طالبت "القوى الوطنية
الأحوازية" في رسالة للقمة العربية التي ستُعقد الأربعاء في الأردن، الرؤساء العرب باتخاذ موقف جريء وواضح تجاه ما يتعرّض له "الشعب العربي الأحوازي" من عمليات اضطهاد واسعة على يد السلطات
الإيرانية.
وحصلت صحيفة "
عربي21" على رسالة الأحزاب والفصائل والحركات الأحوازية التي وجهت إلى الزعماء العرب.
وقال مسؤول المكتب الإعلامي لمنظمة (
حزم) الأحوازية، عادل السويدي، إنه "لولا احتلال الأحواز من قبل الدولة الفارسية (إيران) الذي جرت وقائعه في عام 1925، والصمت العربي المعيب منذ ذلك التاريخ ولغاية الساعة، لما تمكنت إيران من الوصول تاليا إلى شواطئ الخليج العربي، لتتمدد بعد ذلك نحو احتلال الجزر العربية الإماراتية الثلاث، والمطالبة بضم مملكة البحرين الشقيقة، عبر استثمار ثروات الأحواز النفطية والغاز الطبيعي وموقعها الاستراتيجي المطل على مياه الخليج العربي".
ودعت منظمة "حزم" الأحوازية على لسان السويدي القمّة العربية والرؤساء العرب، لأن "يتخذوا موقفا عربيا وأخلاقيا مشرفا وإعلانا رسميا لمرّة واحدة على الأقل، تجاه قضية الشعب العربي الأحوازي، ودعم مقاومته أمام حملات (الإعدام والتطهير العرقي) التي تمارسها تلك السلطات الإيرانية، التي تقدم على العمل الإرهابي ذاته في دول الخليج العربي وضد الدول العربية بشكل عام".
وتابع السويدي: "أقرنت القوى الوطنية الأحوازية الشرعية مطالبها من خلال النقاط المركزة التالية، أولها الاعتراف بدولة الأحواز العربية والعمل على عضويتها في المؤسسات العربية والإسلامية والإقليمية والدولية".
ودعت القوى الأحوازية إلى "السماح للفصائل الأحوازية والمؤسسات الاعلامية والمجتمع المدني الأحوازي بفتح مكاتب لها في الأقطار العربية وأهميتها للأمن القومي العربي، وطالبت بدعم حراك الفصائل الأحوازية نحو الوحدة عبر تشكيل مجلس قومي، وذلك بدعم من الأشقاء العرب، من أجل دعم الفصائل الأحوازية لبناء المؤسسات الوطنية الأحوازية وصولا إلى "مجلس وطني" و"حكومة الأحواز في المنفى".
من جانب آخر، قال محمود أحمد الأحوازي، أمين عام جبهة الأحواز الديمقراطية لـ"
عربي21" إن "ملف القضية الأحوازية لم يُنظر له من قبل أشقائنا قادة الدول العربية، وما زال متروكا على رفوف الجامعة العربية، مع أن الظروف الإقليمية والدولية والعزلة التي تواجهها إيران في المجتمع العربي والإسلامي والدولي، وحتى الداخلي، تساعد وبشكل كبير الدول العربية المتضررة من إيران على انتهاز الفرصة للتحرك لإبعاد الخطر الإيراني بمساعدة الأحوازيين عن طريق تبني هذه الدول للقضية العربية الأحوازية".
وأضاف محمود: "نحن الأحوازيين بحاجة لمواقف أخوية من قادتنا العرب، من بينها الاعتراف باحتلال الأحواز العربية من قبل الاحتلال الأجنبي الإيراني أو منح مقعد في الجامعة العربية لشعبنا العربي الأحوازي حتى لو كان هذا يحتاج لتعديل في المنهاج الداخلي لجامعة الدول العربية وأيضا السماح للشعوب العربية على مستوى المنظمات والمؤسسات والجمعيات غير الرسمية أن يسندوا ثورتنا ونضالنا، و نحن ندرك تماما بأن أبناء أمتنا العربية جاهزون للمساعدة إن سمح لهم".
وأكد أمين عام جبهة الأحواز الديمقراطية على ضرورة دعم ومساندة الدول العربية للأحواز "حتى يتطور نضالنا ويفك ارتباطنا مع إيران وإعلان استقلال دولة الأحواز العربية".
وقال إن استقلال الأحواز "سيحرم إيران من أكثر من 85% من دخلها الوطني الذي يتشكل من الثروة الأحوازية وهذا بدوره سيساهم في إيقاف التوسع والتمدد الفارسي في دولنا العربية".
بدوره، قال أمين عام الجبهة العربية لتحرير الأحواز، أحمد جاسم، إن شعبنا في الأحواز يتطلع إلى وجود وفاق وتأييد عربي في مؤتمر القمة في مكان انعقاده الأردن للقضية العربية الأحوازية العادلة".
وأضاف جاسم لـ"
عربي21" إن القرار العربي بدعم القضية الأحوازية في
القمة العربية؛ "ينبغي أن يكون مبنيا على الرؤية الاستراتيجية للأمن القومي العربي وأهمية الأحواز في الصراع القائم فيما بين الدول العربية وإيران التي تحتل أراضينا العربية".
وطالب جامعة الدول العربية بأن تنصف الأحوازيين وقضيتهم، قائلا: "في كل عام وتزامنا مع انعقاد مؤتمر القمة العربية يتجدد الأمل في نفوس الأحوازيين ليتم إنصافهم من أشقائهم العرب، والخطوة الأولى في دعم القضية الأحوازية هي الاعتراف بالأحواز كدولة عربية محتلة من قبل إيران" على حد وصفه.
من جانبه، قال رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أحمد مولى، لـ"
عربي21" إن المأمول من القمة العربية التي تنعقد في هذه المرحلة الحساسة اتخاذ قرارات جوهرية ومصيرية تواكب حجم الأزمات التي تمر بها أمتنا العربية التي تخوض صراعا مريرا ضد "الغزاة الفرس" الذين أصبحت مخالب تجاوزاتهم تطال بلدانا عربية كثيرة بعد "احتلال الأحواز" في بدايات القرن الماضي.
وأضاف المولى: "بقاء الأحواز تحت الاحتلال الإيراني يشكل ثغرة كبيرة في الأمن القومي العربي، ويجعل الحدود الشرقية للأمة مكشوفة أمام التدخلات والتجاوزات الفارسية باستمرار وهذه حقائق أثبتتها التجارب عبر التاريخ، لذلك ما هو المطلوب اليوم من قادة الدول العربية الوقوف بجانب نضال أشقائهم الأحوازيين ودعم قضيتهم العربية العادلة بكل الطرق والوسائل المشروعة والقانونية".
ورأى رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز خلال حديثه مع "
عربي21" أن "القضية الأحوازية اليوم وبثقلها السياسي ومشروعيتها القانونية تشكل منطلقا رصينا لأي مشروع عربي رادع للمشروع الفارسي في المشرق العربي، خاصة أن الظروف الإقليمية مهيأة لأشقائنا العرب في تبني القضية الأحوازية وإعطائها المكانة التي تستحقها"، على حد تعبيره.