تراجع
تنظيم الدولة خلال الأيام الماضية، نحو مناطق في عمق البادية السورية ومنها إلى الرقة ودير الزور، وذلك بعد معارك عنيفة مع
الجيش الحر.
وتركزت المعارك الأخيرة في
القلمون الشرقي والبادية واللجاة وريف السويداء الشمالي الشرقي، ومناطق أخرى قريبة، دون مقاومة كبيرة من قبل التنظيم، كما جرى في بلدات اللجاة وخارجها، خصوصا في بلدتي حوش حماد وبئر القصب؛ اللتين تعدان من أكبر معاقل التنظيم في المنطقة.
ويأتي ذلك بعد فشل التنظيم بالاحتفاظ بمواقعه بالقلمون الشرقي أمام تقدم فصائل الجيش الحر، التي باتت تلاحق مقاتلي التنظيم في البادية السورية، مع تركيز التنظيم على ما يبدو على معركة الرقة الحاسمة بالنسبة له، وسط تململ العديد من عناصر التنظيم من مناطق اللجاة والبادية نتيجة الزج بهم بمعارك خاسرة على جبهات طويلة في القلمون، ما دفع العديد منهم للفرار، وفق ناشطين.
وفي هذا السياق، قال الناطق باسم "جيش أحرار العشائر"، محمد عدنان، إن "الضغط الكبير والتململ الواضح في صفوف التنظيم أضعف موقفه أمام مناصريه، حيث أصبح البعبع الذي كان يهابه الجميع أوهن من بيت العنكبوت، في ظل الضربات التي يتلقاها في الشمال السوري وغيره، فقد أصبحت قوة التنظيم ضعيفة، لذلك نراه لا يستطيع المقاومة، ناهيك عن الثبات والقوة الباسلة التي أظهرها مقاتلينا أمام هذا التنظيم الباغي"، وفق قوله لـ"
عربي21".
ووفق العدنان، فإن أكثر ما أثر على معنويات التنظيم وعجّل بانسحاب عناصره، "هروب الأمراء وقيادات الصفوف الأولى في اللجاة وبقاء العناصر، ما جعل منه ضعيفا، وهنا تقدمنا إلى حوش حماد وسيطرنا عليها، والعامل الذي ساعدنا أكثر أن المجبرين الموجودين من المدنيين في حوش حماد، هم رافضون لهذا التنظيم الإرهابي"، على حد وصفه.
وتوجه أغلب عناصر التنظيم، بحسب العدنان إلى الرقة ودير الزور، المعقلين الرئيسيين للتنظيم في
سوريا، وتحدث عن مقتل عدد من عناصر التنظيم، إضافة إلى السيطرة على أسلحة تركها عناصر التنظيم خلفهم.
وبيّن العدنان أنه نتج عن المعارك الأخيرة ضد التنظيم؛ "سيطرة المعارضة على مساحة واسعة في شرق محافظة السويداء خلال الأيام الماضية، وطرد تنظيم الدولة من قرى الدياثة، والكراع، والأشرفية، ورجم الدولة، والقصر عليا، وشنوان، وتل أصفر، ورجم البقر الرفيعة، وبير قصب، وغيرها من قرى البادية".
من جانبه، قال المقدم عمر صابرين، المتحدث باسم "ألوية الشهيد أحمد العبدو"، وهو أحد فصائل الجيش الحر، إن التغييرات في الاستراتيجيات منذ نحو سبعة أشهر في القلمون الشرقي كانت كفيلة بإضعاف التنظيم بشكل كبير، "فقد كانت عملياتنا تتركز على إضعاف، وشن غارات عسكرية وتشتيت التنظيم على جبهات ومساحات شاسعة"، وفق قوله لـ"
عربي21".
كما تحدث صابرين عن "إفشال مخططات التنظيم في أي محاولة للتقدم والسيطرة على أي محور، عدا عن ضعف قدرة التنظيم على المواجهة في عمليات عسكرية مؤلفة من ست مراحل، بدأ التنظيم بالانهيار خلالها في عدة جبهات"، كما قال.