ترى صحيفة
إسرائيلية؛ أنه يتوجب على "إسرائيل" عرض بديل مدني لخطتها العسكرية تجاه قطاع
غزة؛ في محاولة لاجتياز السنوات القادمة بهدوء؛ كي تتمكن من بناء العائق الأرضي حول القطاع الذي يعالج خطر أنفاق المقاومة
الفلسطينية.
باتت "حماس" تعرف
وأكدت صحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية؛ أن "إسرائيل اليوم تدير هجمة إعلامية – يرافقها استخدام للقوة – هدفها ردع حماس من المس بالمشروع الأمني المركزي لإسرائيل؛ وهو العائق الجديد حول القطاع".
وأوضحت الصحيفة العبرية في مقالها الافتتاحي اليوم، الذي كتبه معلقها العسكري أليكس فيشمان؛ أن "هذه الحملة الاعلامية كشفت عن بطنها الطرية، وباتت حماس تعرف بالضبط ما هي نقطة الضغط لدى الجيش الإسرائيلي، وهي؛ القدرة على حماية مشروع هائل في حجمه، مشروع يبقي آلاف الأشخاص ومئات الآليات مكشوفة في السنتين القريبتين بجوار حدود القطاع".
وأضافت: "تهدد إسرائيل كل من يحاول المس بهذا المشروع لدرجة حدوث مواجهة عسكرية شاملة؛ ولهذا الغرض فإن الجيش يجري مناورات علنية على حدود القطاع؛ كي ترى حماس وتستوعب"، مؤكدة أن "القصف الجوي الإسرائيلي الدقيق على أهداف البنى التحتية، بين الحين والآخر، يأتي لتعزيز الرسالة بأن إسرائيل لا تتردد بالدخول في حرب جديدة".
ونوهت "يديعوت"، إلى أنه في "حقيقة الأمر؛ أن إسرائيل بحاجة إلى الهدوء كي تنهي العائق، الذي يفترض أن يعطي حلا بديلا للأنفاق ومحاولات التسلل"، وقالت: "تنتمي التصفية المنسوبة لإسرائيل لمازن فقهاء الذي يقف على رأس فرع الضفة الغربية في غزة - على ما يبدو - إلى جوقة التصعيد الصاخبة".
مواجهة عسكرية شديدة
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية؛ بأنه "لسبب ما، لا يزالون عندنا (في إسرائيل) يؤمنون بأننا نعرف كيف نقرأ الطرف الآخر"، موضحة أنهم في "إسرائيل يقدرون بأن حماس، بعد عقد من صعودها إلى الحكم، بلورت فكرا له طابع الدولة أكثر مع مسؤولية عامة، وأنها لا تعتزم إضاعة معجزة إقامة دولة سنية في غزة بسيطرتها".
ومضت تقول: "التهديد بفقدان هذا الإنجاز التاريخي لحماس؛ هو الرافعة الأساس التي في يد إسرائيل، وعليه فإن إسرائيل تهدد بمواجهة عسكرية ستدار منذ بدايتها بشدة قصوى؛ باستخدام للنيران بحجم كثيف"، لافتة إلى أنه "مثل كل النشاطات حيال غزة، فإن للحرب التالية أيضا لن تكون هناك غاية سياسية في شكل تسوية أو تغيير الحكم في القطاع".
وتابعت "يديعوت" بأن "الحرب التالية هي الأخرى؛ ستدار بهدف تآكل حماس... أما الثمن فسيدفعه سكان قطاع غزة؛ الذي لا تحصيه إسرائيل ولا تفعل أي شيء كي تحاول تمييزه عن حكم حماس، التي تقوده نحو الضياع".
وذكرت أنه "بعد يوم من انتخاب يحيى السنوار لرئاسة حماس في غزة، أحرقت امرأة نفسها أمام بيته احتجاجا (مصادر فلسطينية أكدت لـ"
عربي21" أن هذه الحادثة "مزعومة وكاذبة") ؛ وهذا الحدث في إسرائيل لم يكن له أي ذكر؛ ربما لأن مثل هذا الحدث من شأنه أن يمس بالرواية التي بنتها إسرائيل وبموجبها فإن حماس وسكان غزة – هم واحد".
التحدث مع سكان غزة
"صحيح؛ أن الجمهور في غزة يريد أن يرى إسرائيل مبادة؛ لكن هذا الجمهور يريد أيضا أن يعيش"، وفق "يديعوت" التي زعمت أن الفلسطينيين في غزة يدركون أن تعيين السنوار لا يعبر عن سلم أولوياتهم؛ "فهناك استثمارات في الأنفاق، الوسائل القتالية، القدرات العسكرية الخاصة، وفي النهاية تحسين الوضع الاقتصادي ورفاه المواطن".
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية؛ إلى أن "هذه هي البطن الطرية لحماس، ولكن إسرائيل لا تحاول حتى خلق أي تمييز بين القيادة والسكان، والمحاولة الوحيدة في هذا الاتجاه؛ هي موقع إنترنت منسق الأعمال في المناطق، والذي يروي للغزيين كم هو فاسد الحكم عندهم، والموقف من السكان في غزة سطحي لدرجة أنه حتى في عيون الجيش فإن حجم السكان هناك لا يزال 1.9 مليون نسمة – رغم أنهم تجاوزوا المليونين الآن بعشرات الآلاف".
وبينت "يديعوت" أن "ثلث العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تعيش اليوم في فقر مدقع، و60 بالمئة من المواد التي تدخل القطاع وتحمل المواد الخام ليس لها أي تأثير على رفاهية السكان"، مقترحة أن تشرع "إسرائيل بالتحدث مع سكان القطاع من فوق رأس حماس؛ من خلال تشجيع بناء البنى التحتية، ونقل الطاقة والمياه؛ وهذا ليس بطيبة قلب -لا سمح الله- بل انطلاقا من مصلحة إسرائيل الوطنية؛ ويجب عرض بديل للخطة العسكرية من أجل محاولة اجتياز السنوات القادمة بهدوء".