سمنتراس: تعرّف على تاريخ كذبة الأول من نيسان/ أبريل

نشرت صحيفة "سمنتراس" الفرنسية، تقريرا تحدّثت فيه عن تاريخ التقليد الشهير، الذي يُعرف "بكذبة الأول من شهر نيسان/ أبريل"، علما أن هذا اليوم اشتهر بنشر الأكاذيب، والقيام بالعديد من الخدع والدعابات.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن جذور هذا التقليد تعود بالأساس إلى قرار ديني وعملي اتخذه ملك فرنسا، شارل التاسع، خلال القرن السادس عشر، وتمثّل في تغيير التقويم الزمني المتبع في ذلك الوقت. والجدير بالذكر أن الفرنسيين كانوا يتبعون سابقا، التقويم "الرومي" أو "اليولياني"، الذي كان ينصّ على أن السنة الجديدة تبدأ في الخامس والعشرين من آذار/ مارس، أي مع انطلاق أول أيام فصل الربيع.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتفال بالسنة الجديدة ارتبط بإقامة الاحتفالات وتبادل الناس للهدايا.

ويستمر هذا الحدث إلى غاية نهاية الأسبوع الأول من السنة، أي الأول من نيسان/ أبريل. وفي سنة 1564، قرّر شارل التاسع اعتماد "التقويم الميلادي" أو "تقويم غريغوري"، ذلك أنه يُعتبر أكثر تلاؤما مع حركة الكواكب. ووفقا لهذا التقويم الجديد، أصبحت السنة الجديدة تبدأ في الأول من كانون الثاني/يناير.
 
وأوضحت الصحيفة أن انتشار المعلومات، في ذلك الوقت، كان أمرا صعبا، فضلا عن أن عددا لا بأس به من السكان كانوا من الأميين. بالتالي، لم يتفطّن العديد منهم إلى هذا التغيير المحوري. من جهة أخرى، قرّر المعارضون لهذا الإصلاح اعتماد الخامس والعشرين من آذار/ مارس، تاريخا لبداية السنة الجديدة. ونتيجة لهذا التصرّف، قام المصلحون، أي المسؤولون عن هذا التغيير، بإرسال دعوات كاذبة، وهدايا غريبة، أو أسماك غير حقيقية إلى المعارضين، بهدف السخرية من موقفهم الرافض للتقويم الجديد.

وبيّنت الصحيفة أن "سمكة" أو كذبة الأول من شهر نيسان/ أبريل، في الثقافة الفرنسية، ترتبط بالسمك، كرمز لهذا التقليد. وفي الأثناء، تبرّر العديد من الفرضيّات العلاقة القائمة بين هذا التقليد والسمك، على غرار، علم التنجيم الشمسي. في الحقيقة، تشير هذه الفرضية إلى أن هذه الكذبة أو "سمكة نيسان/ أبريل" متصلة بآخر برج من الأبراج الفلكية، وهو "برج الحوت"، الذي يرتبط بدوره بخروج فصل الشتاء.
 
وذكرت الصحيفة أنه، ووفقا للدين المسيحي، يرتبط الأول من شهر نيسان/أبريل باقتراب نهاية "الصوم الكبير" للمسيحيين.

والجدير بالذكر أن أتباع الدين المسيحي كانوا يمتنعون عن تناول اللحوم، لمدة 40 يوما، وبالتالي، لم يكن بإمكانهم سوى أكل الأسماك.
 
وأوردت الصحيفة أن هذا الأمر قد يكون له علاقة "بسمكة المسيح"، التي كان المسيحيون يعتمدونها كرمز لديانتهم بين القرن الأول والقرن الرابع من الميلاد. ومن ناحية أخرى، هناك فرضية تتعلق بمرحلة وضع البيض عند الأسماك، حيث تتزامن مع اقتراب شهر نيسان/أبريل، كما أن اصطياد السمك كان محظورا في تلك الفترة.
 
وأفادت الصحيفة أن العديد من البلدان حول العالم تشهد احتفالات كبيرة خلال هذه المناسبة، على غرار المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب ألمانيا، واليابان. فضلا عن ذلك، اعتادت وسائل الإعلام المشاركة في هذا الأمر من خلال تسريب معلومات كاذبة.
 
في الختام، ذكرت الصحيفة أن صحيفة "لوباريزيان" قامت، في سنة 1986، بنشر خبر مفاده أن "برج إيفل" الشهير سيتم نقله إلى مدينة "مارن لا فاليه" لاستقطاب الناس لزيارة منتزه "والت ديزني"، الذي كان حينها قيد الإنشاء. وفي النهاية، اتضح أن الأمر مجرد خدعة.