجية في النظرة، ثم ماذا عن جرائم الميلشيات في سوريا والعراق هل التنظيم هو المسؤول، فجرائمهم ارتكبت قبل وجود التتنظيم؟".
ويذهب المقداد إلى أن معظم الدول العربية المشاركة في التحالف تتماشى مع سياسة أمريكا، وأن وجود قواعد للتحالف في الدول العربية هو محكوم باتفاقات مع تلك الدول، ومن الصعب عليها أن تمنع استخدام تلك القواعد، إضافة إلى أن هذه الدول في معظمها تتماشى بصورة عمياء مع سياسة أمريكا.
من جهته، يقول الإعلامي السوري أبو عبيدة الشامي في تصريح لـ"
عربي 21" إنه "وحسب المعطيات على الأرض التي تم رصدها، فإن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة دمرت منازل مأهولة بعائلات دون اتخاذ أدنى الإجراءات الكافية لحماية المدنيين أثناء هجومها، وهذا يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي بعد الهجمات العشوائية وغير المخطط لها جيداً، والتي تصنف لدرجة "جرائم حرب" لكثرة أعداد ضحايا المدنيين وبشكل كبير والذين غالبيتهم من النساء والأطفال".
واعتبر أن تنظيم الدولة يتحمل جزءا من مسؤولية المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، بسبب منعهم للأهالي مغادرة المدن المستهدفة أو على الأقل عدم تسهيل فرارهم.