نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا للصحافي روبرت ميندك، يقول فيه إن وزارة الداخلية البريطانية اتخذت خطوة غير مسبوقة ضد نجل الداعية الإسلامي "
أبو حمزة المصري"، بعد سفره إلى
سوريا للقتال هناك.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن السلطات البريطانية قررت تجريد سفيان نجل الداعية المتشدد أبي حمزة المصري "مصطفى كمال مصطفى" من جواز سفره البريطاني، بعد سفره إلى سوريا، والقتال في صفوف الجهاديين هناك.
اقرأ أيضا: نجل أبي حمزة المصري مع ثوار سوريا وضد "داعش" و"القاعدة"
ويشير الكاتب إلى أن وزارة الداخلية اتخذت هذه الخطوة غير المسبوقة، وسحبت جواز أصغر ابناء المصري، الذي عادة ما تصفه بصاحب "يد الكلّاب"، لافتا إلى أنه بهذا القرار، فإن وزارة الداخلية تترك سفيان مصطفى دون جواز ولا جنسية، عالقا وسط حرب أهلية تعيشها سوريا منذ عام 2011.
وتذكر الصحيفة أن سفيان مصطفى (22 عاما) اشتكى في مقابلة مع صحيفة عربية من الوضع الذي يعاني منه بسبب سحب الجنسية، وطالب السلطات البريطانية بأن تسمح له بالعودة إلى بيته في لندن، مشيرة إلى أن سفيان يقاتل إلى جانب المقاتلين في سوريا، بعدما ترك لندن عام 2013، حيث تم ترحيل والده في تلك السنة إلى الولايات المتحدة ليواجه تهما بالإرهاب هناك.
ويلفت التقرير إلى أن سفيان ينفي أي صلة له بتنظيم الدولة في العراق وسوريا، أو أي من الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة، حيث تقول مصادر إن قرار سحب جنسيته لم "يأت بعد دراسة جدية" لحالته، ولا يعرف مع أي جماعة يقاتل سفيان مصطفى.
وينوه ميندك إلى مقابلة أجرتها صحيفة "القدس العربي" في لندن معه، حيث عبر عن انزعاجه من قرار سحب جوازه، وعبر عن دهشته من قرار وزارة الداخلية، وقال إنه سيعود إلى
بريطانيا بعد سقوط نظام بشار الأسد وتوقف القتال، وأكد في المقابلة أنه لا يقاتل مع جماعات جهادية، حيث اتخذت وزارة الداخلية قرارها بسحب جوازه بناء على ذلك، مشيرا إلى أنه يقاتل مع جماعات معتدلة تدعمها بريطانيا والولايات المتحدة بالسلاح.
وقال سفيان: "بريطانيا هي البلد الذي ولدت وعشت فيه، ولم أكن أبدا تهديدا على الأمن القومي في بريطانيا، ولن أرتكب أي عمل عدواني ضد سكانها؛ لأن ديننا يحرم قتل الأبرياء العزل".
وتفيد الصحيفة بأن سفيان اعترف بأن والده أبا حمزة، السجين مدى الحياة في الولايات المتحدة، ارتكب أخطاء، وتساءل قائلا: "من لا يرتكب أخطاء عندما يؤمن بقضية؟"، وقال سفيان إنه شارك في معركة حلب، وكتب تغريدات على حسابه في "تويتر"، قال فيها إنه قتل جنودا للنظام السوري.
ويورد التقرير عن سفيان قوله: "أؤمن أن المعركة الحقيقية ستحصل بعد سقوط النظام، وهي بناء سوريا وإصلاحها السياسي والاقتصادي، وبناء المدارس العامة للدراسة"، وأضاف أن انتصار الثورة سيحصل عندما نرى انتخاب حكومة ممثلة، تأخذ البلاد إلى طريق أفضل مما كانت عليه في الماضي.
ويبين الكاتب أن سفيان مصطفى ظهر في الشهر الماضي في شريط دعائي جهادي شجب فيه نظام الأسد وتنظيم الدولة، مشيرا إلى أنه يعد واحدا من 400 بريطاني سافروا إلى العراق وسوريا، ويقاتلون في صفوف جماعات تتراوح من المعتدلة إلى المتشددة، مثل
تنظيم الدولة.
وبحسب الصحيفة، فإن والد سفيان "أبا حمزة" يقضي سجنا بالمؤبد في سجن فلورنس في كلورادو. منوهة إلى أنه سجن سبع سنوات في لندن بعد ظهوره على الساحة إماما في مسجد فينزبري بارك عام 1997.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه أثناء تولي رئيسة الوزراء الحالية تيريزا ماي وزارة الداخلية، فإنها شجعت على حرمان المتورطين بالإرهاب من جنسيتهم، لافتة إلى أنه بحسب مكتب التحقيقات الصحافية، فإن ماي استخدمت سلطاتها لسحب جوازات 33 شخصا.